عملية الخضيرة الاستشهادية النوعية حطمت المنظومة الأمنية للاحتلال

حطمت عملية الخضيرة الاستشهادية والتي نفذها مجاهدان من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، كل الإجراءات الأمنية الصهيونية المشددة ونسفت جدرانهم وحصونهم الواهية التي ظنوها مانعتهم من الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب، فإذا بجدرانهم وأسوارهم الفاصلة تنهار وتتهاوى.
إن أصحاب الحق والعقيدة وان كانوا ضعفاء، قادرون على أن يدموا قلوب الظالمين المتغطرسين، الذين يعتقدون أن بطشهم وتفوقهم العسكري، يمكن أن يضيع لهم الرقاب، وان يحقق لهم الأمن والرخاء فإن كانوا يعتقدون ذلك فهم واهمون.
إنه هم كبير على الصهاينة الجبناء وأعوانهم الأمريكان إنه هم على كل الظلمة والمتغطرسين، لقد بدأت الأيام تكشف لهم حجم الكارثة التي سيجرها عليهم ظلمهم وغطرستهم واستخفافهم بحياة وبحق الفلسطينيين، فليحشد نتنياهو كل الرأي العالمي فليحشد ما شاء من عدة وعتاد ، وليحاصر غزة كيف يشاء، وليقتل من مجاهدينا وأبناء شعبنا وليبطش بهم كما يحلو له، وليجند جيشه قدر ما استطاع، فوالله لن ينفعه ذلك شيئاً ما دام في الشعب الفلسطيني حفنة مقاومين متشبثين بحقهم وأرضهم، فكيف إذا كانت المقاومة خيار الشعب الفلسطيني كله وخيار حركاته المقاومة الفعالة على الساحة الفلسطينية.

العدو الصهيوني والعملية
إن العملية التي نفذها مجاهدان من "سرايا القدس" - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تركت العدو وأجهزة أمنه في حيرة حتى يومنا هذا، وما زال العدو يتسائل كيف يمكنه تحقيق الأمن للصهاينة، فقد نشرت العملية في حينها الرعب في صفوف الصهاينة بقوتها ودقتها ونجاحها بعد أن حاول قادة جيش الاحتلال ورئيس الوزراء الصهيوني السابق شارون ووزير حربه بنيامين بن اليعازر تسويق فكرة تقول أن الجيش الصهيوني وأجهزة الأمن تمكنا من كسر نواة المقاومة الفلسطينية، وأحبطا العمليات الاستشهادية في قلب الكيان، حيث شعر الصهاينة حينها بشكل عام بنوع من الارتياح والأمان، وقد حاولوا تسويق هذه الفكرة بعمليات الاعتقال المتواصلة بحق المواطنين بالضفة المحتلة ويزعمون وقتها أنهم أحبطوا عمليات فدائية داخل كيانهم الغاصب.
لكن جاء تنفيذ هذه العملية لتعيد من جديد الزلزلة إلي الكيان الصهيوني ومن يعيش فيه، وقد أعادت أيضا إلي الأذهان عملية مجدو الاستشهادية التي نفها (حمزة سمودي) احد مجاهدي سرايا القدس حيث قام بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من باص ينقل عدد كبير من الجنود والعسكريين الصهاينة مما أدي إلي مقتل 18 جندي صهيوني وإصابة العشرات والتي جاءت بذات النتائج تقريباً لتثبت أن المقاومة الفلسطينية، وخصوصاً "سرايا القدس" تمتلك القدرة في توجيه الضربات للعدو.

تفاصيل العملية
في حوالي الساعة الرابعة والثلث من بعد ظهر يوم الاثنين بتاريخ 12 -10-2002حسب التوقيت المحلي، سيارة مفخخة كانت تسير إلى جانب حافلة من حافلات شركة أيجد الصهيونية، التي كانت في طريقها من كريات شمونة وتل أبيب. وعند بلوغ الحافلة بلدة برديس حنا بين العفولة والخضيرة القريبة من مفترق الكركور الواقع بين مستعمرتي العفولة والخضيرة المتاخمتين للخط الأخضر شمال الضفة الغربية، والذي يوجد قربه معسكر للجيش الصهيوني، التصقت السيارة، المفخخة بحوالي 100 كيلوغرام من المتفجرات، بالحافلة قبل تفجيرها. وأصيب في الانفجار علاوة على الحافلة التي تفحمت بالكامل، عدد من السيارات التي كانت موجودة لحظة الانفجار، الأمر الذي زاد من عدد القتلى والجرحى، حيث اعترف العدو الصهيوني بمقتل 16 صهيونياً معظمهم من الجنود والعسكريين وأصيب على الأقل حوالي 59 آخرين حالة احدهم حرجة و5 خطيرة.

شهود عيان يتحدثون
قالت الشرطة الصهيونية إن النيران التي التهمت الحافلة حالت دون اقتراب رجال الشرطة والإنقاذ منها. وأبلغ شاهد عيان الإذاعة الصهيونية «ÙƒÙ†Øª على بعد 60 مترا من الحافلة، سمعت انفجارا مدويا. لقد دمرت الحافلة بالكامل، لقد رأيتها وهي تحترق». وقال شاهد آخر «ÙƒÙ†Øª أقود سيارتي أمام الحافلة عندما سمعت الانفجار وشاهدت النيران وهي تشتعل فيها. لقد شعر السائقون في الشارع بالهلع لكنهم واصلوا السير». وأفادت شاهدة عيان كانت في معسكر قريب من مكان الحادث «ÙˆÙ‚ع انفجار كبير هز أركان المعسكر ورأيت الدخان يتصاعد وسمعت صفارات سيارات الإسعاف والشرطة».

تخطيط وتجهيز وتنفيذ
إن دقة الرصد الذي قاد إلي هدف عسكري وتحديد الباص من دون غيرهم يدلل على أن المجاهدين خططوا لتنفيذ العملية بشكل جيد ونوعي، كذلك الجانب التقني أوضحت العملية بما لا يدع مجالاً للشك قوة الخبرة في تصنيع العبوات الناسفة التي ظن الصهاينة أنها ذهبت تحت الأرض وبين جدران السجون، كما وان إخفاء الأسماء من قبل الصهاينة يدلل على أن من بين القتلى ضباط كبار وذلك مما شوهد على شاشات التلفزيون حيث احدث الانفجار انعدام الوجود للباص بسبب قوة الانفجار والحريق الذي سببه ولعدد السيارات المحيطة به كما أظهرت الصور.
خرج الاستشهاديان محمد حسنين (19 عاما) وأشرف الأسمر (18عاما) في ساعات الصباح المبكرة من يوم الاثنين بتاريخ 21-10-2002من جنين حيث في ساعات الظهر تمكنا بسيارتهم المحملة بكميات كبيرة من المتفجرات والوقود من الالتصاق بالحافلة وتفجيرها فحولاها إلي ركام بحيث تطايرت أشلاء الصهاينة مسافات بعيدة.

(المصدر: موقع سرايا القدس، 21/10/2011)