60 عامًا على مجزرة كفر قاسم ومسيرة ضخمة تُحيي ذكراها

في الداخل المحتل

يوافق اليوم السبت، الذكرى الـ60 لمجزرة كفر قاسم، التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، في مثل هذا اليوم من العام 1956، بتزامن مع اندلاع العدوان الثلاثي: البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر.

وكان الهدف من هذه المجزرة، التي حصدت أرواح 49 شهيدا، وعددا من الجرحى، هو ترهيب فلسطينيي 48 لدفعهم على الرحيل، بعد أن بقي منهم 153 ألفا في وطنهم في عام النكبة.

وتكتمت السلطات الإسرائيلية على تلك المجزرة، مستغلة أجواء الحكم العسكري، في تلك السنوات.

وبعد يومين على المجزرة تسرّب الخبر إلى عضوي الكنيست من الحزب الشيوعي توفيق طوبي وماير فلنر، فتسللا الى القرية سرا، رغم حصانتهما البرلمانية التي من المفروض تسمح لهم بدخول القرية بحرية، ولكن الأوامر كانت صارمة، وخرجا الى الرأي العام ليكشفا أمر المجزرة.

وترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف رسميا بالمجزرة، كما ترفض إدراجها ضمن المنهاج التعليمي.

ويُشارك أهالي كفر قاسم، واللجنة الشعبية وقيادات الحركات الوطنية في أراضي الـ48، ونواب من القائمة المشتركة، اليوم السبت، في مسيرة حاشدة احياءً للذكرى السنوية الـ60 للمجزرة البشعة، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

وانطلقت المسيرة من ميدان أبو بكر في مدينة كفر قاسم، سيرا على الأقدام باتجاه النصب التذكاري لوضع أكاليل الزهور ومن ثم زيارة أضرحة الشهداء في مقبرة الشهداء.

ورفعت في المسيرة الشعارات المنددة بسياسات إسرائيل وجرائمها، سيما مجزرة كفر قاسم، ورددت المشاركون عبارات التمجيد للشهداء، والتأكيد على أن جريمة كفر قاسم لم ولن تُغفر وتُنسى ما دام هناك حياة في هذه المدينة.

 

وقال رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة خلال مشاركته في المسيرة: "كان الهدف من المجزرة الرهيبة هو التسبب في هروب أهل المثلث من الوطن تحت جناح العدوان الثلاثي على مصر".

وأضاف: أن الانتصار الأكبر على مجزرة كفر قاسم يتمثل في مدينة كفر قاسم ذاتها التي كان عدد سكانها 1500 نسمة أبان المجزرة، واليوم عددهم 22 ألف، يعملون وينتجون ويحيون الأرض.

من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، إن على إسرائيل أن تستوعب حقيقة اننا أصحاب وطن، وأننا باقون، ولن تنفع معنا كل مخططات الاقتلاع ولا التهجير، فكما لم ترعب أهل كفر قاسم قبل 60 عاما، المجزرة بشكل يدفعهم على الهجرة، فنحن اليوم ما زلنا على هذا ثابتين، وما كان عام 1948 لن يكون اليوم ولا في المستقبل.

وأضاف بركة، "على المؤسسة الحاكمة أن تعلم أننا نرفض المواطنة المشروطة التي يريدون فرضها علينا. وأن تعلم أيضا، أننا فلسطينيون بكامل قامتنا، وتاريخنا واصرارنا على وحدتنا الوطنية. نحن مواطنون كاملي الحقوق، ليس على أساس انتمائنا للمؤسسة والصهيونية، ولا على أساس ما يسمى "ولاءنا" لها، بل لأننا اصحاب الوطن. مواطنتنا ليست مشتقة من كرم أخلاق المؤسسة الصهيونية، وإنما نابعة من انتمائنا للوطن، لفلسطين، بسهولها وجبالها وبحرها".

وأكد إصرار الجماهير العربية على مطالبتها بالاعتراف الرسمي بالمجزرة، بما يترتب على هذا الاعتراف من تحمل مسؤوليات، وقال: "لا نبحث عن اعتذارات وخطابات معسولة، بل الاعتراف الرسمي والتام. وهذا مطلب دماء الشهداء التي تصرخ في هذا المكان، وهذا مطلب الأحفاد، وهو مطلب لن يسقط بالتقادم، بل سنبقى نكافح لتحقيقه".

وتصادف اليوم، الذكرى الـ60 لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها إسرائيل عام 1956، وراح ضحيتها 49 شهيدًا وشهيدة من أبناء كفر قاسم.