الإداريون يدخلون منعطفا خطيراً والاحتلال يحاول الاستفراد بهم

تبذل سلطات الاحتلال الصهيوني كل جهودها في محاولة لكسر الإضراب المتواصل الذي يخوضه الأسرى داخل السجون بدءاً من عزل الأسرى وتعريضهم لأشعة الشمس لساعات طويلةـ، وضربهم خلال الاقتحامات الليلة المتكررة، وليس انتهاءً بالعمل على تسريع سن قانون التغذية القسرية الذي يجبر الأسير على تناول الطعام رغماً عنه، ولكن رغم كل هذه المحاولات القمعية إلا أن المضربين ما زالوا يواصلون معركتهم بكل صبر وتحد حتى تحقيق مطالبهم بكسر سياسية الاعتقال الإداري، وسط ترد واضح في أوضاعهم الصحية، ومطالبات بتحرك فوري وعاجل لإنقاذهم.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية، ذكرت الثلاثاء الماضي أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أصدر تعليماته القاضية بتسريع إجراءات سن قانون يسمح بإطعام الأسرى المضربين عن الطعام عنوة، بينما تعارض لجنة من داخل الكيان لأخلاقيات مهنة الطب والقانون هذا القانون، إلا أن نتنياهو قد تحدث بأنه سيجد أطباء يؤيدون هذا القانون.
وناشد الأسرى في السجون، الشعب الفلسطيني بكل قواه وإمكانياته بمساندة الإضراب المفتوح عن الطعام، ويشتكي الأسرى من عدم المشاركة الفاعلة على كل المستويات، وأكدوا أن ما يجرى في السجون بحقهم جريمة لم تشهدها الحركة الوطنية الأسيرة على مدار تاريخها ويجب مواجهتها.
ونقلت سلطات السجون الصهيونية نحو 70 أسيراً إلى المستشفيات في الأيام الأخيرة جراء إضرابهم عن الطعام، فيما يتوقع ارتفاع هذا العدد في الأيام المقبلة.

تحرك فاعل
وأكد وزير الأسرى الأسبق والقيادي في حماس وصفي قبها أن الأسرى داخل السجون قدموا الكثير من أجل فلسطين، مناشداً الرئاسة الفلسطينية بالتحرك الفاعل على كل المستويات، الدبلوماسية والحقوقية والقانونية من أجل مساندة الأسرى والدفاع عن حقوقهم.
وأضاف قبها: "فلسطين الآن عضو مراقب في الأمم المتحدة، والرئيس أبو مازن وقع على 15 طلب للانضمام للمؤسسات الحقوقية الدولية، ومن ضمنها محكمة الجنايات الدولية، لذلك يجب سيادة الرئيس أن يلعب دوره"، لافتاً إلى أن الإضراب وصل لليوم 43، وحتى الآن لم نسمع تصريحاً لأحد في المقاطعة.
وشدد على أن قانون التغذية القسرية الذي تستخدمه دولة الاحتلال لن يجعل الأسرى يرضخون في إضرابهم المتواصل، منوهاً إلى أن الكثير استشهدوا من خلال هذه السياسة ومنهم الأسير الشهيد عبد القادر أبو الفحم وآخرون، وسيسقط أسرى شهداء في حال تم تنفيذها، حسب قول قبها.
وأشار وزير الأسرى الأسبق إلى أن حجم الفعاليات المساندة للأسرى والمشاركة الشعبية تتصاعد وتتسع، مبيّناً أن المسيرات التضامنية تتخذ أشكالاً متنوعة في إيصال الرسالة الأسمى، لكي نخلق ثقافة دعم للأسير الفلسطيني.

أوضاع متردية
من جهته، أوضح مدير مؤسسة مهجة القدس للأسرى ياسر صالح أن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام في يومهم 43 على التوالي، واليوم الـ 98 للأسير أيمن اطبيش في غاية السوء، مشيراً إلى أن هناك 70 أسيراً من الأسرى الإداريين المضربين نقلوا للمستشفيات بعد تدهور أوضاعهم الصحية، حيث إن أغلب الأسرى يتقيئون الدماء ونقلوا إلى المستشفيات ورائحة موت بدأت تتصاعد من حولهم.
وأكد صالح في حديثه "أن هناك انتهاكات متتالية بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال من خلال تنقلات تعسفية، وعمليات الضرب خلال الاقتحامات الليلية، ومنع زيارات ذوي الأسرى وحتى مقابلتهم للمحامين، مشدداً على أن كل هذه المحاولات تأتي لثني الأسرى عن الاستمرار في إضرابهم النضالي.
ولفت إلى أن قرار رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتسريع سن قانون التغذية القسرية هو قتل وإعدام بحق الأسرى، كون هذا القانون أودى بحياة أسرى مضربين في الثمانينات، معتبراً هذا القانون انتهاكاً بحق الأسرى، لأن الإضراب حق تكفله كل الشرائع الدولية.

مخالف للمواثيق
في السياق ذاته، قال المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن: "العشرات من المضربين عن الطعام أوضاعهم خطيرة جداً، في ظل عدم جدية سلطات الاحتلال في التعامل أو التحاور معهم"، مبيّناً أن الحالة التي يمر بها الأسرى المضربون عن الطعام صعبة للغاية، وتزداد سوءاً وتأزماً في ظل استمرار مصلحة السجون بإمعانها وانتهاكاتها واستهتارها بحياة المضربين.
وأضاف فروانة: "هناك تحريض سياسي وإجراءات وتنقلات وعزل وضغط نفسي وجسدي على الأسرى، هذه العوامل تشكل خطراً على حياتهم، في ظل التدهور الخطير لصحة العشرات منهم ونقلهم إلى المستشفيات"، مشيراً إلى أن المئات من الأسرى يدخلون يومياً في هذا الإضراب تضامناً مع إخوانهم الإداريين.
ونوه المختص بشؤون الأسرى إلى أن قرار التغذية القسرية تم إقراره بالسنوات الماضية، و"هذا يعني أن كل مؤسسات النظام السياسي في دول الاحتلال موحدة على الانتقام من الأسرى"، مشدداً على أن هذا القانون مخالف لكل المواثيق الدولية ولا يحق لأي جهة كانت أن تجبر الأسير بإطعامه قسراً.
ويواصل الأسرى الإداريون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم 43 على التوالي، لإنهاء الاعتقال الإداري التعسفي بحقهم، في ظل تدهور الأوضاع الصحية للعشرات منهم، ونقلهم إلي Ù…ستشفيات خارج السجون.
ولا يتناول الأسرى المضربون سوى الماء والملح، على الرغم من أن إدارة السجون تقيدهم وتلقيهم ساعات طويلة تحت حر الشمس الشديد في أقسام الخيام بصحراء النقب.