الذكرى الرابعة لمعركة بشائر الانتصار

تعود ذكرى الانتصارات من جديد لترسم في أذهاننا صورة مشرقه للنصر الحاسم والفجر القريب، في ذكرى معركة بشائر الانتصار البطولية التي خاضها أسود سرايا القدس وحدهم في ميدان المقاومة والكرامة دفاعا عن حياض الأمة وكـرد طبيعي على إراقة دماء القادة الفلسطينيين، فهبت سرايا القدس مستنفرة إمكانياتها البشرية والعسكرية في مثل هذا اليوم قبل عامين لترد على عملية اغتيال الشهيد القائد زهير القيسي أمين عام لجان المقاومة الشعبية.
في الذكرى السنوية الثانية لمعركة بشائر الانتصار أجرى مراسل الإعلام الحربي لقاءات مع محللين سياسيين، ليتحدثوا عن المعركة البطولية.
حيث أكد الباحث والمحلل السياسي الأستاذ أكرم عطا الله أن أداء سرايا القدس في معركة بشائر الانتصار كان مفاجئا للجميع كونها قادرة على أن تقود معركة ضد "العدو الصهيوني" وتستهدف مناطق بعيدة نسبيا عن حدود قطاع غزة.
وأوضح المحلل عطا الله أن هذه المعركة البطولية أعطت انطباعا مثيرا عن القدرة القتالية لدى سرايا القدس وكيف كان باستطاعتها الوقوف والصمود لوحدها في الميدان, مبيننا أن استخدام السرايا للسلاح الجديد وهو راجمات الصواريخ أدى إلى قصر عمر المعركة وأدركت "دولة العدو" حينها أن حجم التسليح لدى السرايا هو أكبر مما تتوقع بكثير.
وتابع قائلا: "لقد استطاع الجهاد الإسلامي أن يرغم الاحتلال على القبول بالشروط التي وضعها للتهدئة والتي كان على رأسها انه لن يتوقف إطلاق الصواريخ إلا حينما تتوقف سياسة الاغتيالات بحق قادة المقاومة".
وأكمل المحلل السياسي لقد كنا نعتقد انه ليس بإمكان أي فصيل أن يصمد لوحده أمام الاستهداف المتواصل والاغتيال لمقاوميه، ولكن في هذه المعركة فاجئنا الجهاد الإسلامي بأنه قادر على الصمود والمواجهة وفرض شروطه لتحقيق التهدئة.
أما عن ارتقاء 14 شهيد من سرايا القدس في المعركة فقال الأستاذ أكرم عطا الله انه من الطبيعي ألا توجد معركة وانجاز بدون خسائر، والحديث عن 14 شهيد هو عدد ضئيل مقابل معارك سابقة، ولكن الخسارة تكمن في النوع وليس العدد كون هؤلاء الشهداء من الكوادر المدربين وأصحاب الخبرات العسكرية لدى الجهاد الإسلامي.
وعن أهم النتائج السياسية للمعركة فقال أن المقاومة استطاعت تحقيق ما تريده من وقف الاغتيالات وأرغمت "دولة العدو" على ذلك، وأثبتت أن قطاع غزة يمكن له أن يهدد أمنها واستقرارها، كما أن هذه المعركة عززت قدرة المقاومة ومكانتها ورفع معنوياتها.
من جهته أكد الباحث والمحلل السياسي الأستاذ حسن عبدو أن سرايا القدس في معركة بشائر الانتصار أسقطت سياسة الاغتيالات الصهيونية وهذا هو أهم إنجازات المعركة التي بينت مدى قدرة الجهاد الإسلامي وجناحه المسلح "سرايا القدس".
وبين المحلل عبدو أن حجم الأداء الذي قامت به السرايا من قصف البلدات الصهيونية وإدخال نوع جديد من السلاح كراجمة الصواريخ أظهر قدرة الجهاد الإسلامي على الصمود وحده في الميدان.
واعتبر المحلل السياسي أن معركة بشائر الانتصار من أهم المعارك التي خاضتها المقاومة لأنها لم تترك قطاع غزة منطقة مستباحة أمام طائرات الاحتلال، من خلال فرض شروط خاصة باتفاق التهدئة تمنع الاحتلال من الاستمرار في سياسة اغتيال وتصفية المقاومين داخل القطاع.
وأوضح عبدو أن هذه المعركة عطلت قدرة الاحتلال على الاعتداء اليومي على غزة, فيما أعطت المقاومة امتيازات منها الحرية الكاملة في تطوير إمكاناتها المادية والبشرية.
أما عن رضوخ الاحتلال لشروط المقاومة فقال المحلل السياسي أن هذا نتيجة طبيعية للقدرة التي أظهرتها سرايا القدس وخاصة بعد إدخال الراجمات الصاروخية في المعركة مما أدى لتشكيل رأي عام يعترف بقدرة الجهاد الإسلامي والمقاومة بشكل عام وكذلك يعترف بعجز الاحتلال عن فرض نظرية الردع الصهيونية.

(المصدر: سرايا القدس)