عناق حار بين الأسير سلامة ووالدته

تمنّت رؤية ابنها وفلذة كبدها بعد غيابه فترة طويلة وعدم مشاهدته منذ مدة ليست بالقصيرة.
والدة الأسير حسن سلامة تقف وعيناها غائرتان وسط وجهها من كثرة بكائها وشوقها لولدها، لتلتقي أخيرا به وتعانقه وتقبل رأسه بشدة وسط دهشة الحضور وفرحة عمت المكان لدقائق.
دموع محبوسة غطتها ابتسامات خجولة من والدة الأسير سلامة لحظة اللقاء، وجاء جمع من الحضور ليسلم عليها ويواسيها في مصابها الجلل.
أم الأسير تقف Ù…جددا ÙˆÙ‚د احمر وجهها عن بعد لترد السلام على حسن ورفاقه والأسرى القادة في سجون الاحتلال (عبد الله البرغوثي، عباس السيد، جمال أبو الهيجا) وغيرهم، ثم تعود مرة أخرى بجانب ابنها لتقترب منه وتتحدث معه عما يجيش في خاطرها، وتطمئن على أحواله بعد غيابه الطويل.
تلك المشاهد لم تكن خيالا وإنما واقعا عاشته والدة الأسير سلامة عند لقائها ابنها، ولكن اللقاء اليوم كان من طرف واحد فالأم تعانق الصورة وترد السلام على أشخاص في صور! أما الابن ورفاقه ما زالوا يقبعون خلف القضبان في سجون الاحتلال.
جاءت لحظات هذا اللقاء العاطفي بين الأسير حسن سلامة ووالدته خلال معرض "أرواح لا صور 2" الذي افتتحته رابطة الأسرى والمحررين اليوم ليعرض صور الأسرى في سجون الاحتلال ومعاناتهم.
والدة الأسير تقول: "أحيي الأسرى وأشد على أياديهم، وأرسل السلام إلى حسن والأسرى في سجون الاحتلال".
وتضيف وتكاد دمعتها تفر من عينيها "مشتاقة لابني كثيرًا، وأرجو من الله الفرج القريب له ولكل الأسرى".
ودعت "أم حسن"، ابنها والأسرى إلى الصمود في وجه الاحتلال وعدم الاستسلام له مهما كان الثمن"، مطالبة كل حر بالدفاع عن الأسرى وقضيتهم والوقوف بجانبهم في كل حدث.
وعن سبب مجيئها إلى المعرض رغم كبر سنها الذي تجاوز العقد الثامن وصعوبة حركتها، تتابع "سأظل أحضر إلى كل فعالية تتضامن مع الأسرى، وكنت على شوق لرؤية ولدي في المعرض، صحيح أنها صورة ولكن أثرها في النفس عميق".
الأسير حسن سلامة اعتقل عام 1996 في مدينة الخليل بعد مطاردة قوات الاحتلال له، وهو محكوم بالمؤبد 48 مرة.
واتهم سلامة بالانتماء "حماس"، وذراعها العسكري كتائب القسام، وقيادته لعمليات الثأر المقدس للشهيد يحيى عياش التي أدت لوقوع عشرات القتلى من جنود الاحتلال.
وكان الأسير سلامة معزولا في سجون الاحتلال قبل "إضراب الكرامة" الذي خاضه الأسرى قبل عامين، وخرج على إثره هو وكل الأسرى المعزولين من العزل الانفرادي.

(المصدر: الرسالة نت، 17/4/2014)