قصيدة قمر الثائرين مهداة لروح الشهيد البطل مهند حلبي

قمر الثائرين

إهداء إلى الشهيد البطل مهند شفيق الحلبي

جهاد عبدالله

يا مهندُ!

يا قمرَ الثائرينَ

تحملك القدسُ في عيونها

بشارةً بالنهار

ويرفعُكَ الأقصى على أسواره

رايةَ عزٍ

وعلَمَ انتصارْ

***

يا مهندُ!

يا أجملَ العاشقينَ

في جنةِ الفردوسِ

تزُفّك الحورُ العينُ

يُلْبِسْنَكَ الآن تاجَ الفخار

ويتلو «Ø¶ÙŠØ§Ø¡» بعُرسكَ (*)

آيةَ النصرِ،

حكايةَ المجدِ،

بسيفِكَ البتَّار

***

يا مهندُ!

يا شمسَ فلسطين

يا فارساً من جيشِ صلاح الدين

عشتَ دهراً كامناً بيننا

يفوحُ من أنفاسِكَ

عطرُ حطينَ

وأنت تستصرخُ للقدسِ

تحفرُ كالنهرِ في الصخرِ

مجرى الشهادةِ والنصرِ للسالكين

***

يا مهندُ!

يا أميرَ الفاتحين

طأطأ الرأسَ الغزاةُ

حين صرعتَ الوحوشَ

وطاولت أنجمَ السماءِ

رؤوسُ أهلِك،

هاماتُ شعبِك

كلُّ حرٍ في بقاعِ الأرضِ

شدّهُ في نشرةِ الأخبارِ فعلُك

كلُّ طفلٍ في رحابِ القدسِ

يحفرُ اسمكَ الآنَ

وشماً على ساعديْهِ

ويحملُ طيفكَ

حجراً في قبضتيه

ويعلنُ:

إنها ليست موجةً عابرهْ

إنها انتفاضةُ شعبٍ

يسوءُ وجوهَ الغزاةِ

بليلة ماطرهْ

ليهطُلَ وعدُ الكرامة في القدسِ..

وعدُ الآخرهْ.

***

يا مهندُ!

يا قاهرَ الموتِ بمسكِ الشهادةِ

يا هازمَ المستحيلِ

ويا شارةَ النصرِ في كل جيل..

أبصرُ وجهَ ضياءَ

وكلَّ جبالِ بلاديَ

في بريقِ عينيكَ

وفي جسمكَ النحيل

وأسمعُ صوتَ الحرائرِ

في رباطِ الروحِ عند البراقِ

من هتاف "لبيك ..."

يَقطفْنَ بالزغاريدِ من دمك

وردةً لإخوتِكَ

قُبلةً لجدتِكَ

وجمرةً من دمعِ والديْكَ

تزرعُ الأرضَ وعوداً وبشائرْ

لطفلتكَ السبيةِ هذي فلسطين (**)

توقظ أخوتَها النائمين

ويصحو لصرخةِ مسجدِها

كلُّ حرٍ وثائرْ.

***

يا مهندُ!

أيها الحلبيُّ الأبيُّ

كتبتَ للقدسِ، أغلى المدائن

أحلى وصيهْ.

على وقعها تنفجرُ الأرضُ بالغضبْ

وتشرق فينا أغانيْ اللهبْ

ولا ضيْرَ بالأقصى

إذا خذلته جيوشُ العربْ!

فها أنت في موكبِ الفاتحين

يلمعُ سيفُكَ نبراساً

وعيناكَ تغدو الشهابْ

إليها تحث الخطى

أسودُ الفداءِ،

جموعُ الشبابْ.

________________________

(*) الشهيد ضياء تلاحمة رفيق الشهيد مهند

(**) إشارة إلى قصة قصيرة كتبها الشهيد على صفحته بالفيسبوك.