الأسير المجاهد أيمن الزعاقيق.. يعيش معاناة الاعتقال الإداري منذ 17 عاماً

معتقل إداري يقبع خلف قضبان الاحتلال الصهيوني، لا يعرف المصير الذي سيناله، ليرسم طريقاً يسير عليها ويخطط لمستقبل يحلم به، فكل ما يعرفه هو جدران السجن الأربعة، والجلوس على الأرض ينتظر سماع صوت خطوات السجان وهو يقترب منه، وصوت أبواب الحديد والأقفال وهي تفتح، فيدق قلب الأسير من جديد، على أمل بأن يسمع معلومة توضح له مصيره المجهول وموعد خروجه من السجن أو مدة محكوميته.
الاعتقال الإداري أحد أصناف العذاب التي استخدمها وما زال يستخدمها العدو الصهيوني  بهدف قهر الأسرى الفلسطينيين وتحطيم إرادتهم، وإدخال الأسير الفلسطيني في دوامة لا يعرف لها بداية من نهاية.
الأسير أيمن الزعاقيق البالغ من العمر (35) عاماً من بلدة بيت أمر قضاء مدينة الخليل، تم اعتقاله وتوجيه تهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، خرج أيمن من اعتقاله الأول، لم يتوقف نشاطه الجهادي ولا مشاركاته في العمليات ضد الاحتلال، كما أن الاحتلال لم يتوقف عن ملاحقته واستهدافه، فقد أعاد اعتقاله عام 2006، بعد تنفيذ عملية بئر السبع الجهادية والتي أعلن عنها بأن الأسير "أيمن" هو المنفذ والقائم عليها، فقد كانت العائلة تظن أنه استشهد ولم تعلم بأنه معتقل عند الاحتلال الصهيوني إلا بعد مرور أربعة أشهر على العملية واختفائه، وقضى أيمن في ذلك الاعتقال (4) أعوام في الاعتقال الإداري بشكل متواصل.
قالت زوجة الأسير "أم جنى": "إن زوجها منذ أن كان يبلغ من العمر 18 عاماً وهو يمارس تجربة الاعتقال الإداري وكأنها تجربة أساسية في حياته لا غنى عنها، وحتى وقتنا هذا وهو معتقل إداري ويتجدد له تلقائياً عندما يقضي فترة الاعتقال دون أي تهم موجهة له وفي بعض الأحيان يدخل السجن ويمكث فيه طويلاً دون أن يعرف متى هو موعد الإفراج عنه".
وأضافت:" إن عائلة أيمن واجهت أصناف العذاب والأوجاع من كثرة الاعتقالات المتكررة فلذة كبدها على مدار سبعة عشر عاماً، مشيرةً إلى أن والدة الأسير وافتها المنية وفلذة كبدها خلف قضبان الاحتلال الصهيوني، وكان سبب وفاتها جلطة تعرضت لها بشكل مفاجئ في العام الماضي 2013 بعد أن سمعت نبأ تجديد الاعتقال الإداري لنجلها عندما كان متواجداً في سجن النقب".
وتتابع الزوجة: "إن وفاة والدة زوجي أيمن أثر بشكل سلبي عليه داخل السجن وعلى العائلة بشكل عام فهذه الحادثة شكلت صدمة قوية موجعة، فكانت تدعو الله دائماً بأن يكتب لها زيارة لرؤية أيمن داخل السجن، وأن يمد الله بعمرها وتعيش طويلاً لكي تراه بين أحضانها محررا من سجون الاحتلال، وأن يمارس حياته بشكل طبيعي لا يقترب منه جنود الاحتلال بشكل جنوني متكرر، وأن تتوقف عمليات المداهمة للمنزل والتفتيش ليلاً وقلب محتوياته رأساً على عقب، بل وكانت تنتظر في اعتقاله الأخير، تثبيت الإداري له بشكل نهائي بكل صبرها، إلا أن تجديد اعتقاله الأخير قضى على أمالها وعلى اجلها، فتوفيت ولم يتحقق ما أرادت".
وأضافت الزوجة: أيمن قضى أكثر من نصف عمره في السجن فعندما تزوجنا كان خارج من السجن وكان وقتها قد قضى ما يقارب أربعة أعوام تحت بند الاعتقال الإداري، تزوجنا ورزقنا الله بطفلتين، الأولى جنى أربعة أعوام، والثانية ترتيل تبلغ من العمر عامين، لكنه لم يهنأ بحياة كريمة مع عائلته، لأن الاحتلال اعتقله مجدداً في العام 2011 من المنزل في بيت أمر وكانت طفلتنا الأصغر ترتيل تبلغ من العمر 25 يوماً، ومجدداً تم وضعه في الاعتقال الإداري الذي كنا متخوفين منه جميعاً، وإلى الأن أمضى أيمن فيه 28 شهراً متواصلة يتم تجديدها في كل مرة.
وختمت الزوجة حديثها بمناشدة عاجلة من كل أحرار العالم بأن ينقذوا الأسرى الإداريين ممن هم عليه الأن، مشيرةً بأن حالتهم الصحية تدهورت وأصبح الخطر محدقاً  بهم، متسائلةً إلى متى سيبقى أطفالنا ينتظرون ويسألون عن أبائهم متى سيخرجون من السجن.

(المصدر: سرايا القدس، 22/05/2014)