عائلة أبو الهيجا.. محطات مؤلمة في بيت مقاوم

زادت إصابة الأسيرة المحررة أسماء أبو الهيجا زوجة القيادي في حركة حماس الأسير جمال أبو الهيجا، بمرض السرطان في الدماغ، من ألم هذه العائلة المقاومة التي تعرض جميع أفراد عائلتها للاعتقال والتحقيق والمطاردة من سلطات الاحتلال.
وتعتقل سلطات الاحتلال القيادي أبو الهيجا ونجليه عبد السلام وعماد من مخيم جنين، ولا تزال تطارد نجله حمزة، ويقتحم جيش الاحتلال بين الفينة والأخرى منزل العائلة في محاولة لإضفاء مزيد من المعاناة على هذه العائلة المقاومة.

ضريبة باهظة
وتروي المحامية بنان أبو الهيجا كريمة الأسير أبو الهيجا، تفاصيل ضياع العائلة بأكملها بين المرض والاعتقال والمطاردة، وتقول: "النكبات لا تنقطع، قبل يومين أظهرت الفحوصات إصابة والدتي بمرض السرطان في الدماغ، والعملية المقررة هي الثالثة ولكنها الأخطر".
وترفض الوالدة العلاج في الخارج، خوفا على ابنتها التي تدرس في الثانوية العامة، ونجلها المطارد حمزة من قبل الاحتلال وأجهزة الأمن التابعة لسلطة رام الله، وفق ابنتها.
وتضيف :"في مرض والدتي نعيش ضياعًا كاملا فوجودها على فراش المرض وإجراؤها عملية جراحية خطيرة ووالدي وشقيقاي عبد السلام وعماد في السجن أيضا، وشقيقي حمزة مطارد من الاحتلال والسلطة، فوضعنا مأساوي وكارثي، وندفع ضريبة باهظة".
وتتابع: "الحياة في بيتنا في غاية الخطورة والحزن معا، فأجهزة السلطة تطارد شقيقي حمزة وقوات من المستعربين اختطفت عماد من المنزل وهو في التحقيق الآن، وأمي مريضة بمرض خطير في الدماغ، أختي تدرس للتوجيهي في هذه الأجواء الملبدة بغيوم الحزن والترقب والخوف من القادم المجهول".
وتلفت النظر إلى رفض والدتها العلاج في الخارج حتى لا تفارق المنزل فترة طويلة، والاحتلال ومخابراته يراقبان المنزل ليل نهار لاعتقال أو تصفية حمزة، "وهذا المسلسل المرعب نعيش تفاصيله على مدار الساعة، ووالدي في السجن يتلقى أخبارنا عبر الإذاعات المحلية أو المحامي".
وتقول: "جميع أفراد أسرتي اعتقلوا في سجون الاحتلال وأنا أيضا اعتقلت، ومخابرات الاحتلال تنظر إلينا كبيت يخرج منه المقاومون ويصاهر المقاومين، فقد اقترن شقيقي عماد بابنة الوزير السابق وصفي قبها، المعروف بمواقفه المدافعة عن الأسرى والمقاومة".
أما الوزير قبها صديق العائلة، يقول: "هذه العائلة من العائلات التي قدمت العطاء والتضحية على مستوى فلسطين، فالأب اعتقل جريحًا بعد بتر ذراعه في معركة مخيم جنين حامية الوطيس شهد لها الجميع، وحكم بالسجن 9 مؤبدات و 25عاما والزوجة أسماء أسيرة محررة وهي خنساء فلسطين، اعتقلت قرابة العام ومعظم الأولاد اعتقلوا وبعضهم يطارد الآن من قبل السلطة والاحتلال".
ويضيف: "هذه العائلة تدفع ثمن مواقفها المقاومة، وهي غير نادمة على تضحياتها بل تفخر بها، ومعنويات الشيخ القيادي داخل السجن تصل عنان السماء، وينقل عنه من يعاشره في السجن أنه صاحب همة عالية، ولا تظهر عليه علامات التأثر لما يجري مع عائلته، فهو يحتسبها عند الله تعالى".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 13/2/2014)