الإداريون يواصلون المعركة.. والاحتلال يشرعن لقتلهم

تحاول مصلحة السجون الصهيونية إفشال إضراب الأسرى الإداريين المتواصل لليوم التاسع والعشرين على التوالي، عبر سلسلة من الإجراءات القمعية بدءاً من التفتيشات الليلية والتنكيل والتنقلات اليومية في صفوفهم من مكان لآخر وبطرق مختلفة وغيرها من المحاولات، وليس انتهاءً بالقرار الذي صادقت عليه سلطات الاحتلال، والرامي إلى تغذية الأسرى المضربين عن الطعام قسراً، في ظل تحذير مؤسسات تعنى بشئون الأسرى من احتمالية ارتقاء شهداء بين صفوفهم خلال الأيام القادمة لمواصلتهم خوض معركة الأمعاء الخاوية.
وكانت اللجنة الوزارية الصهيونية الخاصة بشئون التشريع قد صادقت يوم الاثنين الماضي، على مشروع قانون قدمته وزارة الأمن الداخلي، يقضي بإجبار الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام على تناول السوائل والدواء في حال تعرض حياتهم للخطر.
وذكرت مصادر عبرية نقلا عن وزارة الأمن الداخلي الصهيوني أن هدف القانون هو منع وفاة الأسرى تحت الجوع، مبينة أنه لن يتم اللجوء لهذا الأسلوب إلا كخيار أخير.

قانون غير شرعي
أكد مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن القانون الذي شرعته إدارة السجون الصهيونية، والذي يقضي بإجبار الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام على تناول السوائل والدواء، هو محاولة لإفشال الإضراب الذي يخوضه الإداريون ووضع حواجز أمامهم في معركتهم، كما أنه تصريح واضح لقتل وإعدام المزيد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والنيل من حقوقهم المشروعة.
وقال الخفش في حديثه: "إن دولة الاحتلال تخالف الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، والقانون الدولي الإنساني واضح في هذا الأمر، بحيث لا يحق لأي جهة أن تجبر أي إنسان على الأكل وهو مضرب عن الطعام"، مذكراً بارتقاء ثلاثة شهداء نتيجة التغذية القسرية بعد الإضراب الشهير عام 1988.
وأكد مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان على أن هذا القانون لن يثني الأسرى عن إضرابهم، لكن ستصبح الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للأسرى، مشدداً على ضرورة التصدي لهذا القانون من خلال رفع قضايا على الاحتلال.
ويعد نظام التغذية القسرية من أساليب التعذيب التي تستخدمها مصلحة إدارة السجون الصهيونية، بحق الأسرى المضربين عن الطعام في حال لم تُفلح الوسائل القمعية الأخرى في إجبارهم على إنهاء إضرابهم.

وقوع شهداء
بدوره، حذر المختص في شئون الأسرى رياض الأشقر، من ارتقاء شهداء بين صفوف الأسرى المضربين عن الطعام في أي لحظة، نتيجة وجود عدد كبير من الأسرى المضربين في حالات صعبة جداً، بعد مرور 29 يوما من معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها.
وأشار الأشقر في حديثه إلى إن الأسير أيمن اطبيش مضرب عن الطعام منذ شهرين وحالته الصحية في غاية الخطورة، وأن الأسير ماهر برقان الذي تعرض لنوبات إغماء متكررة وفقدان للوعي قد تم نقله إلى مستشفى عسقلان، مبيّناً أن الأسير ياسر البدرساوي الذي يعاني من مرض القلب قد تم نقله إلى المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضح أن العديد من الأسرى نقلوا للعيادات داخل السجون أو خارجها، وذلك بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم، والضغط وشعور عام بالإرهاق والتعب والدوخة المستمرة والإغماءات المتكررة التي تصيب الأسرى بعد هذا الوقت الطويل من الإضراب.
ونوه المختص في شئون الأسرى إلى أن هناك أعداداً كبيرة من أبناء الحركة الوطنية الأسيرة التحقوا اليوم بالإضراب المفتوح عن الطعام، على رأسهم عباس السيد وحسن سلامة ومحمد صبحة، وهذا من شأنه أن يعطي زخما للإضراب ويضغط على سلطات الاحتلال لتغيير سياستها تجاه قضية الأسرى الإداريين، مؤكداً أن باب التطوع مازال مفتوحاً لكافة الأسرى للدخول في هذا الإضراب.

أوضاع متدهورة
من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس للأسرى والمحررين ياسر صالح أن الاحتلال يشن حملة خانقة ضد الأسرى المضربين، مشيراً إلى حرمانهم من تناول المدعمات الغذائية التي تقويهم على إضرابهم من الماء والملح، الأمر الذي يهدد حياة العشرات منهم بالموت، خصوصاً وأن أوضاعهم الصحية متدهورة للغاية.
وقال صالح في حديثه: "إن إدارة السجون أوصلت إلى الأسرى رسالة، مفادها بأنها غير قلقة على حياة 150 أسيرًا مضربًا عن الطعام ولن تتعاطى معهم ولو شارفوا على الموت"، مبيّناً أن عزيمة الأسرى قوية رغم التهديدات التي تقوم بتوصيلها لهم، وسوف يصبرون حتى نيل مطالبهم وإلغاء قانون الاعتقال الإداري.
وناشد صالح العالم أجمع ممثلاً بكافة مؤسساته الحقوقية والقانونية ضرورة التحرك الفوري والعاجل من أجل إنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام، والذين يتهددهم الموت لحظة بلحظة.
ويواصل ما يزيد عن 140 أسيراً إدارياً إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم 29 على التوالي، بغرض كسر سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقهم، فيما استعد المئات من الأسرى في سجون الاحتلال للانضمام والمشاركة في الإضراب تضامنا مع قضيتهم.

(المصدر: صحيفة الاستقلال، 22/05/2014)