لينا الجربوني من عرابة البطوف أقدم أسيرة فلسطينية

يحيي الشعب العربي الفلسطيني اليوم، يوم الأسير الفلسطيني، تكريما لأسرى الحرية الذين يقضون سني حياتهم في غياهب السجون الإسرائيلية، من أجل الحرية والاستقلال.

وتعتبر الأسيرة لينا الجربوني، ابنة عرابة البطوف في الجليل، أسيرة فلسطينية استثنائية، تمضي عامها الرابع عشر في الأسر، لتصبح بذلك 'سيدة فلسطين الأولى' و'عميدة الأسيرات الفلسطينيات'.

الحديث عن لينا الجربوني يتكرر مع كل حديث مع أسيرة محررة أو ذوي الأسيرات في السجون الإسرائيلية، وكل أسيرة سجنت منذ 14 عاما لديها ما تقوله بحق الجربوني، الأم والأخت والمربية والمعلمة لهن جميعا.

لينا الجربوني ابنة 40 عاما، كانت قد اعتقلت في العام 2002 بتهمة مشاركتها في خلية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي نفذت عمليات مقاومة بالداخل الفلسطيني وحكمت على أثرها بالسجن 17 عاما وعدة شهور، كان من المقرر الإفراج عنها ضمن صفقة تبيض السجون من الأسيرات خلال صفقة 'شاليط'، إلا أن إسرائيل تراجعت عن الإفراج عنها وعن أسرى الداخل بحجة أن الصفقة لا تشملهم.

وقالت الأسيرة المحررة منى قعدان إن 'لينا ممثلة الأسيرات منذ 14 عاما وطوال هذه الفترة كانت هي المسؤولة عن الأسيرات أمام الإدارة، حيث لم تكن تسمح لأي من الأسيرات التعامل مع الإدارة بشكل مباشر، وهو ما يحفظ الأسيرات من الوقوع في مكائد الإدارة، ويساعدها على ذلك لغتها العبرية القوية'.

وأضافت أنه 'ليست فقط تمثيل أمام الإدارة فلينا تقوم بمتابعة الأسيرات بكامل حياتهن داخل السجون، فهي بمثابة الطبيبة للأسيرات وخاصة الأسيرات المصابات منهن، حيث تقوم بمتابعة تغير عن الجروح وتنال الأدوية وتغذيتهن ونظافتهن، وتقوم بمرافقتهن إلى عيادة السجن والتعلم من الطبيب والممرض لتقوم بعلاجهن في الأقسام'.

وأشارت إلى أن 'اهتمام لينا يتضاعف بالأسيرات الزهرات 'القاصرات'، فعددهن وصل هذه الأيام إلى 20 زهرة، بعضهن مصابات حيث تحاول تعويض دراستهن وتعليمهن داخل السجون، فكانت أن طلبت وضغطت على إدارة السجون بتخصيص مدرسة ليومين في الأسبوع لتعليمهن تعليما مدرسيا، وخلال الأيام العادية تقوم بتعليمهن دورس الدين والتفسير والسنة النبوية واللغة العبرية'.

وقالت قعدان إنه 'في بعض الأيام كانت لا تتواجد في الأقسام لانشغالها مع الأسيرات القاصرات في العيادات والعلاج الطبيعي وتحضير الوجبات لهن'، وتابعت أنها 'كانت تصحو كل يوم عند الساعة الثامنة لتحضر لهن الحليب كما الأم'.

وبحسب قعدان فإن 'الأسيرات في السجون يتقاسمن المهام فيما بينهن، ولكن الجربوني وبشكل طوعي تؤخذ على عاتقها الدور الأكبر، انطلاقا من إحساسها بأنه واجبها'.

وذكرت موقف لينا الجربوني من أبناء الأسيرات الذين ولدوا في السجون، وتحديدا يوسف الزق وبراء صبيح وعائشة الهودلي، حيث كانت بمثابة الأم بالنسبة لهم، وتحديدا يوسف الزق الذي لا يزال حتى الآن يناديها بكلمة 'ماما'، واستذكرت كيف كان الطفل يبقى واقفا على باب الزنزانة ينادي 'لينا لينا'.

وعددت مواقفها أمام الإدارة وقالت إنها 'لا تترك أي حق لأي أسيرة دون أن تتمكن من استرجاعه لهن'، وفي آخر معركة لها مع الإدارة قبل الإفراج عن قعدان، كان رفض لينا استقبال الأسيرة ياسمين الزرو بسبب صعوبة حالتها الصحية، حيث كانت بحاجة لعملية جراحية عاجلة وكانت إدارة السجون تصر على نقلها للأقسام العادية. وتابعت قعدان أن 'موقف لينا كان حازما أمام الإدارة ورفضت بشكل قاطع أن تبقى في الأقسام قبل أن إجراء العملية لها'.

ومن المواقف التي لن تنساها قعدان للينا، وهي التي اعقتلت أربع مرات خلال وجود لينا في السجون، وقوفها بجانبها حين وفاة والدتها خلال وجودها وشقيقها طارق في السجون، وقالت إن 'وجود لينا إلى جانبي كان بمثابة وجود كل أهلي في هذا الموقف المؤلم'.