زوجة الشيخ عدنان تروي تفاصيل يومه الرمضاني: يتقرب لله بإعداد السحور والفطور

"أجود ما يكون الشيخ يكون في رمضان، حيث لا نراه إلا صوام، قوام، عابد، زاهد، مُحب، مُطْعِم، ملتزم بالفروض والسنن الرمضانية .." بهذه الكلمات بدأت أم عبد الرحمن بسرد تفاصيل اليوم الرمضاني لزوجها الأسير المجاهد الشيخ خضر عدنان.

اليوم الرمضاني بالنسبة للشيخ عدنان مميز من جميع النواحي، حيث يحرص أبو عبد الرحمن أن يكون متوازنا تمام التوازن بين عمله وأداء الفروض الرمضانية والسنن النبوية، والحرص على زيارة عوائل الشهداء والأسرى، ومتوازن من ناحية المرح مع أطفاله بعد صلاة التراويح، وتمضية وقت السمر إلى جانبهم.
يبدأ يوم الشيخ خضر عدنان الرمضاني في وقت السحر لقيام الليل، وطلب المغفرة من الله عزوجل، والتضرع لله بالأدعية التي يخصُ بها القريب والبعيد، بعد ذلك ينطلق إلى مطبخه ليبدأ بإعداد السحور، حيث أن "الشيخ ماهر في صناعة الأطباق الشعبية والرمضانية، ويحب المساعدة في إعداد الطعام ويعتبرها قربة لله عزوجل".
يُحَضِرُ الشيخ السحور -مما قسم الله لتلك العائلة المجاهدة-، بعد عملية الإعداد، ينطلق هو وأم عبد الرحمن لإيقاظ عائلته والمكونة من الأب وألام وأولاده الذين يحرص تمام الحرص على تدريبهم على الصيام والصلاة.
تقول أم عبد الرحمن :"قبل آذان الفجر ينطلق الشيخ خضر إلى المسجد الشرقي، لقراءة القران وصلاة الفجر في جماعة".
وتوضحُ ان الشيخ يستكمل قراءة القران في المنزل وبعدها ينطلق نحو عمله في المخبز، ولا يلهيه عمله وإن كان عبادة أن يلهجُ بالذكر والتسبيح والتحميد والتهليل.
بعد صلاة العصر يعود أبو عبد الرحمن إلى المنزل، مصطحباً معه ما قسم الله له من أطعمة ومشروبات، ويبدأ في مشاركة زوجته بإعداد الفطور "الشيخ ذَواق من الطراز الأول حيث يتفنن في إعداد مائدة الإفطار، ويجب ان تحوي أصنافا متعددة ذات فوائد صحية عديدة".
وتضيف زوجته "الشيخ يحرص أن يأكل على مائدته أشخاص كُثُر، فهو يحب الجمعة الطيبة فينادي على شقيقه وكل من في البيت ليأكل معهم (..) وغالباً ما يقيم العزائم والولائم للفقراء والمحتاجين والأصحاب والأهل".
وللشيخ عدنان أطباق عدة محببة لنفسه حيث "يفضل من اللحوم الدجاج، ومن المعجنات البيتزا، والشوربات، والحلويات البيتية".
وعند الفطور يُذَكِرُ الشيخ من يلتف حول المائدة بأذكار الإفطار والدعاء، بعد ذلك يساعد في رفع الأطباق، وبعدها تذهب كل العائلة إلى جانبه لأداء صلاة العشاء والتراويح.
ويخصصُ الشيخ وقت ما بعد التراويح حتى منتصف الليل لزيارة عوائل الشهداء والجرحى والأسرى وصلة رحمه.
تقول زوجته :"لا ندري كيف سنستقبل شهر رمضان بدون الشيخ خضر، حيث أن لشهر رمضان مذاق وطعم آخر مع الشيخ"، مضيفة :"قلبي يكاد ينفطر على الشيخ خضر والجميع يبدأ بإحضار أفضل ما لديه من الأطعمة في رمضان، وهو مضرب عن الطعام".
وتتابع :"أطفالي اشتاقوا لوالدهم، وفي كل مرة يسألونني متى سيخرج أبي هل سيحضر معنا رمضان والعيد؟! لماذا أبي يضرب عن الطعام؟!".
وللشيخ خضر عدنان من الابناء (أبو عبد الرحمن) لديه من الأطفال، معالي (7 سنوات)، وبيسان (4 سنوات)، وعبد الرحمن (3 سنوات)، والتوائم الثلاث علي، وحمزة، ومحمد (عام ونصف).
وبالرغم من الألم ومرارة الفرقة التي تعيشها أم عبد الرحمن بغياب زوجها إلا أنها تحتسب ذلك عند الله تعالى.
واصل الشيخ خضر عدنان لليوم الـ 41 على التوالي الإضراب المفتوح عن الطعام داخل سجون الاحتلال الصهيوني احتجاجاً على اعتقاله الإداري.
وقد حذرت مؤسسة مهجة القدس من خطورة الوضع الصحي للأسير عدنان؛ محملة سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياته؛ مطالبة مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية والجمعيات التي تعنى بشئون الأسرى؛ وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل الاستجابة لمطالب الشيخ عدنان في الحرية والكرامة الإنسانية وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه.

جدير بالذكر أن الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة قضاء جنين ولد بتاريخ 24/03/1978؛ وهو متزوج وأب لستة أطفال؛ واعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 08/07/2014م؛ وحولته للاعتقال الإداري؛ ويعد هذا اعتقاله العاشر؛ ويعتبر عدنان أول من بدأ معركة الأمعاء الخاوية ضد سياسة الاعتقال الإداري أفضت إلى الإفراج عنه في 17 نيسان عام 2012م؛ وقد خاض اضرابا تحذيريا عن الطعام لمدة أسبوع عند تجديد اعتقاله الإداري للمرة الثانية في يناير الماضي؛ وأعلن صراحة أنه سيدخل إضرابا مفتوحا عن الطعام في حال تم تجديد اعتقاله للمرة الثالثة؛ وهذا ما تم فعلاً بتاريخ 05/05/2015؛ إذ أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي.

(المصدر: فلسطين اليوم)