والدة الأسير دقة: رغم فقدانها الذاكرة مازالت تُحاكيه

لحظات توتر وترقب تعيشه عائلة الأسير وليد دقة من بلدة باقة الغربية في الداخل المحتل على أمل اللقاء بعد حرمان دام 28عام والذي كان كفيلا بتغير حياة الأسير وليد وعائلته.
حيث اعتقل الأسير وليد دقة في 26 أذار لعام 1986، بتهمة الانتماء إلى منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقيام بأعمال فدائية.

منع إدارج اسمه
سناء دقة زوجة الأسير وليد تصف لحظات انتظار الإفراج عن زوجها قائلة: نحن نعيش عذاب فراق امتد قرابة 28 عام وقبل أيام وفي 253 دخل زوجي (28عاما) وهو داخل السجن؛ وعدنا بالإفراج عنه ف (الـ29) من هذا الشهر, ولكن يبقى هناك ترقب ممزوج بالخوف الشديد لأننا نخشى من تلاعب السلطات الصهيونية حيث رفضت إدراج أسرى الداخل في أي صفقةِ تبادل، ليظل مشهد القلق مخيم على حياتنا".

أم الأسرى بين الذاكرة والنسيان
وتمضي  سناء بالحديث عن معاناة والدة الأسير دقة:" أطلق على الحاجة أم وليد "أم الأسرى" لأنها كانت دائماً تحمل هموم الأسرى حيث عملت على حشد الرأي العام لتوصيل قضية الأسرى للتضامن معهم Ùˆ سعياً لإسماع صوتهم, قبل أن تصاب بداء كان كفيلا بأن ينسيها كل ما فات حتى وليد الذي لم تنم ليلة في ما مضى إلا ورفعت يديها إلى الله تضرعاً بفك أسره".
وتضيف: الذي يؤلمنا جميعاً أنها رغم فقدانها للذاكرة كانت دائماً تتحدث عن ذكرياتها مع وليد وهو صغير، فصورته لا تفارقها ودائماً تتحدث معها، لكنها ومع الأسف لا تعرف أين هو ومن اعتقله ولماذا لا يأتي إليها في بعض الأحيان تقول أنه مات وأحيان أخرى انه أمامها ولا يريد أن يكلمها".
وتصف سناء حال الأم المسكينة: نحن على يقين أن الأيام القادمة ستغير من حياة الحاجة أم وليد وأنها ستشفى وستعود لها ذاكرتها إذا تم تحرير ابنها وليد؛ لانه لا تمر ليلة إلا وتحاكيه وتقص عليه القصص اثناء حديثها مع صورة وليد الكبيرة التي تعلقها في صدر البيت".

ويأتي "ميلاد"
وتعود دقة للحديث عن زوجها: لدينا حلم بأن يكون لنا بيت وأطفال؛ فوليد لم يكتفي بالحلم  بأن يكون له مولود بل ناضل وحاول بكل الطرق القضائية للحصول على حقوقه الإنسانية الأساسية، لكن عنصرية القضاء الصهيوني حرمته من ذلك.
أما أسعد شقيق وليد فيعبر عن ألامه: إن معاناة العائلة مع السجون لا يمكن التعبير عنها بالكلمات، قد تتعايش مع الواقع بأن شقيقك في الأسر لكن عندما تشاهد والدتك بهذه الظروف وتعيش معاناة الحرمان والنسيان هذه مصيبة".
وكان الأسير وليد كتب لابنه المفترض أن يأتي للحياة وأطلق عليه اسم "ميلاد" وأرسل رسالة له من داخل السجن.
وعلى الرغم انقطاع حياته الأكاديمية إثر الاعتقال، فقد استطاع دقة الالتحاق بجامعة "تل أبيب" المفتوحة والحصول على شهادتي البكالوريوس والعلوم السياسية والماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وكان الأسير دقة قد ألف في الأسر كتاب "صهر الوعي" تحدث فيه عن الحركة الأسيرة وتركيبتها ومحاولة الاحتلال تفكيك هذه الحركة بعدة وسائل؛ ويعالج ما يتعرض له الأسرى من تعذيب ممنهج ومدروس على يد سلطات الاحتلال.
ويبقى السؤال الذي يفصل بين الحرية والأسر, فتودع عائلة الأسير وليد دقة أحزانها بلا رجعه وتستقبل حياة جديدة انقطعت فيها معالم الحياة منذ سنوات, يعود فيها الغائب قسرا إلى منزلة وعائلته رافعا شعار الحرية وحب الحياة .....هل يصدق الاحتلال الصهيوني بوعوده بالإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة للأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل ما تسمى اتفاقية أوسلو.

(المصدر: أحرار ولدنا، 01/04/2014)