والد الأسير رائد السعدي: أمنيتي أن يكون هذا العام بشرى فرح بحرية أسرانا..!

"أتمنى أن يكون عام إفراجات وأفراح لشعبنا بحرية الأسرى، وعناق ابني قبل رحيلي".. بهذه الكلمات استهل الحاج السبعيني محمد شريف السعدي، حديثه عن أمنياته في العام الجديد، الذي يستقبله وسط مشاعر الحزن والألم بعدما نال منه المرض وأصبح غير قادر على زيارة نجله عميد أسرى محافظة جنين الشيخ رائد السعدي (47 عاما)، المحكوم بالسجن المؤبد، والذي قضى 25 عاما في سجون الاحتلال، وأضاف "حرمنا الاحتلال في العام المنصرم طعم الفرح الذي انتظرناه طويلا، بعدما تنصل من الافراج عن الدفعة الرابعة التي تشمل رائد، فعشنا لحظات صعبة وقاسية، وليل نهار أصلي لرب العالمين ان يكرمني بالصحة والعافية حتى اعيش وأرى فلذة كبدي حرا، وأفرح بتحقيق حلم والدته الراحلة بزفافه".

عام الحزن
ورغم ما يتمتع به من صبر وصلابة ومعنويات عالية، انهمرت دموع الحاج السعدي، الذي حاصرته الأمراض، وأصبح عاجزا عن زيارة ابنه القابع في سجن "جلبوع"، ويقول "غياب ومأساة اعتقال ابني وحرماني منه أقسى وأصعب من ألم الجسد الذي احتملته طوال السنوات الماضية ولم أنقطع يوما عن زيارة رائد، لكن حالتي أصبحت مأساوية وتدهورت صحتي ومنذ عام لم أتمكن من رؤيته"، ويضيف "تعددت الكوارث والمآسي بحياتنا خلال عام الحزن 2014، فإضافة لأم راض، عشنا ويلات صدمة تنصل دولة الاحتلال من اطلاق الدفعة الرابعة التي تضم ابني، والأشد مرارة وفاة زوجتي"، ويضيف "كافحت المرض والألم طوال رحلة اعتقال رائد، وقبل ان يتحقق حلمها وتفرح بعناقه، توفيت في شهر حزيران الماضي حزينة ومتألمة وباكية على ابننا الذي لم تزره طوال 14 عاما بسبب المرض"، ويكمل "عندما بدا تنفيذ اتفاق اطلاق سراح الأسرى القدامى، استبشرت وتأملت معنا الخير، ولكن خلال سياسة الاحتلال والمماطلة التي أجلت تحرير رائد، لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تردد اسمه، وأملي برب العالمين أن لا أتجرع نفس المرارة".

لحظات لا تنسى
ينحدر الاسير رائد من عائلة مناضلة من بلدة السيلة الحارثية قضاء جنين، وفي مرحلة مبكرة من عمره، سلك طريق النضال والجهاد والمقاومة، ويقول والده "عاش طفولته وحياته يضحي في سبيل شعبه وقضيته، وشارك بفعاليات الانتفاضة الاولى، شكل عنوانا للبطولة في مقارعة الاحتلال"، ويضيف "الاحتلال اعتقل كل افراحنا وحرمنا بهجة وسعادة المناسبات بما فيها رمضان والاعياد منذ اعتقال رائد في 1989-8-28،ثم حكمه بالسجن المؤبد مرتين بتهمة تنفيذ عملية فدائية في حيفا ومقاومة الاحتلال"، ويضيف "قضى ابني 50 عيدا في السجن، تعرض لكل صنوف القهر والعقاب، وصمد وتحدى السجن والسجان، وامنيتي الوحيدة بعد كل هذا العمر ان يجتمع شملنا وتتحقق امنية والدته، لن نفرح ابدا بغيابه".
خلف القضبان، شكل الاسير رائد، عنوانا للنضال، فشارك الأسرى كافة المعارك والاضرابات، ومورست بحقه كل صنوف العقاب من عزل ونقل وحرمان زيارات حتى انكار صلة قرابته بعائلته التي تجرعت المآسي كما يقول والده "بتكرار شطب اسمه من كل الصفقات والافراجات، فالاحتلال اعتبره ضمن قائمة الاسرى الملطخة أيديهم بالدماء، لكن ابني مناضل في سبيل قضية عادلة، لذلك صمد وصبرنا رغم حزننا والمنا وعمره يضيع خلف القضبان "، ويضيف "يأتي العام الجديد، وما زال ابني رائد الذي يعتبر اليوم عميد اسرى محافظة جنين وأقدم اسراها يقبع في سجون الاحتلال الذي حرم اسرته من فرحة العمر بتحرره مع اخوانه الدفعة الرابعة والاخيرة من قدامى الاسرى الذين رفضت دولة الاحتلال الافراج عنهم في الموعد المتفق عليه في 29 - 3"، ويكمل "عندما اقتربت ساعة الفرح، كان لنا الاحتلال بالمرصاد، فإلى متى سنبقى نتحمل هذه الاوج اع، العمر يمضي والسجن يغتصب زهرة شباب ابني؟، امه توفيت بالحسرة، واصبحت اعيش كوابيس الخوف والقلق رغم ايماني بالقضاء والقدر من تكرار نفس المأساة، فهل يتحقق حلمي وأعانق رائد حرا قريباً".

أمنيات العام الجديد
يعانق الحاج السعدي، صور نجله الاسير التي تزين جدران منزله، ويقول وهو يمسح دموعه "متى اتمكن من عناقه وضمه لأحضاني، قلبي حزين ويبكي من شدة الالم والوجع جراء هذا الظلم والعقاب"، واضاف "في العام الجديد، امنيتي الوحيدة، ان يتم الافراج عن المعتقلين وفي مقدمتهم الدفعة الرابعة بكاملها، وان يكون عام افراجات وافراح للفلسطينيين والاسرى"، وتابع "امنيتي ان ابقى حيا حتى اراه خارجا من السجون اللعينة، وان يتزوج ويعيش حياة كريمة وطبيعية ككل البشر قبل موتي".