خمسة أيام فاصلة في حياة أم ضياء الأغا

في الانتظار يصيبها هوس رصد الاحتمالات، ربما لن تسمح قوات الاحتلال بالإفراج عن الدفعة الرابعة، أو ستفي بوعودها ونفرح به، هي أيام قلائل لكنها طويلة بطول الشوق واللهفة لرؤية ضياء.. هي حالة يتوقف القلب فيها كثيرًا ينتظر أن يدق طويلًا فرحًا.
على هذه الحال أصبحت والدة ضياء الأغا، أحد الأسيرين الغزيّين والمتوقع الإفراج عنهما في غضون خمسة أيام ضمن الدفعة الرابعة لصفقة "بادرة حسن النية" لاستمرار المفاوضات بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
خمسة أيام أخرى تضاف لانتظار أم ضياء الطويل الذي تجاوز الـ 22 عامًا، مشحونة بالاحتمالات والألم والأمل.
الأغا من سكان خانيونس في جنوب قطاع غزة، اعتقل على يد قوات الاحتلال في 10 أكتوبر 1992 على خلفية قيامه بتنفيذ عملية فدائية في مغتصبة "جانيتال" بمجمع "غوش قطيف" آنذاك مما أسفر عن مقتل ضابط صهيوني.
أم ضياء سيدة مسنة أمضت عمرها في انتظار الإفراج عن ولديها ضياء المحكوم بمدى الحياة ومحمد المحكوم 12 عامًا، باتت مريضة بالضغط والسكري وتخشى أن تفيض بها الروح قبل أن تحتضن أبناءها.
تقول أم ضياء: "أصعب اللحظات تمر علينا في هذه الأثناء فأخشى أن تلغى الصفقة في آخر دقيقة، فإذا لم توافق قوات الاحتلال على هذه الدفعة عليّ الانتظار إلى Ø­ÙŠØ« يشاء الله".
وتتابع وهي تغالب الدموع في عينيها، "أبلغونا بأنه سيفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار وتمت الصفقة ولم يكن معهم"، وقالوا لنا سيكون ضمن صفقة حسن النوايا وانتظرنا الدفعة الأولى ولم يكن ضياء ضمنها، وهنّأني الجميع في الدفعة الثانية ونشر اسمه مع أسماء المفرج عنهم في صحيفة صهيونية؛ ولكن لم يُطلق سراحه لأن حكومة الاحتلال تعتبره من أخطر المعتقلين.
فبما تبقى لها من رذاذ الأمل.. جهزت أم ضياء شقة نجلها ودهنت الحيطان وجهزت له الملابس وفرشاة الأسنان وأعدتها جميعا لتشاركها انتظارها، مضيفة، منذ 22 عامًا أتمنى أن يدخل الفرح بيتي ولن أفقد الأمل حتى اللحظة الأخيرة".
ومن المتوقع الإفراج عن ضياء Ø§Ù„أغا ÙÙŠ التاسع والعشرين من الشهر الحالي ضمن Ø§Ù„دفعة الرابعة لصفقة "بادرة حسن النية"ØŒ حيث تشمل الصفقة "26" أسيرًا بينهم أسيرين من قطاع غزة ضياء الأغا وفارس بارود.

(المصدر: فلسطين اليوم، 24/3/2014)