الأسرى يتعرضون لسياسة ممنهجة في التعذيب

تعتمد سلطات الاحتلال الصهيوني سياسة ممنهجة في تعذيب الأسرى في سجون الاحتلال تشمل القمع، والتعذيب الجسدي، والنفسي، بالإضافة إلى الاستمرار في سياسة العزل، ولعل أشدها سياسية التفتيش العاري بحق الأسرى الفلسطينيين التي تستهدف إذلالهم و كسر معنوياتهم.
وتصف الأسيرة المحررة Ùˆ المبعدة إلى غزة هناء شلبي: شكل الزنزانة التي تعرضت فيها لغزل انفرادي خلال اعتقالها في سجون الاحتلال قائلة: "الزنزانة عبارة عن  متر في مترين لا يوجد فيها أي مقومات للحياة، لا يوجد فيها غير مكيف يسحب الهواء من الزنزانة Ùˆ يعطي أكسجين Ùˆ لم يكن فيها إلا ضوء صغير لونه أحمر يتعب العيون".
وتلفت شلبي إلى أن أكثر ما كان يضايقها في سجون الاحتلال هو تعرضها الدائم للتفتيش العاري، لافتة إلى أن من يقوم بالتفتيش هم مجندات، لكن زيادة في الإذلال "تخرج المجندة لتصف جسد الأسيرة للجنود في الخارج".
و توضح شلبي إلى أن سياسية التفتيش العاري و العزل الانفرادي من اكثر المطالب التي خاض الأسرى حولها معارك مع سلطات سجون الاحتلال.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في أخر تقرير سنوي صدر عنه أوضح فيه أن الأسرى في سجون الاحتلال يخضعون إلى سلسة من حلقات التعذيب ومعاملة تنتقص من كرامتهم الإنسانية منذ اللحظة الأولى للاعتقال.
وأضاف أن مرحلة الأسر تبدأ بالتعذيب والضرب المبرح، وتوجيه الشتائم وصولاً إلى مركز التوقيف التابع للاحتلال ، ثم تبدأ مرحلة أخرى من التعذيب والتحقيق لانتزاع.
وأوضح أن ثلاثة من الأسرى توفوا تحت التعذيب خلال العام 2013م، و هم: ميسرة أبو حمدية، وعرفات جردات، وحسن الترابي من سكان الضفة الغربية.
وبين أن الشهادات الطبية الناتجة عن تشريح جثث الشهداء الأسرى الذين توفوا نتيجة التعذيب في السجون تؤكد تعرضهم للكدمات والضرب المبرح على أجسادهم.
وأشار إلى أن الأسرى في السجون يتعرضون لإجراءات قاسية بحقهم وتشمل التعذيب والإهانة، والحرمان من النوم وعدم تلقي العلاج الملائم للأسرى المرضى، والحرمان من الزيارة العائلية، بالإضافة إلى منع الأسرى من الالتقاء بموكله القانوني.
كما شملت إجراءات الاحتلال بحق الأسرى –حسب المركز-  عصب العينين لفترات طويلة أثناء التحقيق، وممارسة الخنق لانتزاع اعترافات تحت التعذيب، والحرمان من النوم لفترات طويلة، بالإضافة إلى الشبح، وتقييد الأسرى لفترات طويلة من الأيدي والأرجل.
ولفت المركز إلى وجود أكثر من (4800) أسير في السجون الصهيونية موزعين على (22) معتقلاً داخل فلسطين المحتلة، منهم (162) طفلاً لم يبلغ الثامنة عشر من عمره، بالإضافة إلى (17) امرأة في السجون.
كما شملت قائمة الأسرى وفق المركز (30) أسير اعتقلوا قبل اتفاقية أسلوا بين السلطة وحكومة الاحتلال الصهيوني من بينهم (15) أسيراً أمضوا أكثر من خمسة وعشون عاماً في السجون.
وبين المركز في تقريره أن سلطات الاحتلال عن (78) أسيراً على ثلاثة دفعات خلال العام الماضي ضمن الاتفاق مع السلطة في إطار اتفاقية الـ (104) أسرى  وتبقى الدفعة الرابعة التي لم تتم بعد.
وأوضح أن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال العام الماضي (2415) أسير غالبيتهم الساحقة من الضفة الغربية، حيث بلغ عدد المعتقلين من الضفة ( 2320) فيم بلغ عددهم من قطاع غزة (95) أسير.
وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال واصلت اعتقال (14) نائباً في المجلس التشريعي، فيما أفرجت عن (6) نواب خلال نفس الفترة.
وبين أن سلطات الاحتلال اعتقلت (11) أسيراً  فلسطينياً وهم ذاهبون للعلاج أو كمرافقين  لمرضى على حاجز بيت حانون (إيرز)ØŒ بالإضافة إلى الاستمرار في التضييق على الصيادين في بحر قطاع غزة واعتقال (9) منهم.
وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن سلطات الاحتلال واصلت اعتقال (142) أسيراً ضمن سياسة الاعتقال الإداري، معتبراً أن تلك السياسة تمثل انتهاك للحقوق الأسرى.

(المصدر: أحرار ولدنا، 19/04/2014)