الأسير حلاحلة: الاحتلال رفض علاجه وجدد اعتقاله الإداري للمرة الرابعة

بعدما خاض معركة الأمعاء الخاوية على مدار 78 يوماً، وانتزع بصموده حريته من الاعتقال الإداري، لم تدم حريته واجتماع شمله مع زوجته وطفليه سوى فترة قصيرة جداً، حتى تعرض الأسير ثائر عزيز محمود حلاحلة (35 عاماً)، لعقاب مضاعف من الاحتلال الإسرائيلي، بزجه خلف القضبان بذريعة الملف السري وتجديد اعتقاله الإداري الجديد للمرة الرابعة على التوالي، وبإهمال ورفض علاجه رغم تدهور حالته الصحية جراء معاناته من عدة أمراض، أخطرها فيروس "الكبد الوبائي"، الذي أصيب به في سجون الاحتلال.

في منزل عائلته، في بلدة "خاراس" بمحافظة الخليل، تعبر الزوجة الصابرة شيرين حلاحلة "أم خطاب" عن سخطها وغضبها، بعدما سلمت المخابرات الإسرائيلية رفيق دربها القابع في سجن "النقب الصحراوي"، قراراً بتجديد اعتقاله لمدة أربعة شهور، بذريعة أنه يشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي.

وتقول: "منذ انتزاعه من بين طفليه، لم تصدر بحق ثائر أية لائحة اتهام، وهو يدفع ثمن فاتورة العقاب والانتقام"، وتضيف: "ما يتعرض له زوجي ظلم وانتهاك صارخ للقوانين، فهو يكرس حياته لعائلته التي حرم منها طويلاً، وهو ممنوع من دخول إسرائيل، فأي خطر يشكله على الاحتلال؟".

في بلدة خاراس، ولد ثائر لأسرة مناضلة في تاريخ 19/03/1979م، ومنذ صغره وخلال مراحل دراسته، تميز بالوعي والثقافة وروح الإنتماء لشعبه وقضيته، فشارك بفعاليات الانتفاضة الأولى، وأكمل تعليمه حتى الثانوية العامة.

وتقول أم خطاب: "مع انطلاق انتفاضة الأقصى، لم يتوقف الاحتلال عن استهداف زوجي، فاعتقل المرة الأولى في عام 2000م، وحوكم بالسجن مدة أربعة شهور، فصمد وتحدى، ولم ينل السجن من عزيمته، فتكررت اعتقالاته بتهمه الإنتماء لحركة الجهاد الإسلامي".

وتضيف: "تعرض ثائر للاعتقال 10 مرات، وقضى في سجون الاحتلال 11 عاماً، وخاض إضراباً عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري، استمر مدة 78 يوماً".

بفخر واعتزاز، تقول الزوجة أم خطاب: "إن ثائر من مفجري وأبطال ثورة الكرامة ومعركة الأمعاء الخاوية في 10/04/2013م، حيث خاض إلى جانب الأسير بلال ذياب، إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، واستمر إضرابهما لمدة 78 يوماً على التوالي".

وتضيف: "انتهي الإضراب باتفاق مع إدارة مصلحة السجون بعدم تجديد اعتقالهما الإداري، ليسجلا نصراً جديداً يضاف إلى سلسلة انتصارات إخوانهم أبطال معركة الأمعاء الخاوية، التي أشعلها الأسير خضر عدنان".

رغم انتصاره وتحرره، لم تنته رحلة ثائر مع الاعتقال الإداري، ففجر 18/08/2014م، اقتحمت قوات الاحتلال منزله في مدينة رام الله. وتقول أم خطاب: "لحظات مروعة عشناها عندما داهم العشرات من الجنود منزلنا، لم يكتفوا بتدمير الأثاث، واعتدوا على زوجي أما طفليه ووالديه، وفور اعتقاله حولوه للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور".

وتضيف: "تأثرت حياة ونفسية طفلتي لمار البالغة من العمر 5 سنوات، والتي لم تعش مع والدها سوى عام واحد بسبب اعتقالاته المتكررة، أما طفلي خطاب (3 سنوات)، فعاش مع والده فقط 6 شهور، وهو كثير التساؤل عن والده ويتمنى احتضانه والشعور بحنانه". وتكمل: "رفضت محكمة الاحتلال الاستئنافات المتتالية التي قدمها محامي زوجي، وبالتآمر مع المخابرات، تستمر في تغييبه عن طفليه وحياتنا، ومؤخراً جرى تمديد الإداري له لمدة 4 شهور للمرة الرابعة".

الزوجة التي تكرس حياتها لإكمال مشوارها مع طفليها، ومتابعة ملف زوجها، تعبر عن قلقها على وضعه الصحي بسبب معاناته من عدة مشاكل صحية مختلفة. وتقول: "نعيش معه نفس دائرة المعاناة والالم المريرة، فقد أصيب بفيروس "الكبد الوبائي" بعد خضوعه للعلاج بعيادة الأسنان خلال فترة التحقيق في سجن "عسقلان". وتضيف: "لم يكن يعاني من المرض إطلاقاً، وبعد حقنه بإبرة بعيادة السجن، أغمي عليه، ونقل للمشفى وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين ماهية المرض، لكن ترفض إدارة السجون علاجه، وتمنع إدخال طبيب مختص لرعايته ومتابعته باستمرار للقضاء على المرض".

وتضيف: "لا يزال يعاني من أوجاع شديدة وآلام حادة في الجانب الأيمن من البطن يمتد حتى العمود الفقري، كما يعاني من حصوة في الكلى، وكيس شعر أسفل الظهر ينزل منه دما وقيحا وحكة في الصدر واليدين والقدم الأيمن، كما يعاني من إرهاق وتعب دائم".

المصدر/ صحيفة القدس الفلسطينية