عائلة الأسير محمود عيسى.. قلق وترقب بالإفراج عنه في الدفعة الأخيرة

في منزلها في عناتا القدس، تنتظر عائلة الأسير محمود عيسى 45 عاما خبرا عن احتواء قائمة الأسرى الذين سيفرج عنهم في التاسع والعشرين من كانون أول المقبل، اسم أسيرها المحكوم بالسجن ثلاثة مؤبدات و40 عاما، على ذلك الحلم يتحقق للعائلة.
وتقول الحاجة أم محمد والدة الأسير محمود عيسى، وتردد على الدوام: "إن شاء الله يخرج محمود قبل أموت وقبل أغادر الدنيا"… فأم محمد التي لم تزر محمود في سجنه لفترة 12 عاما إلا
مرات معدودة تعقد العزم ومنذ أن تحققت الإفراجات الأخيرة وتم الإفراج عن الأسرى القدامى بأن يكون محمود من ضمن المفرج عنهم في الدفعة القادمة.
وتؤكد أم محمد أن العائلة عاشت لحظات من الانتظار خلال الدفعتين الأولى والثانية والثالثة من الإفراجات، على أمل أن يكون محمود ضمن المفرج عنهم؛ لكن سياسة الاحتلال التي حددت منذ البداية أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم، وعدم مشاركة السلطة الفلسطينية في وضع واختيار الأسماء، وعدم نشر الأسماء إلا في اللحظات الأخيرة من الإفراج، كل ذلك سبب لعائلة خيبة أمل للعائلة ولمحمود.
وتضيف الحاجة أم محمد، إنها تريد أن تفرح بابنها الذي اختطفه الاحتلال وهو يبلغ من العمر 21 عاما، وحرمه من مواصلة تعليمه الجامعي في تلك الفترة وتربى في الأسر، وعاش حياة العذاب هناك والذي تجسد بعزله خمس مرات، وكان العزل الأطول الذي استمر منذ عام 200 وحتى عام 2012، حيث اعتبره الاحتلال شخصية تشكل خطراً على "أمنهم"، كما اعتبره المخطط والمنفذ لعملية خطف وقتل الجند نسيم توليدانو عام 1992، لمبادلته بالشيخ أحمد ياسين الذي كان معتقلاً لدى الاحتلال في تلك الفترة.
وتشير أم محمد، أن محمود تنقل بين كافة سجون الاحتلال، وكان ذلك يشكل عذابا نفسيا مستمرا له، فكانت لا تمر فترة إلا ويقوم الاحتلال بنقله من سجنه لسجن آخر، وذلك لمنع معايشته لإخوانه في الأسر واستمرار عزلته عن العالم كله، في الوقت الذي كان فيه ممنوعاً من الزيارة أيضا.
والأسير محمود عيسى، والذي اعتقل بتاريخ 3/6/1993 خاض العديد من الإضرابات في سجنه رفضا لإجراءات الاحتلال في السجون وممارساتهم القمعية هناك ضد الأسرى، وانتهاج سياسة الإهمال الطبي التي لم تتوقف حتى الآن، والتي لا زال يذهب ضحيتها الشباب الفلسطيني الأسير في سجونهم.
ستنتظر عائلة الأسير محمود عيسى ذلك اليوم وقد باتت أكثر أملاً بأن يكون ابنهم ضمن المفرج عنهم هذه المرة.

(المصدر: مركز أحرار، 16/2/2014)