الموتُ يعانقُ ضحاياهُ

بقلم/ عبد الله الشاعر

الموتُ يعانقُ هذا الفجر ضحاياهُ

يُلقي فوق السكان هداياهُ

حِمَماً ملأى بالأحقادِ

صواريخَ هلاكٍ ودمارْ

***   ***   ***   ***

لكنّ الحيَّ الغارقَ في بحرِ دماهُ

يستجمعُ بعد القصف بقاياهُ

يستنهضُ رغم الجرحِ جميع خلاياهُ

يخرج من تحت الأنقاض عصيّا ويقاتلْ

ويَظلُّ برغم القصفِ الدمويّ يقاتلْ

ويُكللُّ كلَّ جباهِ الأمةِ بالغارْ

بكثيرٍ من البكاء ، وبكامل شغفه الطفوليّ ينادي على أخيه الذي تُشيّعه الجماهير:

إسماعيل ...ارجع العب معي

ربما لم يدرك هذا البريء ، في هذا العمر الغضّ ، ما الذي يعنيه الموت أو الغياب

ها هو ذا ينازعه الرحيل والبراءة ...تختلط أمام ناظريه كرة القدم والعبوة المتفجرة...لكن

الشوق يغالبه فيصرخ مناديا على أخيه.. إسماعيل... إسماعيل.. تبتلّ الحروف بالدموع... تتمزّق أوتاره الصوتية.. تخنقه الغُصّة... يُدهشه هتافات المشيعين على عجل... يسكت لحظاتٍ، ثم يعاود النداء... فيرتدُّ الصدى موت.. موت.. موت.

من بوسعه، في هذا الموقف، أن يخبر هذا الطفل أن إسماعيل لن يعود بعد اليوم للعب معه ؟

من يملك المفردة ورباطة الجأش ليشرح لهذا الصغير قساوة الموت ، وأن إسماعيل لا يملك قدمين تحملانه كي يعود ، لم يعد له أكفّ ولا أصابع ، لم يعد له أعينٌ ، ولا يملك تذكرة أممية للبقاء على قيد الطفولة والحياة .

مَنْ....؟!!!

حنانيك يا الله، فإن الرحيل قاسٍ على الأطفال.. قاسٍ ومؤلمٌ حدّ الهذيان.