في يوم الأسير.. "صرخات الأسرى الصامتة.. هل من يستجيب لها؟؟"

بقلم الأسير/ أبو البراء شواهنة

كثيرة هي الآلام والأشواق، تزداد يومًا بعد يوم، ويئن لها الصغير والكبير داخل السجون القاتمة، ولكن هذا الأنين غالبًا ما يكون صامتًا، حدّ الانفجار مدويًا في داخل كل أسير، محاولًا الانتصار على أسوار الأسر وجلاديه، ويبقى هذا الصمت خافتًا خوفًا من أن يقال ضعفنا، ولكن الحقيقة تقول بأننا لا زلنا وبشكل يومي بحاجة إلى الحنان، وإلى جرعات الحرية التي حرمنا منها.
ولكننا لطالما تجرعنا هذا الحرمان بحيث أصبح مادة للإدمان اليومي العلني والمخفي، ففي كل يوم تشخص عيون كثير منا نحو الحرية، نحو العلو بالهامات، ويتكرر المشهد اليومي ولكن بكبرياء أسود رابضة خلف القضبان، ترفض أن تساق أو حتى أن تكون بهلوانات سيرك دولة الاحتلال، في محاولة لإضعافنا أو حتى لكسر هممنا وهاماتنا.
ونعلم علم اليقين نحن الصامتون بأن منازلنا وحاراتنا وأبنائنا تحزن لفراقنا، وندرك أن أحدًا لا ينسى، أليس كذلك..؟!.
لطالما جالت في الخلد تساؤلات كثيرة، هل نحن لوحدنا؟!، نحن وذوينا أم هل هناك من يسمع صراخ أبنائنا ويمسح دموع أمهاتنا وزوجاتنا، أم أصبحنا لا يعي بنا إلا المقربون، ومن رحم ربي!.
بحيث أصبحت قضيتنا تتعالى بشكل مكثف مع اقتراب يوم الأسير فتتوحد الإذاعات والتلفزة والصحافة بحديث شبه يومي وبشكل هستيري، أو في مناسبة لها علاقة بنا كالصفقات، بحيث أصبحنا كالأيتام لا يفطن إلينا ولا إلى معاناتنا إلا في الأعياد، لنجد من يحن علينا ويمسح على رؤوسنا، فهل أصبحت قضيتنا هكذا، وهل نحن بحاجة في كل وقت للتذكير بوجودنا، فهل من الضروري أن يستشهد أحدنا أو حتى نعلن الإضراب أو نُقمع؛ لإشارة بأننا موجودين، وبالطبع لا يمكن أن ننسى من يبقون دائما على العهد بحيث أصبحت قضيتنا حكرًا عليهم، كأنها عطاء رسى عليهم، وآخرين أصبحت هذه القضية تجارة مربحة لهم، ويبقى التساؤل: هل سنبقى على صمتنا هذا أم آن الأوان لنسمع الآخرين...؟.

(المصدر: أسرى فلسطين، 17/4/2014)