عميد الأسرى كريم يونس يوجه رسالة قاسية إلى القيادة الفلسطينية

وجه عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال رسالة قاسية وشديدة اللهجة للقيادة الفلسطينية .. جاء فيها:

رسالة مفتوحة إلى القيادة
إلى القائد،،، وإلى اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية،،، ولكل من يهمه الأمر،،،

نحييكم على سكوتكم وصمتكم المطبق إزاء ما حصل لا سيما تعطل إطلاق سراحنا، نحن أسرى الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى والإبقاء علينا داخل السجون.
نعم ثمانمائة عاما وأكثر من الأسر لثلاثين أسيرا لم نعد نستحق منكم الذكر وكأن الأمر أصبح محذورا مخجلا إلى درجة أنه لا يمر في قنوات الرقابة يلغيها مطلبا بل يؤكدها ويجعلها أكثر إيلاما وهذا يعني إننا وعلى مدار التسعة أشهر الماضية كنا نعيشها في دوامة من التضليل والمزايدات والوعود الفارغة والتعهدات التي لا رصيد لها.
لا شك أنكم تدركون ذلك تسكتون وتصمتون وكأنكم بلعتم ألسنتكم حيث بات واضحا إن ما حصل في إجحاف بحقنا مرة أخرى لم يكن مجرد خطأ تكتيكي عارض يمكن تبريره، بل خطيئة لا يمكن التكفير عنها وجريمة لا تغتفر وأداء تفاوضي بائس ومخجل لا يمكن لأحد تبريره أو الدفاع عنه لذا يهرب الجميع من مواجهة ما حصل فعلا والنتائج المأساوية جراء ذلك.
هكذا وجدتم أن من الأسلم تجاهلنا وإعادتنا إلى سجل المنسيين وطي صفحتنا مرة أخرى.
حتى كلمات التشجيع أو المواساة لم نعد نستحقها منكم فطوبى لكم على صمتكم وسكوتكم وعظم الله أجركم..
لسنا بصدد ان نقول لكم مرة أخرى "قلنا لكم أو حذرناكم" حيث لا فائدة من ذلك ولن نبكي على الحليب المسكوب فالمعادلة كانت واضحة بالنسبة لنا فمنذ البداية ومنذ إن أصرت دولة الاحتلال على تأخير الأسرى أصحاب العمليات النوعية بالإضافة إلى أسرى الداخل إلى الدفعة الرابعة والأخيرة لا سيما وان في ذلك مؤشرا واضحا للنوايا المبيتة لحكومة الاحتلال، لكن ما نريد قوله هنا وربما للمرة الأخيرة إننا لن نستجدي حريتنا من احد لا سيما من قيادتنا لكننا نصر على انه من واجب القيادة العمل وبكل الوسائل على إطلاق سراح أسراها.
وكما قال أحدكم "ان قيادة الشعوب التي تحترم نفسها تسوق إلى حروب من أجل تحرير أسراها" لكن قيادتنا وبدلا من أن تبين لشعبها أنها ضمن القيادات التي تحترم نفسها وشعبها وأسراها أثبتت أنها لا تكترث لأسراها وأن قضية الأسرى لم تكن يوما في صلب أولوياتها أو على رأس حساباتها السياسية والتفاوضية ولو لنا كذلك لم تدارس تداعيات كل خطوة لتجنب أي إهمال مهما كان بسيطا من شأنه أن يؤثر سلبا على موضوع إطلاق سراحنا لكننا وللأسف وكما أسلفنا لسنا ضمن حسابات الربح والخسارة والسياسة والتفاوض وحريتنا ليست أولوية ولو كانت كذلك لما أُثرت القيادة سواء عن قصد الشكليات على حرية أقدم ثلاثين أسيرا حاولوا إقناع أنفسهم ولو بعد حين أن لهم قيادة تصر على تحريرهم وتخوض المعارك من أجل ذلك، نقول هذا الكلام بعد أن كنا شاهدنا سيادة الرئيس وبث مباشر وهو يوقع خمسة عشرة وثيقة ومعاهدة دولية انتصارا لكرامته وردا على المماطلة الصهيونية في إطلاق سراح أسرى الدفعة الرابعة على فكرة هذه المماطلة كانت متوقعة بل مؤكدة منذ الدفعة الثالثة وقد لفتنا انتباهكم لذلك ولا أحد يستطيع أن يدعي أنه فوجئ بذلك.
نعم خمسة عشرة وثيقة ومعاهدة دولية يسارع الرئيس على توقيعها عقابا لدولة الاحتلال على مماطلتها وتأخير إطلاق سراح الأسرى الثلاثين لمدة يومين في حين أنها لم تبدي رفضها القاطع للقيام بذلك ووفقا لهذا المنطق من حقنا ان تتساءل ما الذي ينبغي على سيادة الرئيس فعله إثر إعلان إسرائيل إلغاء إطلاق سراح الدفعة الرابعة بالكامل!!
أليس من البديهي وفي أول رد طبيعي لها ان تقوم القيادة بالإعلان عن توجهها إلى المحافل الدولية واستكمال التوقيع على ما تبقى من معاهدات دون تأخير ؟
آو على الأقل التهديد للقيام بذلك خلال فترة زمنية محددة ما لم تلتزم دولة الاحتلال بتنفيذ التزامها أن عدم قيام القيادة بالتوجه إلى المحافل الدولية المتبقية بل والإعلان عن أنها ليست على عجلة من أمرها بهذا الخصوص بأن الأمر بات فجأة يستوجب الدراسة والتأني وعدم التسرع يثير لدينا المزيد من الشكوك والتساؤلات حول مصداقية القيادة وتوجهاتها السابقة واللاحقة بكل ما يتعلق بقضيتنا منذ البداية حيث بات واضحا أننا لسنا ولم نكن يوما في صلب حساباتها الأساسية وأولوياتها وان تحرير الأسرى كان ولا زال ملحقا هامشيا ومن تداعيات التفاوض وليس أساسا لها أو شرطا من شروطها كما تشدق البعض خلال الأشهر السابقة ودليل آخر على ذلك من خلال التوقيت القاتلة لتوقيع المصالحة ونشدد هنا على التوقيت الذي مهد الطريق أمام إطلاق رصاصة الرحمة من قبل دولة الاحتلال على إطلاق سراح الثلاثين أسيرا واستمرار المفاوضات.
وهنا أيضا نتساءل ما الذي كان سيحصل لو تم تدارس الموضوع وتداعياته المحتملة وتأجيل ذهاب الأخ عزام الأحمد والوفد المرافق إلى غزة لمدة أربع أيام فقط ؟
هل كانت غزة ستهرب أو تغرق في البحر !! على عكس ذلك تماما حيث أن دولة الاحتلال كانت ستتحمل المسؤولية الكاملة لوقف المفاوضات ولكن بعد إنجاز استحقاق سراح الدفعة الرابعة وبذلك يكون المكسب الفلسطيني مضاعفا والإنجاز كامل لا نقصان فيه لكن من الواضح هنا أيضا إننا لسنا ضمن أولويات القيادة وفي صلب سياستها التفاوضية.
في الفرصة الثانية كما في الأولى من المؤكد أن القيادة لم تولي أي أهمية لاحتمال إطلاق سراحنا سواء كان ذلك بغير قصد أو عن قصد والفشل هو ذات الفشل حيث بات جليا ان التاريخ يعيد نفسه وان تصريحات القيادة ومواقفها هي ذاتها منذ عشرين عاما وأكثر الأمر الذي يؤكد ان الحياة ليست مفاوضات وان المفاوضات ليست ثقافة أرقام إحصائيات كما أنها لا تقتصر على توثيق مخالفات الطرف الآخر وطروحاته ...
المفاوضات هي حنكة سياسية وبراعة في استغلال الفرص واستخدام الأوراق الصحيحة في الوقت المناسب ووفقا للمصالح وتحقيق الإنجازات والغايات.
وهنا نسأل أين قيادتنا من كل ذلك؟! وأين نحن من مفاوضات استمرت تسعة أشهر غايتها المعلنة والأساسية إطلاق سراح الأسرى ما قبل أوسلو .. هل حققت المفاوضات غايتها .. الجواب واضح .. قيادة لم تولي أي اهتمام لفرصة إطلاق سراح ثلاثين أسيرا مضى على اعتقالهم اكثر من ربع قرن ولم بقى لديهم من الوقت ما يكفي لكي يتم ترحيل قضيتهم إلى اجل غير معلوم بانتظار فرصة أخرى قد لا تأتي.
قيادة فشلت في تحقيق ابسط غاياتها بل وجلبت خلال هذه الفترة (9000) وحدة سكنية داخل المستوطنات ولم تنجح في وقف هدم بيت واحد في أريحا أو القدس أو حتى بركس في سهول طوباس – قيادة كهذه القيادة عليها ان تستخلص العبر وأن ترحل .... قيادة فشلت في ان تثبت لشعبها أنها من ضمن القيادات التي تحترم شعبها وتقدر أسراها ننصحها ان ترحل.
نعم ارحلوا ولا تنظروا خلفكم اذهبوا إلى قصوركم وأماكن استجمامكم اذهبوا واتركوا مفاتيح مكاتبكم لمن هم أهل المسؤولية أكثر منكم اذهبوا وسلموا مواثيق جنيف لمن هم اشجع منكم واقدر...
ارحلوا من وجه ذوي الأسرى قبل ان يخرجوا يحملون أكفانهم وأكفان أعزائهم على أكفهم ... ارحلوا قبل ان يخرج أبناء شعبنا ويكشف فواتير وعودتاكم وتعهداتكم التي لا رصيد لها .
ارحل أيها المفاوض المخضرم وخذ تجربتك واحمل ملف أخطائك وعشرين عاما من التفاوض ولا تنسى حقيبة إنجازاتك الفارغة ولا تترك لنا أي من مسودات خطاباتك وشعاراتك الإعلامية لسنا بحاجة لها ..
أما إلى سيادة الرئيس ... فلا بد من ان نقولها وبصراحة أنت أول من يتحمل المسؤولية بوصفك أول الدبلوماسيين وصاحب القرار ... أما آن لك ان تدرك ان اللعبة التي تجيدها لا يلعبها احد غيرك وان العدو لا يفهم لغتك بل ويرفض ان يسمعها وحتى الوسيط الذي على يمينك لا يسمع بأذنه اليسرى جماد لا يرى وعينه معطوبة بالإضافة إلى انه يعاني من حساسية اللاسامية.
أما آن الأوان لمن هم ابرع في الألعاب على اختلافها وابلغ في اللغات التي يفهمها العدو وربما لا يفهم غيرها كفانا شعارات كفانا كفانا إحصائيات وأرقام ومهرجانات ...

كفانا إنجازات على الورق تلك لا تجلب لنا دولة ولا تزيل حاجز .. ننصحكم ان ترحلوا
عميد الأسرى كريم يونس
سجن هداريم

 (المصدر: وكالات، 27/05/2014)