إنجاب الأبناء والآباء معتقلون فرحة وحزن في آن واحد تعيشهما زوجة الأسير

مئات الأطفال ولدوا وجاؤوا على هذه الدنيا وآباؤهم أسرى في سجون الاحتلال، وليس ذلك فحسب، فهؤلاء الأطفال كبروا بعيدين عن آبائهم الأسرى، ومنهم من أمضى سنوات وكبر ولم يتمكن من زيارة والده، ولم يشاهده والده، ربما لأنه معزول، أو لأن الاحتلال يمنعه من زيارة أياً من عائلته، فيكون مصير ذلك الابن أن يحرم من والده لفترة طويلة.
أمثلة كثيرة عاشت ذلك الواقع.. واقع عيش مجيء ابن أو أكثر في العائلة والأب سجين ومعتقل في سجون الاحتلال الصهيونية، ومن هذه الأمثلة التي ذكرها مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في تقريره:
(أم وطن)، زوجة الأسير ثامر سباعنة من مدينة جنين وهو الناشط والمدافع عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذي اعتقله الاحتلال بتاريخ: 6/3/2013 وكانت زوجته حامل.
تقول أم وطن لمركز أحرار:" إن الشعور الذي ينتاب الزوجة بإنجابها طفلاً وأباه غير موجود، هو شعور ليس بالسهل، لقد كنت حاملاً بابنتي مجد عندما اعتقل ثامر، والآن جاءت مجد ووالدها لا يزال في الأسر، فكم كنت أتمنى أن يكون ثامر معنا أنا وأبناؤه وطن وعز الدين ويشاركنا بفرحة مولودته التي كان ينتظرها..
ورغم حرقة غياب أبو وطن عن تلك الفرحة، إلا إن أم وطن تمكنت من زيارة زوجها ومعها مجد لأول مرة وكانت تبلغ مجد من العمر في ذلك الحين 4 أشهر، وكانت فرحة والدها بها كبيرة، وكان اللقاء بين الاثنين مؤثراً جداً رغم إنه كان لقاءً لدقائق فقط.. تمنى فيها ثامر لو إنه يستطيع تحطيم قيود السجن ويذهب مع زوجته وابنته للمنزل.
أم وطن، لا زالت تنتظر حكم الاحتلال الجائر على زوجها الذي لا يزال موقوفاً في سجن شطة حتى الآن.
زوجة أخرى من زوجات الأسرى الذين رزقوا بمواليد وهم داخل الأسر، (أم عبد الرحيم) زوجة الأسير عمر الحنبلي من مدينة نابلس، والمعتقل بتاريخ: 12/5/2013.
أم عبد الرحيم كانت حاملاً عندما اعتقل زوجها من منزلهم، وكانت لحظة الاعتقال تلك للغاية، وتتالت الشهور وعمر أسير وأم عبد الرحيم تواسي نفسها بتمنيها أن يعود عمر وسيحضر ولادة ابنته (جودي) لكن الأيام انقضت ولم يتم الإفراج عن عمر، وبقي يتنقل في سجون الاحتلال، وعائلته تجد صعوبات في زيارته.
أما أم خالد، زوجة الأسير وليد خالد من محافظة سلفيت، فأنجبت هي الأخرى ابنها خالد وزوجها أسير، وقد أنجبت سابقاً ابنتيها: آية وولاء أيضاً ووالدهما في الأسر، فالأسير وليد خالد يعتقل باستمرار لدى قوات الاحتلال الصهيونية.
تقول أم خالد لمركز أحرار، إن قلبها يمتلئ بمشاعر الفرح بمولودها وهي تحمد الله، لكنها في الوقت ذاته لا تملك إخفاء مشاعر الحزن والقلق على زوجها المعتقل منذ تاريخ: 9/3/2013 والذي يقبع في سجن مجدو دون محاكمة حتى الآن.
وتضيف أم خالد قائلة:" كم تمنى وليد ذلك الطفل... وكم تمنى أن يكون عندما يأتي للدنيا... كم تمنى أن يكون أول من يحمله ويؤذن له في أذنه... كان وليد يكرر تلك الأماني دائماً، لكن الاحتلال حرمه منها بالاعتقال، كما حرمه ميلاد ابنتيه آية وولاء سابقاً.
مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، قال إنه ليس بجديد على الاحتلال أن يحرم المواطن الفلسطيني من أفراحه بالاعتقال، بل وتكرار اعتقال هؤلاء أكثر من مرة.
كما أوضح الخفش، إن إدارة السجون وكمواصلة للحرمان من الفرحة، تمنع وتحرم الأسير من زيارات عائلته ومولوده له ولفترات طويلة أحياناً، الأمر الذي يسبب المضايقات للأسير وعائلته.

(المصدر: مركز أحرار، 10/02/2014)