مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد Ùخري الدØدوØ: بطل عملية الطعن بتل الربيع المØتلة
بوركت الطهارة... بوركت الشهادة التي تطهرنا من رجس هذا الزمان.. بورك شهيدنا Ùخري الذي قال (لا) Øتى آخر قطرة دم، ÙØ£ØµØ¨Ø Ø¹Ø¸ÙŠÙ…Ø§Ù‹ ÙÙŠ زمن قال Ùيه المنهزمون (نعم) Ùأمسوا صغاراً تدوسهم طعنات الشامخين الأبرار ليختÙوا بين Øبات التراب المشبع بدماء الشهداء.. بوركت اللØظة التي تقدم Ùيها بكل ما يملك من عشق لهذا الوطن ليداÙع عن Øلمه ÙˆØلم الÙقراء.. ها هو شهيدنا يتقدم بسكينه وسيÙÙ‡ ولا يملك غيرهما من Øطام الدنيا الزائل ويداه مملوءتان بإرادة من Øديد ونÙس تØمل بين طياتها Ù„Øظة اقتراب العيد وتأبى العيش تØت سياط الطغاة المستكبرين، لقد ولج سيÙÙ‡ المغموس ÙÙŠ دماء صهيون ليقطع خيوط الشمس الملتهبة ويوزع نسماته على Øياة الكادØين Øتى ÙŠÙ…Ø³Ø Ø¹Ù†Ù‡Ù… تعب السنين.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد "Ùخري عطية الدØدوØ" ÙÙŠ ØÙŠ الزيتونة بمدينة غزة هاشم بتاريخ 20/10/1968.. هذا الØÙŠ الذي قدم العشرات من الجرØÙ‰ والشهداء الأبرار من أبناء هذا الشعب العظيم، وهب وكأنه الأمل القادم ليقول للعالم أجمع: لا لن نهون أو نستسلم Øتى تلقى الله وهو عنا راض.. تÙتØت عيناه على جنود الاØتلال وهم يقتØمون الزمن العربي بكل علو وإÙساد.. ولد ليشهد رÙع الرايات العربية البيضاء ÙÙŠ ساØات المعارك الخاوية إلا من بقايا الØنين.. ولد لتتعالى مع صرخاته أولى بشائر النصر القادم من بين صÙو٠الÙقراء ولتعلن صرخاته أن الأمل لا يمكن أن يموت.
نشأ شهيدنا ÙÙŠ بيت Ù…ØاÙظ متدين والده يعمل ÙÙŠ الزراعة ويعول أسرة تتكون من أربعة أبناء وبنتين كان شهيدنا أصغرهم.
أكمل شهيدنا تعليمه الابتدائي ثم الإعدادي ÙÙŠ مدرسة الهاشمية بمدينة غزة ولكن ظرو٠الØياة لم تساعده على إكمال تعليمه ÙتÙرغ لمساعدة والده.
تزوج شهيدنا Ùخري ÙÙŠ العام 1986Ù… وأنجب ثلاثة أبناء "Ùادي ومنصور ومسعود وأمنية الابنة الرابعة كانت أصغر أبناءه 35 يوماً"ØŒ ولكن هذا كله لم يثنه عن واجبه المقدس ÙÙŠ الدÙاع عن الإسلام ÙˆÙلسطين.
صÙاته
تربى شهيدنا ÙÙŠ Ø£Øضان مسجد ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† بØÙŠ الزيتون.. هذا المسجد الذي خرج الأبطال والشهداء، والكثير من أبناء هذا المسجد ما زالوا يقبعون ÙÙŠ سجون الاØتلال.. لقد كان للمسجد الأثر الكبير على شخصية شهيدنا Øيث كان يتمتع بالأخلاق الÙاضلة والصÙات الØميدة وكان ÙŠØبه الجميع ودائم المساعدة للجيران والمعارÙ.. كان يوزع البسمة على كل من يلقاه.. ويصÙÙ‡ والده بزهرة البيت وريØانته.
مشواره الجهادي
مع بداية الانتÙاضة المباركة ÙÙŠ العام 1987 بدأت رØلة شهيدنا البطل ÙÙŠ مقارعة قوات الاØتلال Øيث كان يصول ويجول ويظهر ÙÙŠ كل مكان يتم Ùيه مواجهة مع الاØتلال وغالباً ما يكون ÙÙŠ المقدمة ليلهب Øماس إخوانه ويØثهم على رجم الصهاينة بالØجارة المقدسة التي كانت تنطق ÙÙŠ يديه: هذا يهودي خلÙÙŠ تعال Ùاقتله.
هذا النشاط الدائم لشهيدنا وتلك الهمة التي لا تÙتر ولا تلين جعلته عرضة للاعتقال من قبل المخابرات الصهيونية Øيث اعتقلته عدة مرات ÙˆØاولت بشتى الطرق وشتى أنواع التعذيب انتزاع اعترا٠منه بنشاطه وانتمائه Ù„Øركة الجهاد الإسلامي إلا أنه كان يقهرهم بصموده وعناده وإصراره على عدم الرضوخ لهم Ùلا يجد Ø£Ùراد المخابرات الصهيونية بداً من تØويله إلى الاعتقال الإداري مرة تلو الأخرى ليصل مجموع الاعتقال إلى ست مرات منها أربع مرات اعتقال إداري والباقي Ùترة تØقيق ثم يخرج أكثر صلابة وأكثر صموداً من ذي قبل.
ÙˆØين أدركت قوات الاØتلال أن الاعتقال لن يجدي معه ولن ÙŠÙت من عضده سØبت منه بطاقة الهوية وأعطته بطاقة خضراء خاصة Øتى لا يستطيع الخروج من قطاع غزة. وكانت هذه البطاقة تعطي للنشطاء والسياسيين والعسكريين الذين يمثلون خطراً على قوات الاØتلال الصهيونية وكان من ÙŠØمل هذه البطاقة يبقى عرضة للأذى والضرب والسجن والتكسير أينما وجد، وكان بالÙعل قد تعرض للضرب والتكسير عدة مرات Øيث أوقÙوه مرة ÙÙŠ مخيم النصيرات وهو يشارك بالمظاهرات والأØداث وانهالوا عليه ضرباً. وقد تم اعتقاله لمدة 18 يوماً ÙÙŠ سجن أنصار بغزة.
الشهادة
ÙÙŠ أعقاب قيام الكيان الصهيوني بإبعاد 400 من أعضاء Øركتي الجهاد الإسلامي ÙˆØماس إلى مرج الزهور ÙÙŠ جنوب لبنان عام 1993. قرر شهيدنا أن يرد على قرار الØكومة الصهيونية بطريقته الخاصة وبتاريخ 15/1/1993 المواÙÙ‚ يوم الجمعة Øمل شهيدنا البطل سكيناً وسيÙاً وإيماناً لا يتزعزع وثورة ÙÙŠ داخله وغضب كالبركان واتجه إلى الأرض المØتلة عام 48 وعند معبر (بيت Øانوت) إيرز كان شهيدنا يقرأ القرآن ويرتل من سورة يس ﴿وَجَعَلْنَا Ù…Ùنْ بَيْن٠أَيْدÙيهÙمْ سَدًّا ÙˆÙŽÙ…Ùنْ خَلْÙÙÙ‡Ùمْ سَدًّا ÙَأَغْشَيْنَاهÙمْ ÙÙŽÙ‡Ùمْ لاَ ÙŠÙبْصÙرÙونَ﴾ صدق الله العظيم وصدقه المولى عز وجل كان جنود الاØتلال ÙŠÙتشون السيارة تلو السيارة تÙتيشاً دقيقاً ويعيدون بعض الشباب Øتى من ÙŠØملون Ø§Ù„ØªØµØ§Ø±ÙŠØ Øتى وصل الدور للسيارة التي تقل شهيدنا البطل الذي ÙŠØمل معه الهوية الخضراء والسكين والسيÙØŒ Øيث أشار لها الجندي الصهيوني أن تمضي ولم ينظر Øتى لمن بداخلها.. علم شهيدنا أن الله معه ويØÙظه وأن الملائكة تØيط به Ùاستبشر خيراً وظل يرتل الآيات القرآنية ويردد Ùˆ(عجلت إليك ربي لترضى).
وتتواصل الرØلة وتمضي السيارة مسرعة باتجاه (تل الربيع) تل أبيب وشهيدنا يتعجل السائق ويØثه إلى الوصول بسرعة إلى وسط تل أبيب لتØضنه وتتنسم دمه الطاهر.
نزل شهيدنا من السيارة مسرعاً واستل سكينه وسيÙÙ‡ وكبر عدة تكبيرات وامتزجت قوة ساعده بقوة إيمانه، Ùزلزلت أركان تل أبيب وسيÙÙ‡ وسكينه لا يتوقÙان عن طعن كل من وصل إليه من اليهود، الكل يهرب من أمامه لقد قذ٠الله ÙÙŠ قلوبهم الرعب وهم ÙŠØملون الرشاشات والبنادق Ùلم يرهبه ذلك ولم يجعله يتراجع أو يهرب بل واصل Øتى اØتضتنه أرض Ùلسطين وغسلت تل أبيب عارها بدمه، وابتسمت هذه الأرض التي اغتصبت ÙÙŠ وجهه، Ùيما خيم الوجوم والخو٠والهلع على الصهاينة وليعتر٠راديو العدو بـ4 من القتلى ÙˆØ¬Ø±Ø Ø£ÙƒØ«Ø± من عشرة آخرين، وأعلن أن الذي Ù†ÙØ° العملية من غزة وهو "Ùخري الدØدوØ" ابن Øركة الجهاد الإسلامي، وكان Ùخري قد استشهد بعد أن أطلق عليه رجال الأمن الصهيوني عشرات الرصاصات Øتى توق٠ثورته وتخمد بركانه، ولكن أنى لهم ذلك Ùها هو يزرع الإيمان والجهاد والثورة ÙÙŠ صدور إخوانه من بعده ليواصلوا المسيرة Øتى النصر أو الشهادة. وهكذا انطلقت Ø±ÙˆØ Ø´Ù‡ÙŠØ¯Ù†Ø§ لترتقي إلى العلا وتستقر ÙÙŠ Øواصل طير خضر معلقة ÙÙŠ عرش الرØمٰن ترد Ø£Øواض الجنة ÙرØØ© بما أتاها الله من Ùضله.. وهكذا كانت البداية.. Øيث كانت شهادته ÙاتØØ© الطريق لإخوانه من أبناء الجهاد الإسلامي ÙÙŠ تناغم مميز مكونين ما عر٠"بثورة السكاكين".. ليتواصل من بعده إخوانه الذين تØرروا اليوم بÙضل الله تعالى "إياد العرعير".. Ùˆ"زياد سلمي".. Ùˆ"علي الدØبور" وخالد الجعيدي".. Ùˆ"امتياز مرتجى" ليكونوا جميعاً أنشودة النصر القادم بإذن الله تعالى.
(المصدر: سرايا القدس، 15/1/2013)