الأسيرة لينا الجربوني.. امرأة فلسطين الأولى للعام 2015

رغم كل المعاناة التي تكابدها والصعاب التي تواجهها عميدة شؤون الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية لينا الجربوني إلا أنها توجت بلقب "امرأة فلسطين للعام (2015)"، بتضحياتها وتحديها للسجن والسجان، حيث حازت على اللقب بكل جدارة؛ لكونها صاحبة رسالة وقضية وطنية، حرصت من خلالها على المساهمة في نشر معاناة الأسيرات داخل السجون، وتكريسها لثقافة المقاومة الفلسطينية.

وأعلنت وزارة شؤون المرأة الفلسطينية، الخميس الماضي، بأن عميدة الأسيرات داخل السجون (الإسرائيلية) الجربوني (42عاما) قد فازت بلقب "امرأة فلسطين لعام 2015"ØŒ لكونها تعتبر نموذجا كبيرا للتضحية والصمود  الفلسطيني.

والأسيرة الجربوني من قرية عرابة في الجليل تقضى حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وتقديم مساعدات للجناح العسكري للحركة سرايا القدس؛ تمثلت في لتسهيل وصول الاستشهاديين إلى هدفهم في عمق الكيان والبحث عن شقق للإيجار ليتحصن فيها الاستشهاديون قبل انطلاقهم نحو أهدافهم".

لينا الجربوني مناضلة تقضي منذ 18/4/2002 ، حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً وهي حتى يومنا هذا تعيش عامها الرابع عشر في سجون الاحتلال، وتعتبر من قادة الحركة النسائية الأسيرة، وهي اليوم عميدة الأسيرات الفلسطينيّات، وتعتبر أكثر مناضلة فلسطينية قضت في سجون الاحتلال منذ النكبة الفلسطيني.

وأكد مسئول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب بأن الأسيرة المجاهدة لينا الجربوني تستحق التكريم والإشادة بها وبصمودها، وتستحق بجدارة لقب امرأة فلسطين الذي توجت به، فهي نموذج رائع للمرأة الفلسطينية.

صاحبة رسالة
بدوره، أوضح والد الأسيرة أحمد الجربوني أن فوز لينا بلقب امرأة  فلسطين للعام (2015) جاء نتيجة مشاركتها الفعالة في نقل معاناة الأسيرات لإدارة مصلحة السجون وقيامها برعايتهن وإدارة شؤونهن؛ ولأنها صاحبة رسالة وطنية وبصمة داخل المجتمع الفلسطيني، فيجب الافتخار والاعتزاز بها.
وبين والد الأسيرة لـ"الاستقلال" أنه تم اختيار لينا للفوز باللقب من بين (150) امرأة تم ترشحيهن من قبل وزارة الثقافة وشئون المرأة، وتم بعد ذلك انتقاء (48) منهن، ليصل عددهن في التصفيات النهائية (7) نساء، تم اختيار لينا بعد ذلك من قبل اللجنة المختصة بدقة شديدة؛ لأنها رقم ورمز من الصعب تجاوزه.

وقال:":عندما علمنا بفوز لينا باللقب عبر وسائل الإعلام، كانت فرحتنا بها كبيرة، لأنها تستحقه بجدارة، رغم أننا كنا نتوقع أنه سيأتي اليوم الذي ستتوج إنجازاتها بوسام الفخر والاعتزاز، بسب سلوكياتها داخل السجون وتحملها مسؤولية القيادة والرعاية".

وأضاف":" حمدت الله كثيراً على فوز لينا باللقب؛ لأنه سيرفع من معنوياتها عاليا أكثر مما هي عليه الآن، وأعتز وأفتخر بها لكونها ابنتي التي مازالت تدافع وتناضل من أجل كرامتها وحريتها، وتكرس ثقافة المقاومة، رغم أنها خلف قضبان الاحتلال" .

وسام فخر
بدوره، اعتبر الناطق الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس للأسرى والشهداء طارق شلوف أن فوز الأسيرة لينا الجربوني بلقب امرأة فلسطين  لعام (2015)ØŒ بمثابة وسام فخر واعتزاز لها، حيث  جاء بعد حالة الصمود والصبر التي عاشتها في مواجهتها للاحتلال (الإسرائيلي)ØŒ ولكونها تنوب عن نساء فلسطين في مقاومته.
وأكد شلوف لـ"الاستقلال" أن المعايير التي تم على أساسها اختيار لينا كأفضل امرأة للعام الماضي، شخصيتها القوية التي تنتزع الحقوق بشكل وبآخر رغم معاناتها مع الأمراض كالتورم والأوجاع في القدمين وألام بالرأس والجهاز الهضمي؛ ولأنها المرأة الوحيدة التي أمضت (14عاما) متواصلة في السجون الإسرائيلية .

وأوضح أن وزارة شؤون المرأة أقامت لأول مرة في فلسطين حفل تكريم امرأة فلسطين لعام   (2015)  من أجل النهوض بالمرأة الفلسطينية المبدعة بكل مجالات وعطاءاتها، ولينا أكبر نموذج  للعطاء، لاسيما أنه تم استثناؤها من كافة الصفقات التي أبرمت بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي .

وأشار إلى أن فوز لينا باللقب سيضيف لها من الناحية المعنوية ولسيرتها الذاتية الممتلئة بعناوين الصبر والتحدي رغم عدم حاجتها لأي لقب، لافتا إلى أنها ستبقى كما هي نموذجا مشرفا لباقي الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية، بحكم تجربتها خلال سنوات اعتقالها الطويلة .

وتعتبر المجاهدة لينا، مدرسةً في العطاء وقوة الصبر بتحويل أقبية السجن لمسجد وقاعة تعليمية، فأقدمت على تعليم الأسيرات اللغة العبرية وطريقة إتقانها بحكم قضاء سنوات عمرها داخل الأراضي المحتلة، وأبرزت مهاراتها بتعليم الأسيرات لمهنة التطريز والخياطة، وكذلك إقامة دورات عديدة منها (الأحكام والتجويد والتفسير).

يذكر أن "إسرائيل" رفضت الإفراج عن الأسيرة الجربوني في صفقة التبادل الأخيرة بين الكيان وحركة"حماس" بذريعة أنها من الداخل الفلسطيني المحتل.

المصدر/ صحيفة الاستقلال