إدارة السجون تراهن على الوقت لكسر إرادة الأسرى

يواصل الأسرى الإداريون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم 41 على التوالي، لإنهاء الاعتقال الإداري التعسفي بحقهم، في ظل تدهور الأوضاع الصحية للعشرات منهم، ونقلهم إلى مستشفيات خارج السجون، وتزداد مناشداتهم من داخل سجون الاحتلال لمساندتهم في معركتهم ضد السجان الإسرائيلي، الذي يمارس شتى أنواع العقاب والعنجهية ضدهم.
وناشد الأسرى في السجون أمس الاثنين، الشعب الفلسطيني بكل قواه وإمكانياته بمساندة الإضراب المفتوح عن الطعام، واشتكى الأسرى من عدم المشاركة الفاعلة على كل المستويات، وأكدوا أن ما يجرى في السجون بحقهم جريمة لم تشهدها الحركة الوطنية الأسيرة على مدار تاريخها ويجب مواجهتها.
وذكر الأسرى أن إدارة السجون تجبر الأسرى المضربين على قيام العدد رغم ضعفهم الجسدي وعدم قدرتهم على القيام، وأنها تعاقبهم بغرامة 400 شيكل في سجن (ايشل) في حال عدم القدرة على القيام. وأضافوا أن الإدارة في معتقل النقب تقوم بتقييد الأسرى وإلقائهم لما يقارب من خمس ساعات متتالية تحت حر الشمس الشديد في أقسام الخيام بصحراء النقب لنفس السبب.

تزداد سوءاً
وأكد المتخصص في شئون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن الحالة التي يمر بها الأسرى المضربون عن الطعام صعبة للغاية، وتزداد سوءً وتأزماً في ظل استمرار مصلحة السجون بإمعانها وانتهاكاتها واستهتارها في حياة المضربين.
وقال فروانة لـ"شمس نيوز": العشرات من المضربين عن الطعام أوضاعهم خطيرة جداً، في ظل عدم جدية سلطات الاحتلال في التعامل أو التحاور معهم، إضافة إلى التحريض السياسي والإجراءات والتنقلات والعزل والضغط النفسي والجسدي على الأسرى، كل هذه العوامل والظروف تزيد من الأوضاع تعقيداً وصعوبة وقسوة".
وأضاف: هذه العوامل تشكل خطرا على حياة الأسرى، في ظل التدهور الخطير لصحة العشرات منهم ونقلهم إلى المستشفيات"، مشيراً إلى أن المئات من الأسرى يدخلون يومياً في هذا الإضراب تضامناً مع إخوانهم الإداريين.
ولفت فروانة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يستمر فيها إضراب جماعي للأسرى الإداريين لمدة أربعين يوماً، وتبقى إدارة مصلحة السجون تدير وجهها عنهم، مردفاً بالقول: صحيح أنه في بداية الإضراب تتجاهل سلطات الاحتلال الأسرى وتمارس القمع والتنكيل والضغط عليهم، ولكن تضطر بعد أيام إلى فتح حوار".
واستدرك بالقول: لكن اليوم مضى أربعون يوماً، ولغاية اللحظة إدارة السجون لم تفتح أي حوار مع المضربين، وإنما تُمعن في انتهاكاتها وتراهن على الوقت لكسر إرادة الأسير الفلسطيني".
وكان العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، أعلنوا أمس الاثنين (2/6) تضامنهم مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، بإشعال الشموع في أحد شوارع ضواحي المدينة.
وتخلل الوقفة توزيع كؤوس ماء مذاب فيها الملح على المارة، في إشارة إلى معاناة الأسرى المضربين عن الطعام منذ 40 يومًا، والذين يتناولون خلالها الماء والملح فقط.