المحرر صالح: السجون الصهيونية وجدت لقتل الانسان وافراغ محتواه

غزة/ مهجة القدس:

قال الأسير المحرر ياسر صالح المتحدث باسم مؤسسة "مهجة القدس للشهداء والأسرى": إن السجن عبارة عن جدران إسمنتية رطبة كان المراد منها قتل الإنسان وإفراغه من محتواه, ومن ثم تحريره من السجن في صورة محطمة مكسورة مهزوزة ليردع بها المواطن الفلسطيني.

وأضاف صالح خلال لقاء نظمه الهلال الأحمر بغزة بعنوان "المسيرة التعليمية والثقافية داخل السجون": معركتنا داخل السجون بدأت بمعركة جادة وحقيقية مع إدارة مصلحة السجون الصهيونية حيث تمثل تمتلك العلم والدراية الواسعة وتعمل ببرامج محددة وأهداف واضحة تهدف لكسر إرادة السجين الفلسطيني, ومحو شخصيته, وبث روح الانهزامية والجهل في نفسه, حينها أيقن الأسرى أن أهم شروط المواجهة هي الثقافة لمواجهة ومقاومة تلك السياسية الصهيونية.

وأضاف قائلاً: "لكن إرادة الأسرى وعزيمتهم كانت أقوى فابتدعوا الكتابة على الورق المسلفن الموجود في قلب علب السجائر والكتابة عليه بخط صغير "مسمسم" ليتم تمريره عبر الغرف والأقسام, كان تحوي توجيهات وتعليمات وتعميمات, كما ابتدع الأسرى فكرة "الكبسولة" التي كانت تحمل مواضيع مهمة ليتم توزعيها بين الأقسام والسجون والغرف أو يحملها المحررين للخارج .

وأوضح الناطق الإعلامي لمهجة القدس أن الرسائل المتبادلة والكتابات بين الأقسام والغرف كانت من أنجح الوسائل فعمل الاحتلال على سرقة أنابيب الأقلام التي كان يحضرها الصليب الأحمر, وعملوا على ملاحقة الأسرى ويفتشون الغرف بحثاً عن الأقلام والأنابيب وينزلون أشد العقاب فيمن يعثرون عنده على أقلام.

وأشار المحرر صالح أنه لا يوجد أية حقوق داخل السجن لكن الأسرى بما يملكون من لياقة روحية استطاعوا أن يحققوا انجازات, ومع كل اصطدام مع الاحتلال كانت تسحب تلك الإنجازات باستثناء الخروج إلى الساحة فيما يعرف بـ"الفورة".

وختم لكن عزائم الأسرى والمعتقلين كانت أقوى من كل مخططات الاحتلال وممارساته الإذلالية التركيعية فتكيف الأسرى داخل السجن, وتنوعت الأساليب الثقافية حتى أصبحنا نرى داخل السجون نظير للحلقات التلفزيونية الثقافية والترفيهية ينفذها بعض الأسرى لبث روح المرح, وأصبح كل فصيل يمتلك حلقة تعليمية, وأضحت السجون أشبه بالدولة التي تمتلك اللجان الثقافية والفنية والرياضية, وأصبحت السجون تخرج المتعلمين والمثقفين وحملة الشهادات العليا.

الدائرة الإعلامية
12/04/2016