زوجة الأسير المؤبد حمزة الكالوتي.. صبر يتجدد مع كل إشراقة شمس

بنفس لا يغادرها الأمل ولا يتسلل إليها اليأس ولا تدخلها زعزعة… تعيش (أم جعفر) زوجة الأسير القسامي المحكوم بالسجن المؤبد ستة مرات حمزة سعيد شحادة الكالوتي (44 عامًا) من مدينة القدس، تاركة لذلك الأمل المتربع بداخلها أن يكون كفيلًا وأنيسًا لها حتى يعود زوجها.
تقول أم جعفر: "إن الاحتلال الصهيوني اختطف من حياتها زوجها بعد خمسة أعوام من زواجهم، وكان اعتقاله بتاريخ 11/9/2001 من منطقة بير نبالا في مدينة القدس، عندما كان حمزة في أحد الشوارع هناك.
وتكمل أم جعفر بأن زوجها وبعد اعتقاله تبين إن قوات الاحتلال الصهيونية كانت تخطط ومنذ فترة طويلة لاعتقاله معتبرة إياه الرفيق والمشارك جنبًا إلى جنب مع القائد الأسير حسن سلامة في التجهيز والتخطيط لعمليات "الثأر المقدس" التي نظمت للثأر من اغتيال مهندس كتائب القسام في الضفة الغربية يحيى عياش، وكان حمزة المخطط والمشرف على إرسال استشهاديين اثنين وتفجير نفسهما وقتل عدد من اليهود.
عاشت الزوجة الصابرة أم جعفر أقسى فترة حياتها بعد اعتقال زوجها، وقد تمكنت من زيارته لأول مرة بعد خروجه من التحقيق الذي مكث فيه ثلاثة أشهر، لترى زوجها وعلامات الضرب وقسوة الجنود واضحة على معالم وجهه التي أخفاها الألم.
وتضيف أم جعفر، أنها لم تكن على علم في البداية بسبب اعتقال زوجها، وأنها صدمت بالحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة ستة مرات، لكنها لم تجزع وسلمت أمرها لبارئها وكانت ولا زالت تستمر قوتها وصبرها من زوجها الأسير في سجنه والذي وفي كل مرة تزوره فيها يشحذ من همتها ويرفع من معنوياتها.
وتؤكد أم جعفر، أن زوجها هو الآخر لم يثنيه حكم المؤبد مدى الحياة ستة مرات، فتمكن من إكمال دراسته في السجن حيث لم يكن يحمل وقبل اعتقاله سوى شهادة الثانوية العامة، فالتحق بالجامعة من سجنه وحصل على البكالوريوس والدكتوراة في مجال الصحافة والإعلام.
أما الآن فإن المعاناة التي تلازم الأسير حمزة الكالوتي هي معاناة الألم والوضع الصحي غير المستقر، وذكرت زوجته، أنه يعاني من حساسية وضيق تنفس شديدين وتفاقم مرضه في الأسر، كما يعاني حمزة من آلام في المفاصل "روماتيزم" وصعوبة في الحركة والتنقل، وهناك إهمال طبي متواصل بحقه وبحق الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.
ويقبع الأسير الكالوتي حاليًا في سجن جلبوع ويشرف على دورات تحفيظ للقرآن ودورات تثقيفية للأسرى الشباب هناك، كما يشرف على إعطاء العديد من الدورات والدروس في غرف وأقسام السجن هناك.
أم جعفر تقول: "إنه من الصعب على الزوجة أن تعيش بمفردها ويقبع الزوج خلف السجن لسنوات طويلة، داعية له بالفرج ولكافة الأسرى ويخرج لهم بالسلامة، وأن يرزقهم الله الأبناء ويعيشوا سويًا بعيدين عن مكدرات الاحتلال الصهيوني الذي يتعمد زرعها في كل عائلة".

(المصدر: مركز أحرار، 30/3/2014)