الأسير إياد أبو الرب وحكاية بطولة لم تنته بعدما قضى ١٠ سنوات في الاعتقال

"هدم منزلنا وحكم اخي القاسي لن يسلبنا فرحة العمر بحريته فالسجن والاحتلال لزوال".. كلمات رددتها المواطنة ختام خلال مشاركتها في اعتصام تضامني مع الاسرى على بوابة الصليب الأحمر في جنين، على بعد عدة أمتار فقط من نفس العمارة التي اعتقل منها شقيقها القائد في Ø³Ø±Ø§ÙŠØ§ القدس الأسير إياد محمد أحمد أبو الرب (38 عاما)ØŒ في 24/11/2005Ù….
وأضافت "هذا المكان، شاهد على بطولات أخي وظلم وتعسف الاحتلال، فقد حاصروه قبل سنوات وحاولوا تنفيذ تهديدهم باغتياله، لكن إرادة رب العالمين كانت أقوى وأقرب من جبروتهم ورصاصهم وقذائفهم ومخططاتهم، فكرمه وحماه لنا، ومهما طالت رحلة العذاب بالأسر سيعود إلينا سالما منتصرا".

مناضلين للحرية
منذ اعتقال إياد، لم تتأخر شقيقته ختام، عن المشاركة في الفعاليات المؤازرة للأسرى، وفي هذه المرة التي تتزامن مع دخوله العام العاشر خلف القضبان، حملت صورته وتقدمت الصفوف لتردد مع ذوي الأسرى صرخات الحرية، وتقول: "ما دام هناك سجن وأسرى، لن نتوقف عن النضال والدفاع عن حريتهم المسلوبة، إنهم مناضلين أبطال ضحوا بحياتهم لنعيش أحرارا، فموقعهم الطبيعي الحرية والسجن للاحتلال".

طريق نضال
ينحدر الأسير إياد من عائلة مناضلة من بلدة جلبون قضاء جنين، وعلى مقاعد الدراسة في المرحلة الاعدادية سلك طريق النضال، فاعتقله الاحتلال أول مرة في سن 15 عاما، وتقول ختام: "أحلامه وخطوات حياته في صغره اختلفت عن أقرانه، فقد عشق الوطن وحمل راية النضال ولدوره في مقاومته اعتقل وهو طالب وكان وقتها إياد أصغر أسير في السجون التي قضى فيها ثلاث سنوات تعززت لديه روح النضال والمقاومة".
عندما اندلعت انتفاضة الأقصى، التحق إياد بحركة الجهاد الاسلامي، وسرعان ما أصبح مطلوبا للاحتلال، وتقول ختام "كلما وقعت عملية فدائية تتبناها سرايا القدس التي أصبح من قادتها، تشتد حملة ملاحقة اخي الذي حرمنا من رؤيته ثلاث سنوات، تعرض خلالها منزلنا لعشرات المداهمات، وفرضت علينا العقوبات، ومارس الاحتلال بحقنا كل اشكال المضايقات"، وتضيف "هددونا باغتياله وهدم منزلنا، لكن ذلك لم يكن مهما، لكن الصدمة المروعة التي عايشناها وأخي، عندما توفي والده بعد عام من مطاردته وحرم من وداعه ولم يشارك إياد بوداعه بسبب الكمائن والملاحقات".

اعتقال وحكم
رفض إياد تسليم نفسه، وتابع مسيرته النضالية، فعاقب الاحتلال عائلته بهدم منزلها، وتقول شقيقته "حرمنا من رؤيته طوال ملاحقته، ولفشل محاولات اغتياله، هدموا منزلنا المكون من طابقين وشردونا، وبعدها بفترة تمكنوا من اعتقاله في ذلك اليوم الأسود"، وتضيف: "حاصر الاحتلال العمارة التي اختبأ فيها أخي، اقتحموا جنين وفرضوا حظر التجول، وعندما رفض تسليم
نفسه، وبعد 24 ساعة من الصمود والتحدي، قصفوا المبنى بالصواريخ واشتبك معهم حتى تمكنوا من هدم الشقق المجاورة وأجزاء من المبنى، وبعدما أصيب بشظايا القصف اعتقلوه، وقضى في التحقيق 120يوما".

المرض بالسجن
بالسجن رغم تدهور حالته الصحية، تعرض اياد للعزل ومنع الزيارات، وحوكم بالسجن المؤبد 8 مرات، وتقول ختام "بسبب بطولاته ونضالاته، وصموده بالأسر ومواقفه الشجاعة، عوقب مرات عديدة مما أثر على وضعه الصحي، وأصبح يعاني من آلام في الظهر وشد عصب وعضل في قدمه ومشاكل في أسنانه، وحتى اليوم يرفضون علاجه.

في ذكرى اعتقاله
عائلة إياد، تأثرت وحزنت كثيرا عندما لم يدرج اسمه ضمن قائمة الافراجات، لكنها في ذكرى اعتقاله ما زالت قانعه أن فجر الحرية قريبا، وتقول ختام "أخي بطل وصامد في سجنه، لكن غيابه يؤلمنا ويثير الحزن لدينا، فالاحتلال لا يتوقف عن استهدافه وتفريق شملنا، وأملنا بالله كبير ان تكون اخر سنة يقضيها في السجون ونفرح بحريته وزفافه".