عائلة الأسيرة وئام عصيدة: وألم الاعتقال

بعبارات الحمد والرضى بقضاء الله وقدره، استقبل الأستاذ سميح عصيدة وعائلته قرار الحكم على ابنتهم الأسيرة "وئام" بالسجن الفعلي 32 شهرا، و16 شهرا مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 5 آلاف شيقل.
"لم يكن الحكم مفاجئا لنا، فقد كان واضحا من لائحة الاتهام التي قدمها الاحتلال أن الحكم سيكون بهذه المدة"، هذا ما قاله والد الأسيرة، معتبرا بأن الحكم ولو لشهر واحد هو قاس ومؤلم على الأسيرة وعائلتها، لا سيما وان الأمر يتعلق باعتقال فتاة.
ويشير عصيدة إلى أن استشهاد ابنه عاصم عام 2002 خلال تنفيذه عملية مستوطنة "عمانوئيل" الثانية، ورغم قسوته، إلا أن اعتقال ابنته "وئام" كان أقسى عليه وعلى أفراد أسرته.
خمس جلسات سبقت جلسة النطق بالحكم على الأسيرة وئام الطالبة في كلية هشام حجاوي، منذ اعتقالها على حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس بتاريخ 11/11/2013، بتهمة محاولة طعن أحد الجنود الصهاينة، وحيازة مواد دعائية لحركة حماس.
والد الأسيرة الذي حضر مع والدتها وشقيقها جلسة المحكمة يوم الخميس الماضي 24/4، أكد أن ابنته استقبلت الحكم بهدوء وطمأنينة، وكانت تتمتع بمعنويات عالية.
ويقول عصيدة: "هذه إرادة الله، ونحن لا ننتظر الفرج إلا من عند الله، فهم يحكمون على الورق، والله يحكم من فوق سبع سماوات"، مذكرا بأن الكثير من الأسرى من أصحاب المؤبدات نالوا حريتهم في صفقة "وفاء الأحرار"، ولم يكن أحد قبلها يتوقع لهم أن يتحرروا من الأسر.
ويعتبر عصيدة أن المواطن الفلسطيني يدفع ضريبة هذه الأرض والوطن، ولكن عندما تكون الغاية سامية وفي سبيل الله والوطن، فان الإنسان يستصغر الاعتقال ويعتبره ضريبة مقبولة في سبيل تحقيق غايته.
عائلة عصيدة تعاني كغيرها من عائلات الأسرى من سياسة الرفض الأمني الذي يحرمها من زيارة ابنتها في الأسر، فالوالد والوالدة والأخوة الذكور ممنوعون من زيارة ابنتهم وئام، ولم يتمكنوا من زيارتها منذ اعتقالها إلا مرة واحدة بعد استصدار تصريح زيارة لمرة واحدة، بينما يسمح لشقيقتيها بزيارتها بانتظام.
ويقول والدها: "وئام تتمتع بمعنويات ممتازة، ونحن نتواصل معها من خلال الزيارات أو خلال جلسات المحاكم، أو من خلال المحامين، ونحاول دائما من خلال ذلك أن نرفع من معنوياتها، وان نشد على يديها، ونحثها على مزيد من الصبر، إلى أن يأتي فرج الله".

(المصدر: أحرار ولدنا، 27/04/2014)