أطفال النطف يمنحون آبائهم الأسرى حياة جديدة

في السابع من سبتمبر من 2013 رزقت عائلة الأسير رأفت القروي من عين قينيا غربي رام الله ابنه الأول، لم تكن مناسبة عادية للعائلة وعائلة الزوجة فكان "عامر" حياة جديدة للعائلتين والأسير وزوجته، كما تقول الجدة والدة الأسير رأفت:" هذا الطفل من أول لحظة له على هذه الدنيا غير حياتنا بالكامل".

وتتابع والدة الأسير رأفت:" كان حلما بالنسبة لنا أن يرزق رأفت بطفل وهو لم ينهي حكمه بالسجن 16 عاما بعد، كنت قلقله عليه وهو الذي سيفرج عنه وزوجته قد وصلت عمر الأربعين أن يرزق أطفالا في المستقبل".

وتتحدث والدة الأسير رأفت عن قرارهم بخوض هذه التجرية:" في البداية كان الأمر غير مقبول لزوجة ابني كان لديها تخوف من تقبل المجتمع للطفل، ولكننا أستطعنا أن نتجاوز كل هذه المخازف وخاصة بعد نجاح تجربة الأسير عمار الزبن وانجاب زوجته.

وتابعت:" عندما عرض علي ابني الفكرة رحبت بها وخاصة أنها ستوفر عليه سنوات طويلة من عمره بعد الافراج عنه، مع تقدم عمر زوجته وتراجع إمكانية الأنجاب لديها، فكرت حينها أنه سيسعى ليكون أبا على حساب زوجته التي انتظرته كل هذه السنوات في السجن".

والدة الأسير رأفت حاربت بكل قوتها لتتمكن من فرض خيار ابنها، قالت "توجهت لعائلة زوجة ابني وشرحت لهم الأمر وأن الطريقة آمنه وموثوقه، تحدثت في الإعلام وفي البلدة وشرحت لهم آلية تهريب النطفن لنتجاوز معارضة المجتمع وبالفعل كان تقبل المجتمع لعامر وغيره من الأطفال ملفتا.

الطفل عامر كان من أوائل الأطفال الذين ولدوا من خلال نطف مهربة، سبقه في ذلك الطفل مؤيد ابن الأسير عما الزبن والذي كان أول سفراء الحرية، وبعد عامر ومؤيد وصل العدد خلال العامين الفائتين 35 طفلا و180- 200 أسيرا يحتفظون بنطفا في مراكز التلقيح الطبية.

وتتحدث والدة رأفت عن تقبل كبير للمجتمع لأطفال النطف، فكما تقول فإن أهتماما كبيرا بهؤلاء الأطفال الذين غيروا حياة آبائهم الأسرى بالكامل:" لقد عادت الحياه إلى أبني، عندما أزوره أرى فرحا كبيرا في عينيه وهو يرى أبنه".

عن ذلك يقول مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش إن هؤلاء الأطفال بالنسبة للأسرى، وتحديدا لذوي المؤبدات والأحكام العالية، هي حياة وروح جديدة، و كسر للأحكام الإسرائيلية العالية وإستمرارية حياتهم التي حاول السجان إن يوقفها لهم، فالهدف من المؤبدات هي منع الأسير من ممارسة حياته الطبيعية والقضاء عليه.

ولفت الخفش إلى إن هؤلاء الأطفال والحياه التي خلقها للأسرى وزوجاتهم وعائلاتهم كان سببا في حل العديد من المشاكل الأجتماعية، وأصبح الأسير ينتظر أبنه في الخارج ويدرك أنه ومهما طالت فترة أسره هناك من ينتظره في الخارج.

وحول أسباب إنتشار هذه الظاهرة كما يقول الخفش، هو تقبل المجتمع الذي شكل حاضنه حقيقه لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم.

وتابع:" تقبل المجتمع كان مميزا على عكس السنوات السابقة التي لم تكن تتقبل هذه الفكرة، ولكننا شهدنا تحولا كبيرا بعد ظاهرة الطفل " مهند" وذلك لاسباب كثيرة أهمها مكانه الأسرى في المجتمع الفلسطيني، والتفاعل الذي أحدثه ولادة مهند، فأصبحت أمهات الأسرى وأبائهم هم من يطلبوا من أبنائهم ذلك، وخاصة لذوي الأحكام العالية".