عائلة عطون المقدسية.. كثرة اعتقال أبنائها لم تثنيها عن ثوابتها

الأب من قبل الأبناء والأحفاد كان أسيرا ذاق طعم السجن.. وها هو الآن يعيد مشوار الأسر لأبنائه الثلاثة المعتقلين في سجون الاحتلال؛ إضافة لحفيده وهو ابن أحد أبنائه المعتقلين أيضا، مؤكدا أنه وبالرغم من مرارة ما تذوقه عائلته يجب على أبناء فلسطين أن يقدموا ويضحوا، ففلسطين تستحق.
إنه الحاج المقدسي محمد أحمد عطون (أبو أحمد)، وهو ذلك الأب الذي لا زال يعيش واقع الأسر وتكراره مع أبنائه وأحفاده، كما أنه يعيش واقع الإبعاد لأحد أبنائه الذي كان أسيرا في البداية.
يقول الحاج أبو أحمد وهو الذي اعتقل عام 1998 لدى سلطات الاحتلال: "إن اعتقال أبنائي لا يثنيهم ولا يثنينا عن الاستمرار في مقارعة المحتل الصهيوني من هنا من على الأرض المقدسة "أرض القدس"، وإننا لسنا بنادمين على كل ما فعلناه وإن أراد الاحتلال بعنجهيته أن يدفعنا الثمن كما يقول فإننا هنا ثابتون".
ثلاثة من الأبناء للحاج عطون وحفيد أيضا، يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني، كل منهم في سجن مختلف، وكل منهم يعيش واقعا ومعاناة خاصة في أسره.
وأضاف الحاج أبو أحمد، ابني البكر والأكبر أحمد 46 عاما، صاحب التصدي في وجه الاحتلال والمرابط على أرض القدس اعتقل عشرات المرات، وأبعد عن مدينته لأنه كان يدافع عنها ويحث أصحابها على ذلك، فأصبح شوكة في حلق الاحتلال الذي ظل ورغم إبعاده إلى الضفة عام 2011، يترصد له حتى اعتقله بتاريخ: 4/2/2013 وحوله للاعتقال الإداري في البداية، والآن يتطلع لتحويله لقضية وهو يقبع حاليا في سجن عوفر".
وأشار أبو أحمد: "أن ما زاد من ألم عائلة النائب أحمد عطون (أبو مجاهد) هو اعتقال ابنه محمد الذي يبلغ من العمر 15 عاما وهو في الصف التاسع، وقد جرى اعتقاله بتاريخ 2/12/2013 من منطقة صور باهر، وهو يتواجد حاليا في القسم الخاص بالأسرى الفلسطينيين الأطفال في سجن هشارون".
متابعا، "أولادي فداء لفلسطين والقدس، متطرقا للحديث عن اثنين آخرين من أبنائه يقبعان في سجون الاحتلال وهما: إياد عطون الذي يبلغ من العمر 40 عاما، المتواجد في سجن بئر السبع، والذي قضى في الأسر ما مجموعه ستة أعوام ونصف، وهو متزوج ولديه خمسة أبناء، وحاصل على شهادة الماجستير في التربية الإسلامية ومدير مدرسة الفرقان في مدينة القدس، وقد اعتقله الاحتلال بتاريخ 4/7/2013 وحكم عليه بالسجن مدة 8 أشهر بتهمة تنظيمه للأنشطة في مدينة القدس ودعم صمود أهل القدس، ودفاعه وتواجده باستمرار في الخيام المنظمة، وتكثيف الدروس التي يعطيها للشبان المقدسيين أيضا".
أما الابن الآخر المعتقل، فهو جهاد عطون (25) عاما، والذي كان طالبا في جامعة القدس تخصص صحافة وإعلام؛ لكن اعتقاله وكما قال والده: "أوقف مسيرته التعليمية في الجامعة، وحكم الاحتلال عليه بالسجن أربعة أعوام ونصف بتهمة نشاطه في القدس أيضا، وجهاد معتقل منذ تاريخ 16/2/2011، ويتواجد حاليا في سجن النقب الصحراوي وهو أعزب وغير متزوج، وقد انضم في سجنه لجامعة الأقصى في مدينة غزة وهو الآن يدرس التاريخ".
أما المعاناة الأخرى، بل والتي من نوع آخر، وتعيشها عائلة عطون المقدسية، فهي إبعاد ابنها محمود عطون إلى تركيا، بعد أن أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، بعد أن كان محكوماً بالسجن 4 مؤبدات، قضى منها 19 عاما، فكان قرار العائلة في هذه المرة إبعاد وحرمان من أحد الأبناء.
ويؤكد الحاج أبو أحمد عطون، أن المعاناة بالغة وأن الفراق لصعب وأن الغياب لجارح؛ لكن لا بد أن يكون للكرامة من ثمن ولا بد أن يكون للوطن من مضحي، وكل ذلك هو واجب وطني مطلوب من كافة الفلسطينيين كل حسب إمكانياته.

(المصدر: مركز أحرار، 10/2/2014)