بالصور... التنكيل بالطفل ياسين أثناء اعتقاله

في مشهد تجرد به جنود الاحتلال من مشاعر الإنسانية والأخلاق تعرض الطفل ياسين الكركي لعملية تنكيل بعد اعتقاله خلال مواجهات اندلعت في بلدة العيزرية يوم الجمعة الماضية، حيث لم تقف قصته عند اعتقاله فحسب بل بدأت عندما أصيب في قدميه، وبقنبلة صوت في رأسه، وبعد أن امسك به الجنود قاموا بخنقه وحاولوا إجباره على حمل زجاجة حارقة، كما التقطوا صورا تذكارية معه أثناء عملية التنكيل به.
وقد أفرج عنه يوم أمس من مركز شرطة "المسكوبية" بعد قضائه أربعة أيام متنقلا بين غرف التحقيق، بشروط وهي الكفالة المالية، والحبس المنزلي والإبعاد إلى بيت حنينا لمدة شهرين وأسبوعين، وحظر دخول الضفة الغربية، كما منع من الالتحاق بدوام مدرسته في الطور.

والدته تحرم من اللقاء به واحتضانه...
والدته التي تحمل هوية الضفة الغربية حرمت من احتضان ابنها بعد الإفراج عنه، لان ياسين ممنوع بأمر من القاضي من الدخول للضفة تقول :"رأيت ابني من خلف الأسلاك الشائكة من بعيد عند حاجز الزيتونة "شرق أسوار القدس القديمة"، تمنيت لو استطيع القفز من فوق الجدار والمعابر لاحتضانه، لم أتوقع أن يعود لي سليما بعد اعتقاله والاعتداء عليه بصورة وحشية يوم الجمعة الماضية".
وتضيف :"كان من المفروض أن أكون بجانب ياسين، لاحتضانه وطمأنته بعد التعذيب والضغط الذي تعرض له خلال الأيام الماضية".
وكان ياسين يرافق والدته في زيارة إلى قرية العيزرية لبيت جده وخاله الذي افرج عنه مؤخرا بعد قضائه 15 عاما في سجون الاحتلال، وقد اندلعت مواجهات في القرية، حيث التقطت عدسة أحد الصحافيين عملية أصابته واعتقاله ثم التنكيل به، وتقول والدته :"عندما شاهدت فيديو لحظة الاعتقال فقدت الوعي، بسبب صعوبة وقسوة المشهد، لأن الجنود الذين اعتقلوه لم يكونوا بشراً، فقد أطلقوا النار مباشرة تجاهه وأصابوا قدميه واطلقوا قنبلة صوت أصابت رأسه، وبعد اعتقاله حاولوا إجباره على حمل زجاجة حارقة، وقاموا بالتقاط الصور معه بهواتفهم المحمولة، وهم بتلك الأفعال يفتقرون للإنسانية والأخلاق".
وأضافت :"لم أتوقع بعد مشاهدة شريط الاعتقال والطريقة التي تعاملوا بها معه، ثم نقله إلى السجن، بانه سيخرج حياً من ذلك، خاصة وانه حاول الجندي خنقه وهو يعاني من ضيق بالتنفس."
وأكدت أنها ستتقدم بشكوى للجهات المختصة حول ظروف الاعتقال والتنكيل التي تعرض لها ابنها الذي يعتبر قاصراً حسب القوانين الصهيونية.
وتمكنت عدسة الصحفي "رامي علارية" من تصوير مشهد جندي صهيوني وهو يقوم بخنق الطفل الكركي بشكل استعراضي، بينما كان عدد من الجنود يلتقطون الصور، حيث كان الطفل يحاول التقاط أنفاسه.
وأشارت والدته أن شرطة الاحتلال حولت ابنها بعد اعتقاله والتحقيق معه لعدة ساعات إلى المستشفى بسبب نزيف شديد خلف أذنه، حيث بقي من الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل حتى العاشرة من صباح اليوم التالي.

التهب حاد في قدمه وأوجاع في رأسه
وعن إصابته وحالته الصحية ذكرت والدته انه بعد الإفراج عنه من سجن المسكوبية قام والده بنقله إلى المستشفى ليتلقى العلاج اللازم، مشيرة أنه أصيب برصاصة مطاطية في قدمه اليسرى وإصابته طفيفة، وفي قدمه اليمنى إصابته بجرح عميق، كما أصيب بشظايا قنبلة صوت خلف أذنه.
وأوضحت والدته انه يعاني من أوجاع شديدة في راسه وأذنيه، أضاف إلى التهاب حاد في قدمه اليسرى، كما انه أصيب بضيق تنفس علما انه يعاني من مشاكل بصدره، إضافة إلى معاناته من حالة خوف وقلق وتوتر بعد الإفراج عنه.
حلبية... 25 قاصرا اعتقلت قوات الاحتلال منذ مطلع العام الجاري من أبو ديس والعيزرية
من جهته قال هاني حلبية الناطق باسم الحراك الشبابي لوكالة معا إن سلطات الاحتلال تقوم باستهداف الأشبال والفتية خلال الفترة الأخيرة، وتقوم باعتقالهم من منازلهم أو من أماكن عملهم، وتعتدي عليهم.
وأوضح حلبية انه منذ مطلع العام الجاري اعتقلت سلطات الاحتلال حوالي 25 قاصرا من بلدتي العيزرية وأبو ديس، لافتا انه يتم اعتقالهم ونقلهم إلى مخفر معالي أدوميم أو المعسكر في أبو ديس ثم يتم نقلهم إلى مراكز الشرطة ( عوفر رام الله، أو المسكوبية بالقدس، أو عتصيون في بيت لحم)، ويتعرض القاصر خلال ذلك للضرب والتهديد.

الفيسبوك وسيلة جديدة لانتزاع الاعترافات من الأشبال
وكشف حلبية عن وسيلة جديدة يجري استخدمها من قبل المحققين لإخافة القاصرين قبل البدء بالتحقيق معهم، حيث يقوم المحقق بفتح الحساب الشخصي للمعتقل على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، ثم يبدأ بتوجيه أسئلة عن عدد من قائمة الأصدقاء لديه، وفي حال رفض المعتقل الإجابة يبرز له المحقق صوراً تجمعه بأصدقائه، كما يتم التحقيق معه حول التعليقات والاعجابات على صفحته الخاصة.

 

(المصدر: وكالة معا، 12/02/2014)