ورحلت أم الشـهداء ..

"الحمد لله والشكر لله، هذا كله في سبيل الله عز وجل وفداءً لفلسطين".. بهذه الكلمات كانت الحاجة أم رضوان الشيخ خليل تختصر حكاية وجعها وجرحها الذي لم يندمل بعد كل وداع لأبنائها الشهداء الخمسة، صابرةً محتسبةً.

الحاجة فاطمة الجزار "أم رضوان الشيخ خليل" من مخيم رفح جنوب قطاع غزة، أو ما تعرف بـ"خنساء فلسطين"، رحلت بعد رحلة طويلة من الكفاح والمقاومة والصمود أمام الاحتلال الغاشم الذي قتل أبناءها الخمسة وأحفادها الثلاثة وزوج ابنتها، لكنه لم يقتل فيها الصبر والجهاد.

كانت دوماً تقول أن الموت واحد، وجميعنا سيموت، ولكن هناك فرق بين كل موتة وأخرى، وأن الموت في سبيل الله، هو أعظمها وأجملها.

لقد توفيت الحاجة فاطمة بالأمس، خلال تواجدها في جمهورية مصر العربية في رحلة علاجية، حيث كانت تعاني المرض، وقد آلم فراقها الكثيرون ممن حملوا هم الوطن ورفعوا راية المقاومة دفاعاً عن فلسطين.

عاشت الحاجة أم رضوان فصول النكبة من بدايتها حيث هجرت مع أهلها وذويها عام 1948، إلى مخيم "يبنا" بمحافظة رفح، وفيها ترعرعت وكبرت وتزوجت وأنجبت 7 من الأبناء، قدمت منهم 5 شهداء.

"خنساء فلسطين" ظلت وحتى آخر رمق تدعو للمقاومة ومواجهة العدو، وأن تربي النساء أبناءها على حب الوطن و التضحية من أجله، كيف لا وهي من رَبَت أبناءها الشهداء شرف وأشرف ومحمود ومحمد وأحمد، وهم قادة في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين.

جدير بالذكر، أن أشرف استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال على حدود فلسطين الشمالية بتاريخ 1/7/1991، فيما استشهد شرف في اشتباك مسلح وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد بتاريخ 2/1/ 1992، أما محمود فاستشهد بعد استهدافه بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح بتاريخ 17/10/ 2004، كما ارتقى محمد بعد استهدافه بصاروخ أطلقته طائرة على سيارته بتاريخ 25/9/ 2005، أما أحمد فاستشهد في عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات حربية بتاريخ 29/10/2011.