المحررون في محطات الإفراج رسل لعائلات الأسرى

الإفراج عن الأسير من السجن، ليس محطة إفراج له ولعائلته؛ بل لبقية عائلات الأسرى الذين سيلتقي بهم الأسير ناقلا معه رسائلهم، بعد حرمان الزيارة لهم.
يقول المحرر عبد الله جعيدي: "نتيجة عدم الزيارة والحرمان بسبب المانع الأمني، يصبح كل أسير يقترب موعد الإفراج عنه محطة فرج للآخرين الذين يطلبون منه زيارة عائلاتهم وتزويدهم بأخبارهم، وأنهم رغم الألم يتمتعون بمعنويات عالية".
ويضيف: "يكتبون الرسائل إلى أمهاتهم وزوجاتهم، رغم أن الأسير المحرر يتعرض لعملية تفتيش دقيقة من قبل مصلحة السجون لمنع تهريب أي رسالة شخصية إلى الأهل، حتى لا يكون هناك اطمئنان من عائلة الأسير على ابنها".
ويمضي قائلا: "بعد خروجي من السجن اضطررت إلى الذهاب إلى بلدة ستة أسرى تبعد عن مكان سكني قرابة الـ 30 كم لنقل رسائل لعائلاتهم، وما إن دخلت القرية تحلق حولي العشرات من أهلها ينتظرون مني الحديث بإسهاب عن أوضاع أبنائهم، والصغير والكبير ينصت بكل حواسه، ويطلبون مني الإعادة والشرح بتفصيل أكثر، فهم متشوقون لسماع أخبارهم، والكل يسأل عن رسائل مكتوبة، حتى يحتفظوا بها، ولا يوجد تفرقة بين أسير من أي فصيل، فكل أسير بغض النظر عن انتمائه يقوم بإيصال رسائل شفوية أو مكتوبة لعائلات الأسير، وهذا أمر في غاية الجمال الذي يتميز به أبناء الحركة الأسيرة".
ويقول والد الأسرى الثلاثة مصطفى شريم من قلقيلية: "ما أن تحرر المربي عبد الله جعيدي حتى سارعنا لتهنئته وسؤاله عن أبنائي الثلاثة المعتقلين منذ قرابة التسعة أشهر، وكانوا معه في غرفة السجن، وشعرت بالسعادة بعد أن أخبرني أنهم مع بعضهم البعض، وأوضاعهم الصحية جيدة، وكانت رسالة المحرر جعيدي لنا مثل زيارة لهم، وهذا خفف علينا الم الأسر، وخصوصا أن جميع أولادي الثلاثة متزوجون لهم عائلاتهم وأولادهم الصغار، وأنا الوحيد الذي أتولى رعايتهم".
ويقول القيادي المحرر شاكر عمارة من مخيم عقبة جبر قرب أريحا: "رسالة الأسير المحرر لعائلات الأسرى بمثابة البلسم الذي يطفئ نار الفراق والحزن، فهي أجمل هدية وخصوصا إذا كان الأسير يحمل رسالة مكتوبة على شكل كبسولة مكتوبة على ورق رقيق وشفاف كي يتم إخفاؤها عن عيون السجانين عند تفتيش الأسير المحرر قبل الإفراج عنه".
وأضاف: "الأسرى يحاولون دائما إرسال الرسائل عبر المحامي وعبر المحررين ومن خلال أثير الإذاعات المحلية، والصليب الأحمر، ولكن أعظم رسالة وأهمها زيارة أسير محرر لعائلة أسير يخبرهم بها عن أوضاع ابنهم الأسير وكيف يقضي السجن في ظل الهجمة الشرسة على الحركة الأسيرة ومحاولة مصلحة السجون التضييق عليهم، وتشعر عائلة الأسير أثناء نقل الرسالة بارتياح لا يوصف وتشعر بها العائلة لوحدها".
بدوره قال المهندس وصفي قبها وزير الأسرى الأسبق: "ليعلم العالم كيف يتواصل أسرانا مع ذويهم، فهم ممنوعون من شتى أنواع التواصل حتى الزيارة إذا سمحت تكون من خلف ألواح زجاجية، وهذا أمر معيب لدولة تدعي الديمقراطية بينما المجرمون الجنائيون يعطون كل التسهيلات في التواصل مع الخارج".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 2/4/2014)