عائلات أسرى الدفعة الرابعة.. تفاؤل وترقب للمجهول

لم تبذل والدة الأسير ناصر أبو سرور من سكان مدينة بيت لحم قصارى جهدها في تزيين بيت العائلة استعدادًا لاستقبال النجل الغائب والأسير في سجون الاحتلال منذ عام1993 م، كونها متوقعة إجهاض إتمام دفعة الأسرى القدامى الرابعة، ونقض الاحتلال وعده للسلطة.
وكابدت الحاجة أم ناصر، ولع الاشتياق طوال السنين الماضية، غير أنها لم تتمالك نفسها مع كل دفعة يتم الحديث فيها عن إطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو، مشيرة إلى أنها ترقبت خروج نجلها خلال الدفعات الثلاثة الماضية دون أن يكتمل حلمها الوحيد في الحياة.
وقالت: "لقد زرت ناصر قبل 15 يومًا ولم يكن متفائلاً"، مشيرة إلى وصيته بالاستمرار في زيارته في حال لم تتم استجابة الاحتلال بالإفراج عنه وعن بقية زملائه الذين كان من المقرر الإفراج عنهم, السبت الماضي".
وكشفت مصادر في السلطة عن وجود اتصالات من قبل الراعي الأمريكي مع حكومة الاحتلال لأجل الإفراج عن الدفعة الرابعة دون الوصول إلى قرار نهائي، غير أن وزير شئون الأسرى في حكومة رام الله قال: "ما زال الأمر قائمًا".
ويرى المحلل السياسي عماد غياظة أن تضارب الأنباء حول الإفراج عن دفعة الأسرى ناتج عن عملية التضارب في سير عملية المفاوضات بين السلطة والاحتلال أو تعثرها.
وقال: "قوات الاحتلال تحاول إثبات ذاتها كونها المتحكمة الأساسية في عملية المفاوضات، وهي تحاول ابتزاز الوفد الفلسطيني في جلسات التسوية لتقديم التنازلات".
وأضاف، المزعج في الأمر هو عدم إفصاح الاحتلال للمفاوض الفلسطيني عن نواياه فيما يتعلّق بالتزاماتها فيما يخصّ موعد الإفراج عن الدّفعة الرابعة، خاصة وأن الجميع يستمع إلى تصريحات متناقضة لا تراعي مشاعر أهالي الأسرى".
ويتوقع غياظة، أن تُبقي حكومة الاحتلال على وتر التلاعب بالمشاعر الفلسطينية دون غضب الطرف الأمريكي، مستدركًا، المفاوض الفلسطيني ما زال يعتمد على حسن النوايا الصهيونية.
ورأى أن المطلوب من السلطة استغلال كامل نفوذها وأوراقها في المفاوضات، وفي مقدمتها المطالبة بتقرير مصير الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه والحصول على دولته، من خلال حسمها عبر حوار سياسي فلسطيني شامل.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 31/3/2014)