وصية الشهيد المجاهد: أسامة إبراهيم عيد نغنغية

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169]

أمي الحبيبة، أبي الحبيب، إخوتي الأحبة: إني أكتب لكم كلماتي هذه وأنا بكامل سعادتي؛ لأني أشعر في كل يوم وفي كل لحظة أني سأغادر هذه الدنيا إلى دار القرار والاستقرار دار الآخرة. والله يا أحبتي إني سعيد جدًا بطريقي هذا واختياري، فكل ما أريده منكم هو أن تسامحوني لمغادرتي لكم، فوالله أني أشتاق لكم وأنا بينكم وسأشتاق لكم كثيرًا. ولكن اشتياقي للقاء ربي ورسولي وأحبتي ولدنيا الآخرة هو أقوى مني، فأنا اخترت طريقي وأنا سعيد باختياري، فأنا بعت نفسي إلى الله ووهبتها في سبيل الله مجاهدًا لإعلاء كلمته ومحاربة أعدائه، فوالله أكتب لكم هذه الكلمات وأتمنى لقاء ربي قبل إنهاء هذه الكلمات.

أمي، أبي، إخوتي، أحبابي جميعًا: والله إني أحبكم، ولكن هناك ما يشدني لفراقكم، فاصبروا على فراقي ولا تحزنوا، فأنا والله أشعر أني سعيد جدًا بطريقي إلى الجهاد، فإذا كتب في أي وقت أن أكون شهيدا فأرجوكم أن لا تحزنوا عليَّ، وتأكدوا أني سأكون بانتظاركم. ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]، فربي لا يخلف وعده.

أمي الحبيبة، أبي الحبيب، إخوتي: أرجو منكم أن تباركوا لي الشهادة، وأن تطمئنوا عليَّ وادعوا لي، أنا مسافر وتأكدوا أنه سيكون لنا لقاء إن شاء الله. أرجوكم عيشوا حياتكم، وكونوا سعداء، يوم شهادتي هو يوم عرسي. وأرجو منكم يوم عرسي أن تزفوني إلى بيتي مباشرة، ولا تتأخروا إطلاقًا. وداعًا يا أحبتي، أوصيكم بالصلاة والدعاء لي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

أسامة إبراهيم نغنغية