لحظات من الألم تعيشها عائلة الأسير محمود كليبي أثناء زيارته

لم تكن عائلة الأسير محمود عطية كليبي (31 عاما) من طولكرم، تعلم أن شوقها ولهفتها لرؤية نجلها بعد أكثر من ستة شهور من حرمانهم من زيارته، ستتحول للحظات من الألم والحسرة التي ملأت قلب والدته الكبيرة في السن وإحدى شقيقاته التي زارته الأحد الماضي حيث يقبع في عزل سجن نفحة.
مشاعر العائلة بعد زيارة ورؤية نجلها اختلفت تماما عما كانت قبل تلك الزيارة الأخيرة حسبما تتحدث به ربى كليبي شقيقة الأسير محمود، والتي أكدت أن شقيقها الأسير والمحكوم بمؤبد و30 عاما إضافية يعاني من وضع سيء للغاية، وقد بدا ذلك ظاهرا من مظهره الخارجي ومعنوياته أثناء الحديث معه في الزيارة لقرابة ساعة من الزمن.
تقول ربى كليبي: "قمنا بزيارة شقيقي الأسير برفقة والدتي وكلنا شوق له، ولكن بعد الزيارة ورؤية حالته ووضعه السيئ تمنينا لو لم نره ونزره"، وأكدت أن والدتها "أم جواد" التي تبلغ من العمر 68 عاما تأثرت سلبا بعد الزيارة، وتعبت بعد رؤية نجلها الأسير بحالته المؤلمة.
تؤكد عائلة كليبي أن ابنهم محمود ومعه خمسة عشر أسيرا يتعرضون لظروف صعبة للغاية، فلا يكادوا يخرجون من عزل حتى ينقلهم الاحتلال لعزل آخر، وهذا الحال بقي متواصلا منذ أشهر حيث كشفت سلطات الاحتلال حينها أنها تمكنت من ضبط نفق تم حفره أسفل أحد الحمامات في غرف الأسرى في سجن "جلبوع"، وادعى حينها أنه حفر بواسطة ثمانية من أسرى حركة الجهاد الإسلامي ليستخدموه لاحقا للهروب من داخل السجن بشكل جماعي.
ويتهم الاحتلال الأسير كليبي برفقة عدد من رفاقه في الأسر بالوقوف وراء حادثة النفق، ومنذ ذلك الحين يعاقبهم بطريقة قاسية تتمثل بالعزل المستمر، والحرمان من الزيارة و"الكنتين"، وفرض غرامات مالية، وتؤكد عائلة كليبي أن ابنهم وبقية الأسرى المعاقبون قد تعرضوا للتعذيب والضرب خلال التحقيق معهم حول حادثة النفق.
من جهة أخرى، كشفت عائلة الأسير كليبي أنه وأثناء زيارتهم الاخيرة لسجن "نفحة" يوم الأحد الماضي بتاريخ 26 / 10 / 2014 طلبت سلطات الاحتلال منهم قبل الزيارة التوقيع على ورقة تفيد بمنعهم من زيارة ابنهم لمدة شهرين، واضطرت العائلة للتوقيع عليها رغبة منهم برؤية ابنهم الذي قدموا لزيارته.
وناشدت عائلة الأسير كليبي كل المؤسسات الحقوقية والجهات المعنية تخليص ابنهم وجميع الأسرى المعزولين من العذاب المستمر الذي يتعرضون له كل يوم وعلى مدار أشهر طويلة، وأعربت العائلة عن قلقها البالغ بشأن ابنهم الأسير لخطورة ما يتعرض له من عقوبات قاسية تفرضها عليه إدارة مصلحة سجون العدو الصهيوني.
من جانبه، أشار مدير مركز أحرار فؤاد الخفش أن عائلة الأسير كليبي تعرضت لأنواع عديدة من المعاناة، فقد اعتقل محمود بتاريخ 1222003 بعد أن كان مطاردا لأكثر من عامين، وتم أسر ثلاثة من أشقائه بعضهم لأكثر من مرة، كما هدم الاحتلال منزلهم في مدينة طولكرم بعد محاكمة محمود عام 2004 بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي؛ وحذر الخفش من خطورة الوضع الذي يمر به أولئك الأسرى المعزولون نتيجة تعرضهم لعقوبات مستمرة تزيد من معاناتهم داخل السجون، وطالب بضرورة متابعة قضيتهم والوقوف على أوضاعهم وما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة داخل السجون.