الأسير المجاهد أيمن اطبيش: الإرادة في وجه الاعتقال الإداري

في حين يكسو الأمل وجنتيها وتكلل الدمعة عينيها ويعصر الشوق فؤادها فيغرق الحنين مهجتها علها تجد من رحم المعاناة بريق أمل يجدد لقاءها بابنها الذي سرق الاعتقال الإداري على مدار سنوات طويلة عمره، هذه الكلمات تختصر حال أم الأسير أيمن اطبيش "34عاما" المضرب عن الطعام منذ (82 يوما)على التوالي في سجون الاحتلال.
وعبرت والدة الأسير اطبيش عن قلقها الشديد على حياة نجلها الذي دخل في مرحلة الخطر بعد تردي وضعه الصحي ونقله منذ أسابيع إلى مستشفى "أساف هاروفيه " نتيجة استمراره في الإضراب عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري.
وقالت الوالدة الصابرة: أشعر بقلق شديد حيال تردي الوضع الصحي لابني فهو يعاني من أوجاع شديدة في أنحاء جسده وآلام في المفاصل والمعدة, وكذلك صداع شديد يلازمه ونقص في وزنه, خاصة بعد حالات الإغماء المتكررة التي يتعرض لها و"اخدرار" دائم في عضلات جسده بسبب نقص المعادن والفيتامينات", مشيرة إلى أن الاحتلال قد جدد له الاعتقال الإداري للمرة الثالثة في الخامس من الجاري.
ولفتت إلى أنها محرومة من زيارة نجلها منذ أكثر من عام بسبب عنجهية الاحتلال لكسر عزيمته, مبينة أنه دخل عامه الثاني في الاعتقال قبل أيام ولكن رغم ذلك سينتصر في هذه المرة من خلال استمراره بالإضراب وسيرغم الاحتلال بالإفراج عنه ووقف سياسة الاعتقال الإداري بحقه.

على خطا من سبقوه
وفي ذات السياق، قال شقيقه والأسير المحرر سابقا محمد اطبيش مضى أيمن على خطا من سبقوه من الأسرى الأحرار في معركة الأمعاء الخاوية, فقد خاض عدة إضرابات تضامنا مع الشيخ خضر عدنان لمدة أربعة وثلاثين يومًا، ومع الأسيرة المحررة هناء شلبي لمدة ثمانية عشر يومًا، ومع إضراب الأسرى الموحد لمدة أربعة وعشرين يومًا وغيرهم من الأسرى الباحثين عن الحرية والكرامة.
وأضاف اطبيش "خاض أخي إضرابا آخر عن الطعام في الثالث والعشرين من مايو "2013" برفقة زميله الأسير عادل حريبات استمر لـ "105" أيام ليعلق إضرابه في الرابع من سبتمبر لنفس العام بعد أن توصل إلى اتفاق مع مصلحة السجون وتلقى وعوداً بالإفراج عنه".
وتابع مستدركاً: "ولكن عندما اقترب موعد إطلاق سراحه حسب الاتفاق تنصل الاحتلال كعادته من وعوده ,وجدد الاعتقال الإداري له, والذي دفع ضريبته لأكثر من 11)عاما) كان معظمها اعتقالا إداريا يجدد له دون مبررات قانونية"، مشيراً إلى أنه قرر العودة للإضراب مجدداً في الخامس من مارس الماضي, ليخوض معركة الشرف مرة أخرى, ليبدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام حيث مازال مستمرا فيه حتى اللحظة.

تحرك عاجل
وأوضح أنه يعرف ما يعانيه شقيقه من ألم وأوجاع نتيجة الإضراب عن الطعام، لأنه قد خاض إضرابا عن الطعام تضامنا معه استمر لــ85 يوما, ناهيك عن الممارسات والضغوطات التي تقوم بها مصلحة السجون والشاباك للضغط عليه من أجل فك إضرابه، مؤكداً أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة تعسفية ضد الأسرى الإداريين، حيث تخضعهم لسياسة الموت البطيء.
ودعا اطبيش جميع المعنيين والمهتمين بقضية الأسرى التحرك العاجل لإنقاذ كل الأسرى ولإنهاء معاناتهم وخاصة المرضى الذين يعانون أوضاعاً صحية صعبة للغاية, ونقصاً في الأدوية والرعاية الصحية، وكذلك الإداريون المضربون عن الطعام لليوم (26)على التوالي أصحاب المحكوميات العالية الذين أمضوا عقوداً في السجون.
والجدير بالذكر أن الأسير أيمن هو من مواليد مدينة جالو الليبية عام (1980) عاش مغتربا خارج وطنه فلسطين وبلدته الأصلية "بيت جبريل" ليعود له في عام (1995) بعد غياب طال سنوات ليسكن خرسا قضاء الخليل ,وهو طالب حيث لم يكمل دراسته الجامعية بسبب الاعتقالات المتكررة.

(المصدر: صحيفة الاستقلال، 20/05/2014)