مؤسسة مهجة القدس ©
عائلتا الشهيدين نوارة وأبو ظاهر.. الØزن لا يبرØ٠المكان
تدخل نهيل نوارة غرÙØ© ابنها بخطى متثاقلة مطأطئة رأسها Øزنا على Ùقده. وتÙØªØ Ø§Ù„Ø£Ù… خزانة الملابس وتلتقط كوÙية Ùلسطينية من بين أمتعة ابنها نديم وتقبلها باكية.
وقتل جنود صهاينة قبل أسبوعين ÙÙŠ بيتونيا الÙتيين الÙلسطينيين نديم نوارة (17 سنة) ومØمد أبو ظاهر (16 سنة) ÙÙŠ واقعة أثارت جدلا كثيرا.
وأطلق الجنود الصهاينة النار على الÙتيين خلال اØتجاج بالقرب من سجن "عوÙر".
قالت الأم الثكلى نهيل نوارة قبل أن يغلبها بكاؤها "كل اشي.. اشتقت إلى نديم".
لكن نديم لن يرجع إلى منزل أسرته ولن تÙارق الكوابيس الأم الØزينة.
وقالت نهيل: "كل الدنيا بدها نديم. بØس تخته (Ùراشه).. الكرسي تبعه.. كله كله.. Øتى الهوا بين الغر٠بده نديم. الله يرضى عليه ويرØمه".
وقتل نديم ومØمد يوم 15 مايو أيار مع اندلاع الاØتجاجات ÙÙŠ مختل٠أنØاء الضÙØ© الغربية المØتلة ÙÙŠ ذكرى النكبة.
وبعد بضعة أيام نشرت جماعة تعنى بالدÙاع عن Øقوق الإنسان تسجيلا مصورا, قالت إنه يبين مقتل الصبيين الÙلسطينيين رغم أنهما لم يمثلا أي خطر, وقتلا بصورة غير قانونية.
وقال مسؤولون بمستشÙÙ‰ Ùلسطيني ÙÙŠ ذلك الØين, إن Ù…Øمد أبو ظاهر ونديم نوارة, أصيبا بأعيرة نارية ÙÙŠ القلب.
وتوق٠صيام نوارة عن العمل ÙÙŠ متجره، وكرس وقته كله للبØØ« عمن قتل ابنه نديم.
وذكر الأب المكلوم أنه تلقى رسائل من أشخاص لا يعرÙهم ÙÙŠ أوروبا والولايات المتØدة عبروا Ùيها عن دعمهم ومساندتهم للأسرة.
وشكك نوارة ÙÙŠ رواية الجيش الصهيوني الذي قال إن تØقيقا مبدئيا أشار إلى أن Ø£Ùراد الأمن أطلقوا طلقات مطاطية لا ذخيرة Øية أثناء اØتجاجات 15 أيار/مايو خارج سجن عوÙر القريب من رام الله.
وذكر الأب أنه عثر على رصاصة استقرت داخل Øقيبة ظهر، قال إن ابنه كان ÙŠØملها عندما قتل.
وذكر الموقع الإلكتروني لصØÙŠÙØ© "هآرتس" وتلÙزيون القناة العاشرة الصهيونيتين يوم الأربعاء (4 Øزيران/يونيو) أن الجيش أوق٠جنديا من ÙˆØدة للاتصالات عن أداء مهامه وصادر سلاØÙ‡ بعد وقت قليل من واقعة قتل نديم ومØمد.
وقال صيام نوارة: "أنا بدي أوصل رسالة للجندي اللي أَعدام ابني.. إذا هو Ùعلاً بطل وكان أَمر من Ùوقه وهو مجبر عليه.. يطلع ويقول قدام كل الناس.. أنا طخييت نديم ومØمد بأمر من سين من الناس. إذا كان هو بطل.. Ùعلا Øقيقي بطل. وأنا متأكد انه هو ما بعر٠ينام ÙÙŠ الليل إذا هو Ù†Ùسيا Ùيه بداخله إنسان. أما إذا كان هو مجرم وكان قصده أنه يقتل هذا شي بيرجع له.. بس Ùيه عدالة إلاهية مش Ø±Ø§Ø ÙŠÙ‚Ø¯Ø± ÙŠÙلت منها".
وذكرت التقارير الإعلامية أن ثمة اشتباها ÙÙŠ أن الجندي أطلق النار من سلاØÙ‡ بدون ØªØµØ±ÙŠØ "ÙÙŠ مكان قريب جدا" من الموقع الذي قتل Ùيه الصبيان. وما من أدلة ظاهرة على وجود صلة بين الجندي ومقتل الصبيين الÙلسطينيين.
وأمرت Ù…Øكمة عسكرية صهيونية بØظر نشر أي تÙاصيل أخرى عن الواقعة.
ÙˆÙÙŠ مسكن الصبي الآخر Ù…Øمد أبو ظاهر، ذكر والده Ù…Øمود أن ابنه كان ÙŠØلم بدراسة الصØاÙØ© ÙÙŠ الجامعة وبالسÙر إلى الولايات المتØدة بعد إنهاء دراسته.
وقال Ù…Øمود أبو ظاهر: "اعتبره شجاع وقوي. رغم Øبه للØوار والسلام ÙŠØب أيضا الØرية والكرامة. وصل إلى اقرب نقطة تماس مع الاØتلال. بماذا وصل؟ بØجر صغير ربما لا يؤذي طير صغير ÙˆØلم كبير بدولة Ùلسطينية مستقلة وصدره العاري. هذا ما كان يمتلكه Ù…Øمد. شاهده كل العالم. صدره العاري عالي. Øلم كبير وقلب كبير جدا. الرصاصة المناسبة اخترقت قلب ابني Ù…Øمد".
وما من غرابة ÙÙŠ أن تتغير مشاعر والدي Ù…Øمد أبو ظاهر Ù†ØÙˆ عملية السلام بين الÙلسطينيين ودولة الاØتلال.
وقالت يسرا أبو ظاهر والدة الصبي "سلام شو بدنا نعمل يعني؟ كي٠بدنا نعمل سلام مع اØتلال".
وأضاÙت الأم الثكلى "ممكن انتÙاضة. ممكن مشاعري كأم كثير جياشة. بجوز شوي ببالغ. هيك أنا أطمØ. هذا الشي الوØيد اللي ممكن يريØني أو يخÙ٠عني. Ù…Øاكمة جندي أو Ù…Øاكمة ضابط اللي أنا مش متوقعة تصير.. ما بتوقع تبدل عندي كثير".
وأصدرت الØكومة الÙلسطينية بيانا اتهمت Ùيه دولة الاØتلال بارتكاب "جريمة قتل بدم بارد" ووصÙتها بأنها "جريمة Øرب تجاه أطÙال عزل".
ونشرت الØركة العالمية للدÙاع عن الأطÙال Ùرع Ùلسطين لقطات مصورة مدتها دقيقتان على موقع يوتيوب، قالت إنها من تسجيلات مراقبة مدتها ست ساعات التقطتها كاميرات أمن مثبتة بشركة مملوكة Ù„Ùلسطينيين تطل على الموقع الذي قتل Ùيه الصبيان.
وقالت الØركة إن اللقطات تبين أن القوات الصهيونية ارتكبت "أعمال قتل بصورة غير مشروعة لم يمثل Ùيها الأطÙال تهديدا مباشرا ÙˆÙوريا على الØياة ÙÙŠ وقت إطلاق النار".
وذكر إيÙان كراكاشيان منسق ÙˆØدة الدÙاع القانوني ÙÙŠ الØركة، أن الأطÙال الÙلسطينيين يكونون أهداÙا سهلة ÙÙŠ كثير من الأØيان للقوات الصهيونية التي تطلق عليهم النار وتصيبهم وتعتقلهم.
وقال: "مر أكثر قليلا من أسبوعين ونØÙ† نعلم أن الجيش الصهيوني يجري تØقيقا. ما لا نعرÙÙ‡ هو الموعد الذي سنØصل Ùيه على نتائج تØقيقهم ولا مدى وضوØها وشÙاÙيتها ÙˆØيادها. ÙÙŠ الماضي عندما أجرت دولة الاØتلال تØقيقات ÙÙŠ وقائع قتل مماثلة كنا قليلا ما Ù†Øصل على نتائج إيجابية أخضع Ùيها الÙاعل للمساءلة وقدم إلى العدالة. وهذا بالتأكيد مبعث قلق ÙÙŠ هذه الØالة".
وأضا٠أن واقعة قتل نديم ومØمد تسلط الضوء على استخدام القوات الصهيونية للقوة المÙرطة أو الذخيرة الØية وعلى الØاجة إلى وضع قيود على مثل هذه الممارسات.