قصيدة رثائية رائعة في رثاء الشهيد الدكتور المفكر: فتحي الشقاقي

قصيدة رثائية رائعة

في رثاء الشهيد الدكتور المفكر: فتحي الشقاقي
بقلم الشاعر المهندس أنس شعبان

 

إليك سَأَرْثِي رِثَائي الأخيرْ وحرفُ القصيدِ يتيمٌ سجين

ووجعُ الصباحِ بليلٍ طويل بكتكَ الاَزاهرُ والياسمين

فدَتْكَ الدماءُ وقلبٌ عليل تركت البلادَ بحزنٍ دفين

فَسَلِ العيونَ هل تنظرين؟ مصائبَ دهرٍ لِمَ تدمعين؟

أجابت قوافيَ شعرٍ حزينْ وآه على فقدِ هذا الأمين

***                    ***                    ***

إليك سَأَرْثِي رثائي الأخير فأنتَ الشقاقي تاجُ السنين

هذي المروجُ تصلي عليك وتلك الأزقةُ والعاكفون

حواري الجنانِ تهفو إليك ومسكُ الأئمةِ والمرسلين

فإني سأندبُ في كل حينٍ فعذرًا إذا ما كواني الحنين

لهيبُ الفراقِ وقلبٌ كليم فإما جريحٌ وإما رهين

***                    ***                    ***

إليك سأرثي رثائي الأخير على نهجِ ألحانِ نورِ اليقين

عَرَفْتُكَ دومًا كتومًا حليم فنعمَ الجهادُ بنسلٍ متين

سَلَلَنا بروحكَ حدَ السيوف أَحطنا بعزمكَ عزًا حصين

فنمْ يا شقاقي بصدرِ القصور لله تسمو مع الساجدين

أيا ليت شعري يرد المنون وقد سارَ نَجمكَ في العالمين

إليك سأرثي رثائي الأخير أراك مَهيبا شهيدا شجين

وطهرُ المناسكِ في وِجنتيك هديلُ النسائمِ والبساتين

حنايا المخيمِ في مقلتيك وزفة عرسٍ وحب قرين

إليك سأتلو عزائي الكليل يرتل قلبيَ للعاشقين

على أي جنبٍ سأبقى اليتيم بسودِ الليالي وما تبتلين

***                    ***                    ***

إليك سأَرثي رثائي الأخير وعُرْبُ العروبةِ ذلٌ مَهين

جيوشُ المعاولِ تَشكي الهوان وشرفُ العروبةِ مَيْتٌ مُبين

وسيفُ المنايا بوقحٍ يُدان ونفطُ الأشاوسِ كبشٌ ثَمين

بعزٍ سأحميَ ركبَ الأمين بمالي وأهلي وفي كل حين

شقائقُ شَوقي إليكَ شقاقي ضرائبُ دربي إليك نُـزِين