وصية الشهيد المجاهد: أكرم عبد المحسن عبد الحميد هنيني

بسم الله الرحمن الرحيم

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله.

لقد قمت بهذا العمل لأني علمت أن الجهاد واجب وفرض عين على هذه الأمة حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]

منذ زمن طويل وأنا أدعو الله وأقول (اللهم ارزقني جهادًا في سبيلك)، وكررت ذلك كثيرًا حتى وصلت الفرصة إليَّ فلم أستطع رفضها؛ لأنها كانت أقصى ما أتمنى أن أنزل في عمل استشهادي في أكثر المستوطنين شراسةً وعربدةً في هذه البلاد، فأقتلهم وأُقتل في سبيل الله.

ولقد علمت أن للشهيد عدة خصال محددة أعدها الله له وهي:

1. أن الله هو الذي يختار من عباده الشهداء.

2. أن الله يغفر له كل ذنوبه من أول قطرة دم تنزف من جسده إلا حقوق العباد.

3. أن الشهيد ينجو من عذاب القبر، ويخفف عنه يوم القيامة، ويحشر مع النبيين والصديقين.

4. أعد الله للشهيد نعمًا وفرحةً كبيرة. قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169-170]

5. أن الله كرم الشهيد بالشفاعة لسبعين من أهله، فاستبشروا بذلك كثيرًا.

6. أن للشهيد أعلى المراتب في الجنة، وله اثنتان وسبعون من الحور العين وعده الله بهن.

وهذا ما أوصي من أهلي من بعدي:

أولاً: لا تحزنوا على فراقي، وقولوا كما أمركم الله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 156-157]

ثانيًا: أوصيكم بالإكثار من الدعاء لي بقبول شهادتي، وأكثروا من الاستغفار لي.

ثالثًا: أرجو من كل من خاصمته في يوم من الأيام أن يسامحني. وأرجو من كل من له مال عليَّ أن يسامحني، وخصوصًا أني أخذت بعض المال من مال الدكان بغير وجه حق، فسامحوني به كي أدخل الجنة، ولا أبقى واقفًا على بابها؛ لأن الله يغفر كل الذنوب إلا حقوق العباد. فوحدوا الله وصلوا على نبيه وأدعو لي بالقبول والمغفرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

أكرم عبد المحسن هنيني