لماذا علق الأسرى اضرابهم عن الطعام؟

أصدرت لجنة قيادة الإضراب، بياناً بشأن مجريات وأسباب تعليق إضراب الأسرى الإداريين الذي استمر لمدة 63 يوما على التوالي.
وقالت اللجنة في بيانها: "لقد خضنا أطول إضراب مفتوح عن الطعام في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، وذلك لأكثر من شهرين في مواجهة أخلاقية مع المجرم الذي سعى إلى سحق الإنسان الفلسطيني من خلال اختصاصه واعتقاله لعشرات الآلاف من أبناء شعبنا باختطاف إداري، دون أي تهمة أو حتى محاكمة مهنية".
وأضافت "كل ذلك في ظل صمت دولي مشارك جعل من القوانين والقيم الدولية مجرد نظريات عدمية تدور في فلك القوي، ووفق منظومة مصالحه المادية، بل وتكرّس الجريمة عبر تجاهلها لكل أنواع الظلم الذي يمارسه المحتل بحق الفلسطيني وأهله وأطفاله".
وتابعت "أيها الأحرار، لقد بدأنا هذه الملحمة الإنسانية ولأول مرة، بهذا الشكل الجماعي المتقدّم والموحد في تاريخ حركتنا الأسيرة ضد جريمة الاعتقال الإداري، ونحن ندرك حقيقة الخلل التاريخي في موازين القوى، التي جعلت الكلمة الأخيرة لقوانين السياسة في هذا العالم للقوي، ولو كتبها من حبر من دم الضحية المسفوك تحت جنازير دباباته، ومع ذلك قررنا بحزم الانطلاق بهذه المواجهة الأخلاقية التي تشتبك فيها أمعاؤنا الخاوية وأجسادنا المقيدة مع تفاصيل الجريمة ومفرداتها، سعياً لهزيمتهم أخلاقياً وفضح ظلمهم، وإن ذابت في مذابح غطرستهم أجسادنا".
وأكدت اللجنة: لقد أردنا في ملحمتنا هذه أن نفضح السجان، وأن نضع نقاط ظلمه على حروف الرأي العام لتفضح حقيقة الجريمة ولنضع ملف الاعتقال الإداري على المحكّ، في محاولة لامتحان حقيقة هذا العالم والقيم التي ينادي بها.
وقالت "إننا ننحني أمام أمهاتنا وزوجاتنا وأطفالنا الذين أصمّت صرخاتهم آذان هذا العالم وبلغ من خالهم صوت أمعاؤنا الخاوية لكل حدب وصوب، في حالة تكريس للبعد الإنساني الحقيقي في مسيرة نضال شعبنا، وذلك تأكيداً على قدسية التماهي بين ثنائية الحرية والحياة، والعالم اليوم في قفص الاتهام لمحكمة قضاتها الحقيقيون: أطفالنا".
وأشارت الى أن شعبنا الفلسطيني بكل قواه، كما هو دوماً رجع صدى جوعنا، وأثبت أنه الحاضر الذي لا يغيب، وإذا لزم الأمر فإن عشرات الألاف من الأحرار ينتظرون بشوق لحظة الانعتاق، ويتجهزون لدفع ما يليق من أثمان لمشهد فلسطيني بامتياز، وذلك استجابة لصرخاتنا وآلام جوعنا.
وثمنت عالياً هذا الحراك التضامني الذي كان فيه شعبنا بكل أماكن تواجده النواة الصلبة، وشارك مع أحرار العالم بتقاطع إنساني رائع لا بد له أن ينتصر على الجلاد يوماً.
واشارت اللجنة "لقد أخذنا قراراً بتعليق إضرابنا الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة بعد التطورات الأخيرة في أرضنا المحتلة، وذلك وفق قراءة واعية ومسؤولة للمشهد، ورفعاً للحرج عن المتضامنين معنا الذين أصبحوا عرضة لانتقام هذا المحتل المجرم، ورحمة لأهلنا الذين اتخذوا من خيم الاعتصام مسكناً لهم قبل الشهر المبارك".
وأوضحت: لقد كان قرارنا بتعليق الإضراب لظروف صعّد فيها المحتل غريزته الانتقامية إلى أعلى الشجرة، مستخدماً ما حدث من تطورات ذريعة للانتقام من شعبنا وأسرانا بمرحلة من أكثر المراحل خطورة وحساسية.
وقالت: إن تعليق إضرابنا جاء في سياق إعطاء فرصة لهذا الجلاد ليعيد حساباته، وخاصة بعد أن شكل لجنة لتراجع أدوات الجريمة ووسائلها ونتائجها الكارثية، لعله يستعيد وعيه ويستفيق من حالة الهوس والإغماء الأمني، وخاصة بعد أن رأى هذا التيار الشعبي الهائج يجتاح كل شوارع وطننا المحتل صارخاً ضد جريمة الاعتقال الإداري على إيقاع جوعنا وصمود فرسان هذه المرحلة.
ولفتت الى أن "نحن بدورنا نجلس مع هذه اللجنة في فترة تعليق الإضراب وإن أصرّوا على المضي في جريمتهم فلا نزال في ذات الخندق، في جعبتنا الإنسانية الكثير من الخطوات والوسائل التي سنحارب بها هذه الجريمة دون تردد".
وختمت قيادة الاضراب بيانها بالقول: كل التحية لآبائنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأطفالنا الذين كانوا ينبضون في خيم الاعتصام وشوارع الوطن على إيقاع هذا الجوع. نثمن عالياً ونشكر جماهير شعبنا على وقفتهم المشرفة وإسناد ملحمتنا، مما أذهل حكومة الاحتلال وجعل قادتها يدركون أن أسرانا ليسوا وحدهم ولن يكونوا. كما ونشكر أحرار العالم ومؤسساتنا الحقوقية الوطنية على ما بذلوه من جهود رائعة، والشكر قبل ذلك لكل من قاد هذا الحراك الشعبي من موقعه في المؤسسة الرسمية والأهلية، ونقدر عالياً جميع هذه الجهود، مطالبين إياهم بحمل هذا الهم لأن المعركة توقفت في محطة الاستعداد للقادم.