الأسير شكري الخواجا ورحلة معاناة شديدة مع الاعتقالات المتكررة

لقد حمل قرار الاحتلال بتحويل الأسير شكري محمود محمد الخواجا (45) عامًا من بلدة نعلين قضاء مدينة رام الله للاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، وبعد أن أفرج عنه من سجون الاحتلال ب10 أشهر فقط، المصير والقرار المفاجئ الذي لاقته عائلته التي عاشت حكايات ومآسي خلال اعتقالاته في السابق من قبل الاحتلال والذي أمضى في أحدها 11 عامًا متواصلة.
في الاعتقال الأخير للأسير شكري الخواجا والذي كان بتاريخ 9/2/2014 مع الأسير عبد القاهر سرور من نعلين أيضًا وهو أسير سابق أيضًا، لم تتفاجأ العائلة التي كانت تشعر وقبل اعتقاله بأيام تواجد قوات لجنود الاحتلال بالقرب من منزلهم، فعلمت أنهم قادمين لاعتقال أبو محمد، وفي ليلة الاعتقال جاء الجنود وقلبوا منزلهم وصادروا بعض الحواسيب واعتقلوا أبو محمد.
من جهتها، تقول "أم محمد" زوجة الأسير الخواجا: "إن سنوات طويلة قضتها العائلة في هذا العذاب والاضطهاد لزوجها ولهم ألا وهو (الاعتقال)، فتلك كلمة أصبحت بالنسبة لهم شيئًا في الحياة لكثرة وتكرار اعتقال زوجها الذي قالت إنه أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 14 عامًا".
أم محمد، كانت قد عاشت اعتقالات زوجها منذ البداية، فتقول: "إن أول اعتقال له كان بعد قرابة عام واحد على زواجهم فقط في عام 1992، حيث اعتقل زوجها وحكم بالسجن مدة 3 أعوام".
وبعد الإفراج عنه وخلال فترة قصيرة، اعتقله الاحتلال للمرة الثانية عام 1996 وحكم عليه بالسجن 11 عامًا بتهمة الانتماء ونشاطه في حركة حماس، وكان ذلك الاعتقال بسنواته الطوال، الأصعب والأكثر معاناة على أم محمد وابنتيها (ساجدة وسجى) اللتان كانتا صغيرتين، وعانت العائلة في ذلك الاعتقال من صعوبة ومشقة الزيارات ومن المنع والرفض الأمني في آخر عامين قبل الإفراج عن الزوج والأب.
وما إن خرج أبا محمد من سجن طوقه وخنق حريته وحرم عائلته منه أحد عشر عامًا، حتى أنعم الله عليه بالحرية وأنعم على عائلته برؤيته بعد غياب تلك السنوات.. وعاش بعدها بين عائلته وأنجب ابنيه محمد (6 سنوات)، عمرو (3 سنوات).
وفي نيسان من العام 2013 وهو الشهر الذي يحتفل الفلسطينيون في السابع عشر منه بيوم الأسير الفلسطيني، اعتقل أبو محمد مجددًا وحكم عليه بالسجن 10 أشهر، ليخرج من سجنه ويعيش مع عائلته عشرة أشهر فقط ليعتقل ويحول وللمرة الأولى للاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر ويتم وضعه في سجن عوفر.
وتشير الزوجة "أم محمد"، إلى أنهم عايشوا اعتقال زوجها لسنوات طويلة، وهم الآن سيعيشون اعتقاله الإداري الذي يتسبب بعذابات الأسير وعائلته، راجين المولى أن لا يتم تمديد اعتقاله الإداري مرة أخرى.
أما من تأثر باعتقال أبا محمد في اعتقاله الأخير، فهما ولديه محمد وعمرو، فمحمد يجلس في زوايا المنزل ويبكي على والده، أما عمرو الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام، فلا يجد أمامه وفي غياب والده المفاجئ عن المنزل، إلا أن يسأل أمه: "أين ذهب أبي؟؟، فتجيب الأم ذهب إلى مكان ولربما سيطيل الغياب، فتظهر معالم الحزن على عمرو الطفل.. الذي تعلق بوالده أشد تعلق ورافقه لكل مكان".

(المصدر: مركز أحرار، 13/4/2014)