ذوو أسرى يمتنعون عن الحديث لوسائل الإعلام

ليست المرة الأولى التي ترفض فيها، عدد من أمهات الأسرى التصريح لوسائل الإعلام والحديث إليه حول معاناة أبنائهن في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" وعند البحث عن أسبابهن الحقيقية لا تجد فيها سوى مزيد من المعاناة والحرمان والقسوة.

رفضهن كان مبرراً عند معرفة أسبابهن، فلم يكن في خاطرهن أن يحرجن أي صحفي يطلب الحديث إليهن، ولكن كان الجميع يقف إلى جانبهن ويساندهن ولو بكلمات تسر خاطرهن وتعينهن على الحرمان الذين يشعرن به جراء استمرار اعتقال أبنائهن خلف القضبان.

إحداهن جلست تحمل صورة ابنها في يدها اليمنى وتضع الأخرى على خدها تبكي هماً أضيف على معاناتها، وتحدثت بحرج لـمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنها لا تريد إجراء مقابلة صحفية بسبب الإجراءات التعسفية التي تمارسها قوات الاحتلال على أمهات الأسرى عند زيارة أبنائهن ويعرضهن لمضايقات عدة.

والدة معتقل آخر، لوحت بيدها : حسبي الله ونعم الوكيل، حتى الكلام لا يريدوننا أن نعبر به عن معاناتنا، فأصبحوا يُضيقون على أهالي الأسرى، ويزيدون معاناتهم، فلا يريدون لهم الحديث، متمنية أن يمن الله بالفرج القريب لكافة الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".

طارق أبو شلوف المتحدث باسم مؤسسة "مهجة القدس للأسرى والمحررين"، أكد لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مصلحة السجون تعمد على مدار اللحظة للتضييق على أهالي الأسرى بخلق مبررات واهية، فتترقب لأمهات الأسرى اللاتي ترسل التهاني والتحيات لأبنائهن ويتحدثن عن صعوبات الحياة عبر الإذاعات ووسائل الإعلام، فتخلق جسراً بينها وبين ابنها المعتقل.

وأشار أبو شلوف، إلى أن إدارة السجون تلجأ للمضايقة على الأسرى، التي يعتبر أن هذه المراسلات تحرض وتوقظ في الأسير هم المواجهة مع العدو الصهيوني.

وأوضح أبو شلوف، أن دولة الاحتلال هي ليست صاحبة حق، فتزعجها أي شيء عن الأسرى الذين يؤمن إيماناً كبيراً بقضيتهم ويدافعون عن مواقفهم ونضالاتهم.

وعن دور الصليب الأحمر في وقف هذه الممارسات، ذكر أبو شلوف، أن مؤسسته وكافة المعنيين بالأسرى يحاولون نقل جزء من معاناة الأسرى وآلامهم للجنة الدولية للصليب الأحمر، فيكون الرد من الأخيرة بعدم قدرتها على وقف هذه الإجراءات لأنه ليس من مهامها.

وشدد أبو شلوف، على أنه يجب أن للصليب دور واضح في هذا الإطار، وأن لا يقتصر دورها على هذه الردود، التي تؤسس لمرحلة تواطئ باتجاه قضايا الأسرى .