الشهيد ماجد البطش: فارس وحدة الهندسة والتصنيع

لأنهم الشهداء، الشهود الحقيقيون على ظلم الغزاة المحتلين، لأنهم سنابل الخير والعطاء والصمود والإباء، لأنهم فوارس هذا الزمان، لأنهم شذا العطر الفواح الذي يعم أرجاء المعمورة بأكملها ليأسر برائحته كل أرجاء المعمورة، فالشهداء هم عنوان الأمة وتاريخها ورمز عزتها وصمودها.. بدمائهم بعيد بوصلة التاريخ إلى مسارها الصحيح.. وبأشلائهم نزين حدود الوطن المبارك لنحميه من الضياع.
فمبارك جهادكم أيها العظماء مبارك جهادك "يا ماجد".. مبارك عطاؤك الجهادي.. مباركة دماؤك وأشلاؤك.. بارك صواريخك القدسية التي صنعتها يدك ودكت المغتصبين الصهاينة وأرعبتهم بكل مكان.. ولكم منا كل الحب والوفاء.

ميلاد قائد
تنسم الشهيد المجاهد ماجد البطش أولى نسمات هواء غزة العليل في العاشر من يناير عام 1974م، ذلك اليوم الذي صادف أول عهد له بالحياة، حيث ولد لأسرة فلسطينية تقطن حي التفاح بمدينة غزة، مؤمنة قدمت العديد من نماذج التضحية والفداء في سبيل رفعة دينها ورفع الضيم اللاحق بأبناء شعبها، وتتكون أسرة شهيدنا المكونة بالإضافة إلى الوالدين من اثني عشر شخصا.
عرف الشهيد المجاهد "ماجد" منذ نعومة أظافره بالالتزام في بيوت الله التي تشع علما ومعرفة حيث تربى على موائد القرآن الكريم ومجالس الذكر والعلم، كما كان مواظبا على الصلاة في مسجدي الجولاني والقعقاع في حي التفاح.
تميز شهيدنا المجاهد بتفوقه الدراسي حيث تمكن من إتمام تعليمه الثانوي بتفوق قبل أن يلتحق بكلية التجارة تخصص "محاسبة" في جامعة القدس المفتوحة فرع غزة، إلا أن الظروف التي واكبت انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة وانشغال شهيدنا المجاهد بمقارعة الاحتلال الصهيوني، كل ذلك حال دون إكمال شهيدنا تعليمه الجامعي.
وكان شهيدنا قد تزوج بابنة عمه، في العام 1996م، ورزق منها بأربعة أطفال وهم: إسلام، سلمان، محمد وبتول، حيث عمل على تنشئتهم تنشئة إسلامية حميدة ليكونوا ذخرا للإسلام والمسلمين.

درب الجهاد
التحق شهيدنا المجاهد "أبا إسلام" بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مطلع انتفاضة الحجارة المباركة في العام 1987م، وكان أحد مجاهديها الفاعلين، الأمر الذي عرضه للاعتقال على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني ليخرج بعدها من السجن وقد سكنت العزيمة قلبه عقله.
ومع انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة في العام 2000م، لم يتردد شهيدنا في المشاركة بكل قوة في فعالياتها التي تميزت بالعمل العسكري، حيث انخرط في صفوف الجناح العسكري للحركة "سرايا القدس" وتدرج في صفوفها وتعلم فنون القتال على أيدي قادتها ومجاهديها، حتى بات من قادة الوحدة الصاروخية الخاصة في مدينة غزة، حيث تميز بصناعة وإعداد الصواريخ القدسية من طراز "قدس متوسط المدى".
وينسب للشهيد المجاهد ماجد، الفضل - بعد الله عز وجل - في تجهيز الاستشهاديين ونقلهم إلى أرض المعركة، أكثر من مرة.

الارتقاء للجنان
وبينما كان شهيدنا يجوب كافة أرجاء قطاع غزة الصامد ليذيق العدو الغاصب من كأس الموت الذي جرعه لأبناء شعبنا، وبينما هو كذلك، إذ بطائرات الاحتلال الصهيوني التي كانت تجوب سماء القطاع في الحادي والعشرين من تموز 2007م، تستهدفه بعدة صواريخ هو ورفاق دربه المجاهدين الأطهار أبناء سرايا القدس محمود عادل عوض، عبد العزيز الحلو، ومحمد أبو نعمة، لدى عودتهم من مهمة جهادية على طريق صلاح الدين إلى الشرق من مخيم جباليا، حيث ارتقى أربعتهم إلى العلا شهداء مقبلين غير مدبرين ولا نزكي على الله أحدا.

(المصدر: سرايا القدس، 21/5/2007)