المقاومة أمل أسرى الدفعة الرابعة

بقلم: محمد ياسين
واهم بنيامين نتنياهو إن ظن أن الشعب الفلسطيني سيفرط بحرية أسراه مهما بذل في سبيل ذلك من تضحيات، وواهم أكثر إن ظن أن المقاومة الفلسطينية ستترك الأسرى رهائن مفاوضات التسوية ومبادرات إنعاشها بما يحفظ ماء وجه قيادة السلطة الفلسطينية ويستر عورة مضيها في طريق المفاوضات الذي أفضى لالتهام الأرض بالاستيطان واستباحة المقدسات بالاقتحامات اليومية، وغير ذلك من صور التغول الإسرائيلي على الفلسطينيين.
كانت وستبقى المقاومة وحدها أمل الأسرى القابعين في سجون وزنازين الاحتلال البغيض نحو الحرية، وصفقات التبادل خير شاهد على ذلك، لا سيما صفقة وفاء الأحرار التي حطمت الأغلال عن معاصم الرجال وكسرت معايير وشروط حكومة الاحتلال التي حاولت عبثًا من خلال إطالة أمد المفاوضات بشأنها أن تنال من عزيمة المقاومة لتفرط بصيدها الثمين وقتذاك، لكنها أبت إلا إخضاع نتنياهو وحكومته لشروطها.
إن المفاوضات التي تجاهلت ملف الأسرى على مدار سنوات طويلة فتحت شهية سلطات الاحتلال الإسرائيلي لممارسة أبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي بحقهم، حتى بات الإضراب المفتوح عن الطعام لفترات طويلة سبيلهم الوحيد للفت أنظار مدعي حقوق الإنسان في العالم لمعاناتهم، ووسيلتهم المتاحة لتحدي جبروت السجان وإجباره على تحسين ظروف اعتقالهم وفق ما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية.
مرّت سنوات المفاوضات الطويلة وأربابها يتنقلون من عاصمة لأخرى، ومن فندق فاخر لآخر، بينما أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993 يرزحون في زنازين مظلمة يحرقهم الشوق لشمس الحرية ويكوي قلوبهم الحنين للأهل والأحبة، ولسان حالهم: لئن خابت الآمال بمفاوضي فنادق الخمس نجوم فإن الرهان على فرسان الخنادق وحافري الأنفاق يبعث الأمل في النفوس، فضلاً عن كونه أثبت جدواه في محطات عديدة.
إن الشعب الفلسطيني الذي يحيي عما قريب يوم الأسير الفلسطيني في السابع عشر من إبريل الجاري ليبرق برسالة عز وشموخ لأسراه البواسل، أن فجر الحرية قادم، وأن المقاومة ماضية في طريقها لتحرير الأسرى كل الأسرى، لا سيما أصحاب الأحكام العالية ومن أمضوا سنوات طويلة خلف قضبان الاحتلال، وإن غدًا لناظره قريب.

(المصدر: فلسطين أون لاين، 04/04/2014)