عائشة الكرد أنجبت طفلها في السجن واستشهد في الحرب الأخيرة

سطّرت المسنة عائشة الكرد "53 عاما" قصة نضال حقيقية للمرأة الفلسطينية، بدأت منذ الثمانينات واستمرت حتى يومنا هذا، ولم تنتهى بعد بالسجن داخل سجون الاحتلال الصهيوني والتشرد بعد هدم ثلاثة منازل لاسرتها وابنائها، واستشهاد زوجها ونجلها الذى انجبته داخل السجن.
هى مثال للكثير من الامهات الفلسطينيات اللواتى وقفن جنبا الى جنب مع ازواجهن في قصص النضال والدفاع عن الحق والقضية الفلسطينية، فمنذ خطوبتها وزواجها ما بين عام 1979 و1980، اجتمع شملها سريعا بزوجها محمود ابراهيم الكرد، ليكونوا رفقاء في النضال كما في حياتهم الزوجية.
بعد رحلة الزواج انجبت عائشة  خمسة من الابناء  ابراهيم ومحمد واحمد وسعيد واخرهم ياسر، الذى انجبته داخل سجون الاحتلال الصهيوني وهى مقيدة اليدين وبدون مساعدة طبيبات.
وقد بدأت رحلة النضال والكفاح  بعد استشهاد خليل الوزير ابو جهاد، قامت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقال زوجها محمود  بتاريخ 27/4/1988 بتهمة ربط مجموعات مع الشهيد خليل الوزير، وقد كانت زوجته عائشة ضمن التنظيم المسلح، وتم اعتقالها بعد زوجها مباشرة، حيث كانت حاملا في شهرها السابع بياسر.
وتابعت ما دار معها داخل السجن  " حكموني  بالسجن 15 عاما، ورفض زوجي المثول امام المحكمة الا بعد اسقاط الحكم عنى، فوافقت المحكمة  وحكموا  عليه بالمؤبد Ùˆ40 عاما بعد ضربه لقاضى المحكمة، وأجبروني على الاقامة الجبرية في منزلي لمدة 5 سنوات، كانت المخابرات الصهيونية تنفذ الحكم بمتابعة اسبوعية لمنزلي".
وخلال فترة اقامتها في السجن ومع قرب لحظة  الولادة، حاول جنود الاحتلال الصهيوني  قتل الطفل في بطن امه بعدما اكتشفوا انه ذكر، بتعذيبها على بطنها، وحدوث نزيف متكرر معها، لكن ارادة كانت غالبة، وعلى الرغم من تقييد يديها ØŒ انجبت طفلها ياسر بوزن 5 كيلو ونصف، واسمته ياسر، في حين علق جنود الاحتلال الصهيوني  على تسمية ابنها  بالقول " هذا شارون "ØŒ بعد تسميته على اسم الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ونقل الجنود طفلها الى الحضانة في مستشفى صرفند، وحرمت من مشاهدته الا مرة كل ثلاثة ساعات للرضاعة، ولم تنسى عائشة في تلك الفترة حينما طلبت من الجنود السماح لها بمشاهدة ابنها، الا انهم رفضوا لوجوده بين ما يقارب الف  طفل مولود حديثا داخل الحضانة ولكتابة اسمائهم باللغة العبرية على اجسادهم، وادهشتهم بحنان الام والعاطفة بمعرفة مولودها من بين الف مولود تقريبا.
وقالت "وكلت محامية بالدفاع عنى قبل ولادتي، وانتزعت حكم بالإفراج عنى بكفالة مالية، وقد ولدت ابنى ياسر مع اذان المغرب من يوم الجمعة، واستشهد ابنى ياسر  في الحرب الاخيرة على غزة 2014 بنفس التوقيت ونفس يوم ولادته ".
وقد استشهد زوجها بتاريخ 8/1/2004 بعد اغتياله داخل منزله بقذيفة دبابة كانت تتمركز بالقرب من  منزله الواقع غرب مدينة رفح، فيما استشهد نجلها ياسر بتاريخ 1/8/2014ØŒ وهو ساجد داخل منزله الواقع في المنطقة الشرقية من مدينة رفح وقت اعلان فقدان الجندي الصهيوني  هدار جولدن، حيث ارتقى في ذلك الوقت اكتر من خمسون شهيدا في رفح بقصف عشوائي من الطائرات والدبابات الصهيونية.
وقد ادى نجلها الشهيد ياسر مناسك الحج عام 2013 برفقتها، ودعا على جبل عرفات ان يرزقه الله الشهادة وهو ساجدا، وبحسب روايتها، فقد تم  العثور عليه ساجدا لحظة استشهاده ورافعا لاصبع السبابة  باستهداف منزله واستشهاد اثنين من اصدقائه، تاركا خلفه زوجته واطفاله الثلاثة اكبرهن يتجاوز عمرها الثلاثة سنوات.
وذكر نشات الوحيدى الناطق باسم مفوضية الاسرى والمحررين  عددا من الأطفال الذين ولدوا في السجون الصهيونية من بينهم " نادية ابنة الأسيرة المحررة الشهيدة زكية شموط والتي ولدت في سجن نافيه تريتسيا في 18 فبراير 1972 وياسر ابن الأسيرة المحررة عائشة الكرد وحنين ابنة الأسيرة المحررة أميمة الأغا والتي ولدت في سجن تلموند الصهيوني  للنساء في 4 / 10 / 1993 ويوسف ابن الأسيرة المحررة فاطمة الزق والذي ولد في مستشفي مائير بكفار سابا في 17 / 1 / 2008 وبراء ابن الأسيرة سمر صبيح الذي أنجبته في مستشفي كفار سابا في 30 / 4 / 2006 إلى جانب الطفل وائل ابن الأسيرة المحررة ميرفت طه والذي ولد بسجن التلموند الصهيوني  في 8 / 2 / 2003 ونور ابن الأسيرة المحررة منال عبد الرازق " غانم " الذي ولد في السجون الصهيونية في 10 / 10 / 2003 حيث قامت إدارة مصلحة السجون الصهيونية في حينها بفصل الطفل نور عن أمه بعد بلوغه العامين وكانت الأسيرة منال غانم وهي من سكان مخيم طولكرم قد اعتقلت في 17/ 4/ 2003 وأفرج عنها بتاريخ 8/ 4/ 2007Ù….