تاريخ الحركة الأسيرة

لا يعرف الزمان ولم يسجل التاريخ في سفره، ولم تشهد المعتقلات والسجون بطولها وعرضها، حركة كالحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، التي استطاعت أن تصنع نبراس البطولة والتضحية، وتسطر تاريخاً رائعاً ومشرقاً، مميزاً، كتبت حروفه بالدم والمعاناة، بالصمود والإرادة الفولاذية، تاريخاً يتواصل عطاء، ويزداد إشراقاً مع فجر كل يوم جديد…تاريخاً حافلاً بالمفاخر الوطنية، ويحوي الكثير من المعاني اللامعة والمدلولات التي تنبض بإرادة الخلاص … تاريخاً  كتبت حروفه بالدماء، بالعرق والمعاناة، بالأمعاء الخاوية (الإضرابات عن الطعام)ØŒ بالصبر والإرادة، تاريخاً يضيء عقوداً من الزمن، ليبقى محط اعتزاز لمن كتبوه وصاغوه… لمن ساهموا في صنعه وساندوه، لمن وزعوا نشراته، ولمن أنجبوا أبطاله… إنه تاريخنا، تاريخ الثورة وإرادة الخلاص، تاريخ أكثر من ستمائة ألف ثائر، سطروا تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، جنوده كل الشعب الفلسطيني؛ لهذا سيبقى محفوراً بالذاكرة، تتناقله الأجيال بكل فخر، ليصوغ إكليل الرفعة والقداسة على جبين كل من اعتقل وعانى عذابات  قيد السجان، سيبقى رعوداً من تجارب وذكريات مريرة ومفاخر تدوي بذاكرة ذوى الأسرى وأحبائهم وأصدقائهم…
من حقنا أن نفخر بهذا التاريخ، ومن واجبنا أن نسعى لتوثيقه ليبقى منارة للأجيال القادمة، بكل جزيئاته وصوره المختلفة… فمن الواجب علينا أن نوثق التاريخ الرائع والمشرق من شهداء وبطولات وتضحيات، ومن الجانب الآخر، يجب علينا أن نوثق الانتهاكات الصهيونية لحقوق الإنسان الفلسطيني الأسير، وما تعرض ويتعرض له من ممارسات لا إنسانية، ومعاملة وحشية قاسية، فاقت في لا إنسانيتها ووحشيتها ما يتخيله ويتصوره العقل البشري.
وخلال انتفاضة الأقصى تعرض شعبنا لحملات اعتقال واسعة، بأساليب أكثر همجية ووحشية، فاقت في وحشيتها تلك التي اعتاد الاحتلال على ممارستها، وأعيد افتتاح العديد من المعتقلات؛ لاستيعاب تلك الأعداد الهائلة، كما وتعرض أسرانا ومعتقلونا في كافة السجون والمعتقلات الصهيونية إلى أبشع الأساليب اللاإنسانية والتي فاقت كل المراحل السابقة من عمر الاحتلال، وتجاوزت أدنى وأبسط القيم والأعراف الإنسانية في العالم، يشهد عليها ما تنقله وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، من أخبار وأحاديث تقشعر لها الأبدان.

الحركـة الوطنيـة الأسـيرة
شكلّت الحركة الوطنية الأسيرة تجربةً رائدةً ومسيرةً حافلةً في العطاء على مدار سني الصراع مع العدو الصهيوني، هذه التجربة التي ضاهت في مستوى أدائها وبرامجها، عدة مدارس فكرية متعددة، رغم قسوة الحياة الاعتقالية، ووحشية السجان، إلا أن صدق الانتماء وتطور التجربة، حوّل المعتقلات إلى قلاع ثورية تَخرّج منها آلاف الكوادر الحزبية المنظمة التي استطاعت أن ترسم ساحتنا الفلسطينية، تلك الطاقات الخلاّقة التي عكست تجربتها النوعية في المضمون والأداء، وفي مجالات كثيرة في ساحة العمل الأوسع، ووسط الجماهير في الميدان.
تميزت الحركة الأسيرة في السنوات الأولى لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بالتركيزعلى البعد التوعوي والتربوي؛ الأمر الذي أسهم في صقل الطاقات وتهذيبها، بشكل أتاح الفرصة لبناء الكادر القادر على القيادة وتحمل المسؤوليات، في ظل ظروف اعتقالية قاسية، كان طابعها العام المواجهة الدائمة والمستمرة مع إدارة السجون، وهذا بطبيعة الحال كان له استحقاقات سددها أسرانا الأبطال بالمعاناة والتحدي لأبشع قوة احتلالية إحلالية، حتى أرسوا دعائم وأسس الحركة الفلسطينية الأسيرة، في ظل غياب الإعلام القادر على رفع صوت الحركة الأسيرة في وجه الغطرسة الصهيونية.
ولم يكن هذا التطور في واقع هذه الحركة بلا ثمن، بل كان ثمنه عشرات الشهداء... كان ثمنه تعرض الأسرى الأبطال لشتى الإجراءات القمعية كالعزل والحرمان والمحاكمات الإضافية، التي لم تثن الحركة الأسيرة عن مواصلة المسيرة بعزيمةٍ لا تلين.
للأجيال الفلسطينية القادمة أن تفخر بهذه التجربة الرائدة، والتي أثمرت كوادر شكلت قيادات خرجت إلى ميدان المواجهة بعد عملية تبادل الأسرى، فانصهرت مع أبناء هذا الشعب في ميدان المواجهة المستمرة والمباشرة مع الاحتلال. ولما بزغ فجر الانتفاضة الأولى (1987-1994)، تقدمها أبناء الحركة الأسيرة من مختلف التنظيمات، وظهرت الحنكة في الأداء، فأظهرت القيادة انضباطية عالية تجاوزت كل إشكاليات الحركة الوطنية، بعيداً عن الحساسيات اللامسئولة، وفي كافة المواقع.
إن الحديث عن الحركة الأسيرة، يدفع دائماً باتجاه ربط مسيرة هذه الحركة، سواء في زمن المواجهة المفتوحة مع الاحتلال، أو في زمن تراجع بعض القوى عن المواجهة؛ لأن الحركة الأسيرة،حتى في ظل ما يسمى بالسلام، اشتد عودها وتعمقت تجاربها؛ لأن حالة القمع الاحتلالي لشرائح عدة في مجتمعنا بقيت مستمرة، وإن أخذت أشكالاً متعددة، وهذا ما كنا نلمسه فعلاً، حيث استمر زج المناضلين في المعتقلات، واستمرت عمليات القمع تمارس ضد أبناء شعبنا عامةً، وأبناء الحركة الأسيرة خاصةً؛ الأمر الذي حتم على المنظمات والمؤسسات الحقوقية خاصةً- أن ترعى شؤون الأسرى، وأن تبقى في حالة اتصال وتواصل معهم بغض النظر عن الظرف السياسي المعاش، وعن إفرازاته المتعددة.
إلا أننا؛ ولموضوعية النظرة والقراءة لواقع الحركة الأسيرة، لا يمكننا ولا بأي شكل من الأشكال، أن نفصل ما بين الحركة الأسيرة قبل اتفاقيات أوسلو، وما بعدها بالمعنى القطعي؛ لأن الجسم الفلسطيني وبكل أطيافه السياسية كان وما زال يكتوي بنار الاحتلال والاعتقال. وفي السياق ذاته لا نستطيع أن نغفل مجموعة من الإرباكات التي طرأت على واقع الحركة الأسيرة بعد اتفاق أوسلو، والتي يقف في مقدمتها غياب المنهجية التربوية، والإعداد الحقيقي للمناضل عند معظم القوى الفلسطينية داخل قلاع الأسر، حتى غدت الحركة الأسيرة في طريقها إلى الإفراغ من المحتوى السياسي.
وغدا الاعتقال وظروفه عبئاً على المعتقل نفسه وعلى التنظيمات، وهذا ما لمسناه ليس على صعيد ما حمله المعتقلون من أفكار ورؤى لواقع الاعتقال، وإنما تجاوز ذلك لما يحمله هذا المعتقل، من تصورات عن طبيعة الصراع الدائر مع العدو، والحلول الممكنة في ظل اختلال موازين القوى، التي بات فيها الطرف الفلسطيني محاصراً ومجرداً في كل شيء إلاّ من إرادته وعزيمته التي تشكل سلاحه في هذا الزمن المختل لصالح العدو، وأصبح هَم الغالبية العظمى من المعتقلين، هو التحرر وانتظار قوائم ودفعات جديدة.
ورغم اختلاف رؤى وبرامج الأسرى، إلا أن العلاقات الداخلية لم تتأثر، وبقي الكل يشكل جسداً واحداً في وجه إدارة مصلحة السجون وسياساتها القمعية… وبالمقابل (وحتى تكتمل الصورة)ØŒ رافق ذلك، حملات الإفراجات السياسية ضمن استحقاقات عملية السلام، وتحرر في هذا السياق العديد من المعتقلين، ذوي الأحكام العالية وأسرى الدوريات… الخ.
 ÙˆÙ‡Ø°Ø§ أمر إيجابي جداً يحسب للسلطة الوطنية الفلسطينية؛ لإيلائها قضية الأسرى اهتماماً عظيماً ومناداتها بضرورة الإفراج عنهم جميعاً، بالرغم مما يمكن تسجيله هنا من ملاحظات سلبية على حملات الإفراج من قبل سلطات الاحتلال، مثل: تصنيف المعتقلين إلى فئات بحسب مواقفهم ومواقف منظماتهم من اتفاق أوسلو، وكذلك التمييز بين الأسرى الذين اشتركوا في عمليات قتل فيها صهاينة، واتهامهم بأن "أياديهم ملطخة بدماء اليهود"..! وكأن هؤلاء الأسرى كانوا في رحلة كشافة ولم يكونوا يخوضوا معركة التحرر الوطني! كما وتناست الحكومة الصهيونية أن أيدي كل قياداتها السياسية والعسكرية وكل الرؤساء وأعضاء لجان المفاوضات الصهيونية، بل وكل صهيوني - ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني.
وأصبحت قضية الأسرى والمعتقلين ورقة ضغط قوية في يد "الكيان الصهيوني" يستخدمها  للابتزاز، ومساومة الطرف الفلسطيني وإجباره على تقديم التنازلات، وربط الإفراج عن الأسرى بالتقدم في مسيرة المفاوضات.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى 28/ سبتمبر 2000م، (كان في السجون 1150 أسيراً)، اشتدت الهجمة الصهيونية القمعية والدموية على الشعب الفلسطيني، واشتدت حملات المقاومة المشروعة أيضاً لطرد الاحتلال، فعاد الكيان الصهيوني إلى سياسته القديمة الجديدة، وشن حملة اعتقالات واسعة جداً، طالت كل المدن والقرى الفلسطينية، بما فيها المناطق التي تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة، وتنوعت أشكال الاعتقال وزج بالآلاف الفلسطينيين في السجون والمعتقلات حتى وصل عدد حالات الاعتقال إلى أكثر من 35 ألفاً خلال انتفاضة الأقصى، وأقدمت على إعادة افتتاح العديد من المعتقلات، كالنقب وعوفر... واكتظت السجون بالمعتقلين.
ويمارسها الجلادون الصهاينة ضد أسرانا ومعتقلينا، شتى صنوف العذاب والقهر التي شملت من معاقبتهم جماعيـاً، ورشهم بالغاز، والتكسير، والتعرية، وإخضاعهم لكل صنوف الإهانة والتحقير، وتقييد أيديهم، وشبحهم لأيام عديدة في زنازين ضيقة مغمورة أرضياتها بالمياه النتـنة، أو حتى في المراحيض، وتدهور الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض والحشرات، ورداءة الطعام، وقلته، وحرمانهم من تلقي العلاج، خاصة مصابي وجرحى الانتفاضة، والحرمان من النوم، وحرمانهم من زيارة ذويهم منذ بداية انتفاضة الأقصى، والازدحام الشديد واستمرار العزل في زنازين انفرادية، في عملية قتل للأسير الفلسطيني قتلاً بطيئـاً منظماً  ومدروساً بعناية فائقة، وإحالة الأطفال الأسرى إلى محاكمات صورية جائرة، واستصدار عقوبات بالسجن لسنوات طويلة ضدهم، ووضعهم مع السجناء الجنائيين الصهاينة.
فـخلال انتفاضة الأقصى، توجه الفعل الانتقامي الصهيوني العاجز، نحو قمع واضطهاد الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال؛ في محاولة يائسة لكسر شوكتهم وإذلالهم، مترافقة مع حملة شرسة لسحب إنجازاتها التاريخية، والتي تحققت عبر عقود من الزمن، من خلال دماء العشرات من الشهداء وتضحيات عشرات الآلاف من الأسرى ومعاناة مئات الآلاف، وأخذت صرخات الاستغاثة تخترق جدران السجون وأسلاكها الشائكة، وتجاوزت حدود السجون، لكنها فشلت في الوصول إلى آذان العالم؛ الأمر الذي دفع بالأسرى، ومنذ بداية انتفاضة الأقصى، إلى ترتيب أوضاعهم الداخلية من جديد، وفق ما تقتضيه المرحلة من إعداد ومواجهة، واستقبال لآلاف المعتقلين الجدد، وغدى الاهتمام  بالأسس البنيوية والتعبوية الأخلاقية والتربوية والثورية، أكثر؛ للانطلاق بها لصنع الإنسان الفلسطيني المناضل الثوري الحقيقي، وهذا الحال أعاد الاعتبار من جديد وبقوة لقضية الأسرى، وأصبحت قضيةً أساسيةً على أجندة الحكومات الفلسطينية المتعاقبة، ودفع بالعديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية، لأن تلعب دوراً إيجابياً وداعماً للأسرى وقضاياهم العادلة، فازدادت حملات الدعم والمساندة، واتسعت رقعة فعاليات التضامن الجماهيري.
فالأسرى والمعتقلون جزءٌ لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وقطاع أساسي من قطاعات الحركة الوطنية الفلسطينية، فهم من حملوا  لواء النضال، وأثبتوا حضوراً منقطع النظير، جنباً إلى جنب مع بقية المناضلين من أبناء الشعب الفلسطيني في كل ساحات العمل، وتقدموا الصفوف، غير آبهين لشيء إلا لاستمرار النضال ودعم مسيرة شعبهم التحررية، وقدموا الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامة وشرف الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، Ùˆ لم يعرفوا إلاّ الثورة وطنـاً وهويةً في السراء والضراء، وانخرطوا في صفوف النضال في أصعب مراحله، وتركوا عائلاتهم وأطفالهم، وقادوا معارك المقاومة والشرف، وفي الأسر خاضوا معارك الاعتقال بإباء وصمود أسطوريين، وخاضوا عشرات الإضرابات عن الطعام، فكان الألم زادهم والمعاناة شرابهم، حيث سقط العشرات منهم شهداءً من أجل كرامة الإنسان الفلسطيني وحقوقه. ومن مواقع الألم والمعاناة العميقة، ومن قلب جدران القهر والحرمان طوال سنوات الاعتقال الرهيبة كتبوا بصمودهم فصلاً جديداً في ملحمة الحركة الوطنية الفلسطينية، وسطروا صفحات مشرقة في تاريخ سجناء الحرية في العالم، وأذهلوا قلوب جلاديهم بصلابتهم الوطنية التي يتسلحون بها.
فمنذ وعد بلفور الذي أعطى اليهود وطناً في فلسطين، عرف الشعب الفلسطيني السجن، وذاق اشد أنواع القهر والحرمان في صراعه المتواصل ضد الاحتلال، وضد اقتلاعه من أرضه وهويته على أيدي سجانيه منذ الانتداب البريطاني، مروراً بالحكم الأردني وانتهاء بالاحتلال الصهيوني، الذين تفننوا في بناء السجون والزنازين التي اعتقل فيها الآلاف من الفلسطينيين.
وعندما نتحدث عن قضية الأسير الفلسطيني، فإننا إنما نطرق أبواب سيرة شعبٍ يكافح ويقاوم ضد الاحتلال والإبادة، حكاية شعب ذاق شتى صنوف القهر والمؤامرات، حكاية شعب يسدد فواتير أخطاء العالم الذين جعلوا منه قربانا يتقربون به إلى هواة الاستعباد والجريمة، حكاية شعب وقع ضحية سادية الثقافة الصهيونية والاستعمار العالمي، حكاية شعب يسطر ملحمة الشرف بكفاحه الدؤوب في سبيل حريته واستقلاله.
إنه تاريخ مشحون بالمعاناة والقهر، مجبولٌ بالبطولات والدماء، أسماء شعبٍ حفرت على جدران الزنازين وأرواح زهقت في حلكة الظلام... فارتبط السجن بالنشيد وبالأغنية وبالمقاومة منذ قصيدة إبراهيم طوقان (الثلاثاء الحمراء) عندما أعدم الانجليز في سجن عكا الشهداء الثلاثة فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم عام 1929، حتى ملحمة (فضاء الأغنيات) الشعرية للشاعر المتوكل طه في سجن النقب الصحراوي أنصار 3 عام 1988 عندما أعدم قائد معسكر النقب الشهيدين بسام صمودي وأسعد الشوا بإطلاق الرصاص عليهما.. مروراً بحنين محمود درويش إلى خبز أمه وقهوة أمه في السجن الصهيوني بعد نكبة 1948م. ولا غرابة أن تكون ثقافة الثورة قد استمدت من انصهار الحلم الفلسطيني بحديد وقيود السجن، لتنطلق المقاومة الفلسطينية حاملة كل هذه التضحيات المصهورة بالوجع والغضب ضد الجلادين والمستعمرين... ولا غرابة أيضاً أن تخرّج السجون معظم قيادات الثورة الفلسطينية المعاصرة.
إن يوم الأسير الفلسطيني الذي يحيه الشعب الفلسطيني كل عام في 17/ نيسان، هو يوم نضالي ووطني، يجسد تمسك هذا الشعب بالحرية وتحطيم القيود، ومن خلاله يتم التأكيد أن هذا الشعب لا ينسى أبنائه المعتقلين بل يقف إلى جانبهم وإلى جانب حريتهم وحقوقهم الإنسانية.
وقد بدأ الشعب الفلسطيني بإحياء يوم الأسير منذ عام 1974م، وهو العام الذي تمت فيه وبتاريخ 17/4/1974 أول عملية تبادل للأسرى، حيث استبدل الأسير الفلسطيني الأول محمود بكر حجازي بأحد المستوطنين الذي تم اختطافه خصيصاً لإجراء عملية التبادل، وقد اعتمد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته في نفس العام يوم 17/ نيسان يوماً من أجل حرية الأسير الفلسطيني.