الرسم بالكلمات... بقلم الأسير المجاهد ياسين أبو لفح

بقلم الأسير المجاهد/ ياسين أبو لفح
سجن ريمون الصحراوي

دعوني أعاتب نفسي لأنني اعتقلت دون أن أرسمكم كباقي الشهداء الذين رسمت، دعوني أعاتب نفسي لغيابي عن جنازاتكم بينما كنت شريكًا لجنازة كل راحل على ما رحلتم.

سادتي الشهداء!

ربما لست مؤهلًا الآن أن أميز أحدكم بصورة تخص نعيه وأعلم سالفًا أنها لن تزيد في ملكه شيًئا، إلا أنني أوثر أن أشارككم أي حبة عرق صبت من جبين ثورتكم.. أو قطرت من عروق مجدكم!

أنا لا أرى في نفسي المجاهد الذي يستحق أن يسار خلفه وإن كنت "أسيرًا"!

أنتم وحكم القادة الذين تعتلون منصة القيادة لهذا الدرب الصعب، لقبني أحدهم "مصمم الأسرى" والآن أنا لا أملك مقتنًا أصمم خلاله، لذلك اسمحوا لي أن أرسم لكم بالكلمات، فلقد كنت أتمنى أن أرقى لأن أحدق في تصاميم وجه كل واحد منكم لأرسم من تلك الملامح نشيد عز أصيح فيه:

قم للذي لطم العدو بسيفه               إن القيام لمثله إيمان

سادتي الشهداء!

أعذروني هنا نقع في فكي فخ لا نقدر على الخروج منه إلا إليه.

أخباركم تصلنا متأخرة وموجزة.

أسماؤكم مجهولة لدينا إلا ما ندر.

كنا نتمنى أن نحفظها كما لو أنكم ووريتم قلوبنا قبل الثرى.

سادتي العظام، مجمل الكلمات لا تفيكم إن قيلت وجل مدحكم، اختصار والثناء على جهادكم يفقد النص جودته، لذلك ذيلت خاطرتي سريعًا:

رجال الله أنتم لا محالة                 تردون الغزاة إلى إستفالة

إذا مر العدو بكم رويدًا                 عجلتم فيه ضربًا وإزالة