والدة الأسير إسماعيل أبو شادوف: أتمنى زيارته والموافقة على علاجه

على أحر من الجمر، تنتظر المواطنة نصرة أبو شادوف، رؤية ابنها الأسير إسماعيل ابراهيم مصطفى محمد أبو شادوف (32 عاماً)، والاطمئنان على وضعه الصحي، بعدما حرمتها سلطات الاحتلال، من رؤيته منذ ثمانية أشهر، كعقاب بذريعة المشاركة في حفر نفق للهرب من السجن، والتي تعتبره والدته "تهمة ملفقة ومفبركة، للاستمرار في عقاب ابنها والانتقام من عائلتها التي لم يتوقف استهدافها منذ سنوات خاصة بعدما نفذ ابنها الشهيد نضال عملية فدائية خلال انتفاضة الأقصى"، وتضيف "رغم الحكم القاس والظالم بحق ابني، اقتادوه قبل عام للتحقيق بتهمة التخطيط للهرب، ورغم انكاره، عزلوه في الزنازين الانفرادية وحرمونا زيارته، ورفضوا علاجه".

المرض والاهمال
ووسط مشاعر الحزن والألم، تواصل الوالدة ورفيق دربها أبو نضال، التنقل بين مؤسسات حقوق الانسان، والمشاركة في الفعاليات التضامنية مع الاسرى، للمطالبة بعلاج اسماعيل الذي تدهورت حالته الصحية منذ اعتقاله، وتقول "لم يكن يعاني من أية امراض قبل اعتقاله، ولكن بسبب ما تعرض له من أساليب تحقيق عسكري وتعذيب لمدة خمسة أشهر في زنازين الجلمة، تدهورت حالته الصحية"، وتضيف "يعاني من تفجر في شرايين يديه وقدميه، ورغم الشكاوي والاحتجاج والمضاعفات الخطيرة، ترفض إدارة السجون نقله للمشفى وعرضه على أطباء مختصين، وانهارت حالته اكثر خلال العزل، وما زالت مؤسسات حقوق الانسان تهمل صرخاتنا، فإلى متى تبقى حياة ابني معرضة للخطر؟".

الأسير في سطور
في منزلها في بلدة برقين قضاء جنين، انهمرت دموع المواطنة الستينية نصرة أبو شادوف، وهي تتحدث عن أسيرها الثاني
في عائلتها المكونة من أربعة أنفار، والذي دخل مؤخرا عامه الثاني عشر خلف القضبان، وتقول "من شدة الحزن والبكاء على أوضاعه، والخطر الذي يهدد حياته، أصبحت وزوجي نعاني من عدة أمراض، لم نعد قادرين على احتمالات الصدمات والعجز عن إنقاذ حياة ابني الذي اعتبره من خيرة الشباب والأبطال الذين ضحوا بحياتهم ومستقبلهم من أجل وطنهم"، ويضيف زوجها السبعيني أبو نضال "طوال حياتي زرعت لدى أبنائي حب الوطن والنضال من أجل تحرير أرضنا والعودة لموطن الآباء والأجداد، فعائلتي لاجئة تنحدر من قرية سولم من العفولة، وعندما حلت النكبة كنت بعمر أربع سنوات، وعشت كل آثارها ومآسيها"، ويكمل "من أجل العودة ضحى أبنائي، ولن يضيع هذا الحق حتى لو استمرت المعركة جيلا بعد جيل".
وعن ابنه الأسير، يقول أبو شادوف "درس حتى الصف العاشر، وخلال تعليمه، كان يشارك في المسيرات والفعاليات، كبر وهو يحمل روح الحب للوطن والاستعداد للتضحية، وعندما اندلعت انتفاضة الاقصى، لم يتأخر عن تأدية واجبه"، ويضيف "تخرج ابني من معهد قلنديا بشهادة الدبلوم، وعمل في مهنة تجليس ودهان سيارات حتى أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين بعدما داهمت قوات الاحتلال منزلنا". قبل ذلك، كانت قوات الاحتلال، عاقبت عائلة أبو شادوف بهدم منزلها عام 2000، بعدما قام ابنها نضال بتنفيذ عملية فدائية في منطقة بين يامينا، وتقول والدته "استشهد نضال، وسارع الاحتلال للانتقام منا وتشريدنا، وبعد استشهدت شقيقتي سميرة الزبيدي وابنها طه، وابن اختي الثانية زياد العامر استشهدوا جميعا خلال معركة مخيم جنين".

مطاردة واعتقال
رفض اسماعيل تسليم نفسه، واستمر الاحتلال بنصب الكمائن له، حتى اعتقل في عملية خاصة في 04/01/2004م؛ ويقول والده "تذوقنا كل صنوف المعاناة خلال ملاحقته، مداهمات وضغوط وتهديد بتصفيته، وفور اعتقاله، اقتادوه لأقبية التعذيب لتتحول حياته لمآس ومرض ما زال يدفع ثمنه حتى اليوم"، وتكمل "بعد 5 شهور من العزل ومنع الزيارات، والتحقيق الوحشي حوكم ابني بالسجن الفعلي 28 عاما، وطوال السنوات الماضية، استمر الاحتلال بعقابه، وكانت المرحلة الأصعب عزله بتهمة حفر النفق، وأمنيتي أن يفك الله أسره وكل أسير، وأن يعود الأسرى إلى ديارهم لأن السجن قتل للنفس وللصحة والروح وتدمير للعمر".

صور أخرى
قبل العزل، ورغم الحكم، شارك اسماعيل في معارك الحركة الأسيرة، وتحدى الاحتلال بمواصلة دراسته، فحصل على الثانوية العامة بنجاح، وبعدما انتسب للجامعة العبرية، صدر قانون شاليط الذي حرمه وباقي الأسرى من مواصلة تعليمهم، ويقول والده "ابني بطل وأقوى من الاحتلال وسجونه، ورغم اعتزازنا بمواقفه وشجاعته، لكن ألمنا لا تصفه كلمات بسبب غيابه ومرضه، نحن محطمون مادام ابننا أسير، فكيف نفرح أو ناكل أو نلبس بهناء وفرح وهو يتألم ويرفضون علاجه؟، لا يوجد فرح مادام ابننا خلف تلك القضبان اللعينة"، وأضاف "فرحنا الأول والأخير بالإفراج عن اسماعيل الذي تتدهور صحته بشكل مستمر، ونطالب كافة المؤسسات الحقوقية والمسؤولين المهتمين عن الاسرى بطرح قضيتهم عبر المفاوضات وجعلها من الأولويات، لأن حرية الوطن تبدأ بخلاصهم من السجون".