المرأة التي أمضت أكثر سنوات اعتقال في السجون منذ بداية الاحتلال

«Ø£Ù… الأسيرات» لينا جربوني

أفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الاسرى والمحررين، بأن الاسيرة لينا جربوني من سكان عرابة البطوف المحكومة بالسجن "17" سنة منذ تاريخ 18 / 4/ 2001، تعتبر اكثر الأسيرات اللواتي أمضين فترات اعتقال داخل سجون الاحتلال منذ عام 1967.
واصبحت لينا احمد صالح جربوني من مواليد العام 1974، ترمز الى "أم الأسيرات" والتي تعتني بشؤونهن من كافة النواحي.
وتمثل جربوني، الاسيرات ومطالبهن امام إدارة السجون، وهي تحظى بحب واجماع كل الاسيرات الفلسطينيات لما تتحلى به من قدرات وتجربة اعتقالية واسعة.
وتعتبر عائلة الأسيرة جربوني من العوائل الفلسطينية التي كان لها دور تاريخي في النضال ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الاسرائيلي، فالحاج على جدّ الاسيرة لينا كان احد الثوار الذين قاوموا البريطانيين قبل نكبة 1948 وصدر بحقه حكم بالإعدام غيابيا، كما ان والدها اعتقل لمدة 8 سنوات في السجون الاسرائيلية في نهاية السبعينيات، فيما خالها عمر الجربوني استشهد خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 1982.
وتعرضت لينا عند اعتقالها، لتحقيق قاس في معتقل الجلمة ولأشكال متنوعة من التعذيب النفسي والجسدي والعزل في الزنازين، وجرى اعتقال شقيقها كوسيلة ضغط عليها خلال التحقيق.
وقد مر على لينا جربوني خلال تواجدها في الأسر منذ عام 2001، ما يقارب 3000 أسيرة فلسطينية، وأعطت اهتماما خاصا بالأسيرات القاصرات والاسيرات الامهات كبيرات السن والمريضات، وخاضت مواجهات مع إدارة السجن من اجل تحسين شروط الحياة للأسيرات والتعامل معهن بكرامة واحترام.
وحافظت جربوني من خلال موقعها بالسجن، على الوحدة الجماعية للأسيرات وجسدت الوحدة الوطنية بينهن، وهذا ما جعل منها قائدة وطنية بامتياز، اذ حولت السجن الى مدرسة للتربية والتعليم للأسيرات الوافدات.
وقال تقرير الهيئة: "لقد رفضت سلطات الاحتلال الافراج عن الاسيرة لينا جربوني سواء في المفاوضات او في صفقات التبادل بادعاء انها تشكل خطرا على امن اسرائيل، وحاولت السلطات المصرية الافراج عنها بعد ان استثنيت من صفقة تبادل شاليط، ولكن هذه الجهود باءت بالفشل.
لينا جربوني اصبحت عنوانا للمرأة الفلسطينية المناضلة، وعنوانا لمواجهة ظروف السجن القاسية، وذلك من خلال الاضرابات عن الطعام ومشاركة الاسرى «Ø£Ù… الأسيرات» لينا جربوني المرأة التي أمضت أكثر سنوات اعتقال في السجون منذ بداية الاحتلال في كافة الخطوات النضالية التي خاضوها خلال السنوات السابقة.
واستطاعت لينا جربوني ان تفرض على إدارة السجون فصل الاسيرات الامنيات عن الجنائيات، ورفضت سياسة التمييز بين اسيرات من الداخل الفلسطيني والاسيرات من الضفة وغزة والقدس، رافضة كل مخططات سلخ وفصل الفلسطينيين من الداخل عن جذورهم وانتمائهم الفلسطيني.
وتعشق لينا جربوني القراءة والمطالعة واقتناء الكتب، ويوجد داخل السجن مكتبة زاخرة بالكتب في مختلف المجالات الأدبية والفكرية والسياسية وتملك حسا ادبيا مرهفا وقدرة بلاغية رائعة حسب ما وصفته الاسيرات.
وتعاني لينا جربوني من تورم واوجاع في القدمين اصيبت بها خلال سنوات الاعتقال، وكانت قد اجريت لها عملية للمرارة، ولا زالت تشكو من آلام بالرأس والقدمين.
يذكر ان الاسرى الذين يقضون اكثر سنوات اعتقالهم من الداخل الفلسطيني، ويطلق عليهم (عمداء الأسرى) وهم: كريم يونس وماهر يونس ولينا جربوني.